صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

 4/9 اليوم الخالد...
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في هذا اليوم حدثان مهمان عند العراقيين سجلهم التاريخ على صفحاته البيض والسود، فلا اظن ستنساهم الاجيال مهما طال الزمان، الاولى ذكرى شهادة المفكر والفيلسوف الكبير السيد محمد باقر الصدر الشهيد الاول واخته العلوية بنت الهدى على يد حزب البعث الصدامي، الذي ضحى بنفسه ودمه من أجل الاسلام والامة الاسلامة، وهو القائل: وإنّي منذ عرفت وجودي ومسؤوليّتي في هذه الأمّة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسّني على السّواء، ومن أجل العربيّ والكرديّ على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعِش بفكري وكياني إلّا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع. 
وهو صاحب اشهر المؤلفات التي وقفت بوجه المد الماركسية والشيوعية، كـكتاب فلسفتُنا واقتصادُنا، وبعضها تدرس في بعض الجامعات الغربية، ولهذا قيل ان العالم يخدم المجتمع بعلمه، وعن طريق قناة العلم يخرج هذا العالم من فرديته ليرتبط بالمجتمع، اي عن طريق العلم تتّحد شخصيته الفردية بشخصية المجتمع كما تتّحد القطرة بالبحر. بهذا الاتحاد يخلد العالم جزءاً من شخصيته، اي يخلد فكره وعمله.
هو كذلك السيد محمد باقر الصدر الذي خلد بفكره وعمله ودمه، حيث ترك ارثاً ثرياً اغنى به الساحة العربية والاسلامية بما كتب ونشر من تأليفات ذات اهمية بالغة في الفكر الاسلامي، ورد وناقش كثير من النظريات والاطروحات، وعالجها بأسلوب الفيلسوف البارع والناقد الضالع متعالياً عن المسميات والتخرصات. 
فالسيد الصدر الاول كعالم ومفكر وقف بوجه اعتى ديكتاتور في زمانه وقال لو كان جزء من اصبعي منكم لقطعته انه المعارض المناضل الشجاع الذي حارب الظلم بكل ما يملك بقلمة وفكره ودمه واخلد، فنذر نفسه لأجل خدمة وطنه ونصره مذهبة. كما يقول هو: إنّي أعاهدكم بأنّي لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً، وأنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل.. فلتتوحّد كلمتكم، ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام، ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلّطة، وبناء عراق حرّ كريم تغمره عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً، بأنّهم إخوة، يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم، وتحقيق مثلهم الإسلاميّة العليا المستمدّة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم. 
ومن ضمن المقولات التي اطلقها: لو كان اصبعي بعثياً لقطعته حيث حرم السيد الانتماء لحزب البعث الصدامي الاجرامي وقطع الطريق على الكثير من ابناء الامة بعدم الانخراط والانخداع في هكذا احزاب دكتاتورية دموية فاشية استبدادية. 
كما وحرم الانتماء لحزب الدعوة الاسلامي وبالخصوص لطلبة الحوزة، ولا نعلم ما الاسباب. ولكن لو كان السيد "رحمه الله" حياً في هذا الايام ماذا سيقول عن هذه الاحزاب التي دمرت العباد والبلاد والتي تتاجر باسمه ودمه، وعملت على تشويه الصورة العظيمة لهذا الرجل الكبير الذي وضع العديد من الاطروحات والنظريات، كما وناقش الكثير من الافكار والآراء وادحضها.
أما الحدث الاخر فهو يوم سقوط بغداد على يد القوات الأمريكية، حيث أدعت ان العراق يهدد السلم الاهلي، ويمتلك اسلحة دمار الشامل، وان هناك علاقة بين النظام السابق والقاعدة، وتريد استبدال الحكم الظالم بحكم ديمقراطي تعددي، واليوم يمضي على أسقاط النظام خمسة عشر سنة، ووضعنا من سيئ الى أسوء، ولم يتغير الحال، كنا قبل الاحتلال نحلم بتغيير الواقع وسنعيش الحرية والديمقراطية، وسيصبح بيتي ملك ويكون فيه انبوب من الغاز واخر من الماء، وسيكون شارع محلتي مبلط واتنفس الهواء النقي وانعم بالخير ويعم الامن والسلام، فلا حروب ولا ارهاب، ولا يوم النخوة ولا جيش القدس ولا ولا... ولكن كلها كانت كأمواج السراب وعند الصباح تبخر الحال، وصارت اضغاث احلام لا تغيير فيها، أما ما ارادة المحتل تحقق اغلبه، فالطائفية والانقسام والقتال والارهاب والدمار وسيل من الدماء تراق كل يوم، وانفجار هنا وهناك، لم اكن اسمع بها من قبل ولم اكن ارى الموت بهذه الوحشية والمجازر الدموية وقطع الرؤوس انه الاحتلال وما تبعه من ارهاب وخراب، فلم يتحقق من الحلم الذي كنا نعيشه الا البسيط واليسير!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/09



كتابة تعليق لموضوع :  4/9 اليوم الخالد...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net