صفحة الكاتب : حسن العاصي

كي نبرأ من اليباس
حسن العاصي

لأجل رحيلهما أبتكر للغياب مصائد للحياة

 

لم يعد قلبي كما كان

تعثّرت طيوري في درب الريح

تاهت ناصيتي وأصبحتُ يتيماً

ونهري أضحى عارياً

صار لي عصفورين في غابة الغرباء

كانا مثل رحيق البسمة

بلسماً لكل داء

كأنهما ساقيات الكروم

يبحثان عن العناقيد العابرة

أصبحا حزن يجثم فوق غصن الوريد

بعيد كلاهما

مثل أرجوحة غادرت ساحة العيد

وأنا في هذا الدمس الشديد

تذبل داليتي وعيناي تشتهي الجنون

وعصافير لا ترحل

نصفي ضاع هناك قرب السور

على أطراف الحجارة

حيث الشقيقات المكلومات

 يزاحمن دمعي على القبور

وعاد نصفي مسافة شاحبة

كمد يطوي خطاي

وصور تفصد وريد الحياة

لا قرار لهذا الشقاء

غزير بالحزن والانكسار

من يمتلك سر هذا الرماد؟

ومن للحجر البارد يفسر زخّات التراب؟

وحدها العَرَبة هنا ضالعة في نحري

تكتظ بالوجوه المتوقّدة في سكينتها

قد أعيا الرحيل جهاتي يا ربي

وضاق بي دربي

تراني أقبض بالبصيص الباقي

كي ينام الوقت قليلاً أو لا يستيقظ

لأنني كثيراً كثيراً أخاف

في عتمة العمر

ازدحام الغصن بالعصافير

وأخشى سقوط هامة الطريق

لعل حين يشدّني البياض ويأتي موتي

يغفو نصفي في كف أبي

ونصفي قرب أضلاع الشقيق يرقد

أقصص حزني ووحشة ثوبي

أقتسم معهما رحلتي بما أنبتت

إذ يبتلع البحر الغابة

حيث لا فراق ولا جدران

ولا طيوراً تنقسم أجنحتها

هنا أقبع وحيداً مثل نعش يخشى بياضه

يتدحرج تيهي مرتبكاً فوق الصناديق

مثل ندف الحزن يتدفق

لا ينفع فيه سبات ولا جنون

أوشك تعبي أن يصل

تعالوا نتوغل في المقبرة

كي نبرأ من اليباس

أبداً لم أكنْ أحدثكم هنا عن الموت

ولا عن وجع الفراق

هنا كنتُ أحدثكم عن والدي محمد وأخي حسين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن العاصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/05



كتابة تعليق لموضوع : كي نبرأ من اليباس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net