صفحة الكاتب : حيدر عاشور

المجرب لا يجرب..فهم للسلوك السياسي
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نعرف ان السياسة اسلوب لفهم سياسي يوجه افكار لمجتمعه وفق تجارب ونشاطات، منها على ارض الواقع(ميدانية)، وأخرى تتمثل في منجز نظري(مكتوب) يكتبه السياسي يغزو به الرفوف الثقافية المعرفية عن افكاره وتوجهاته القائمة على الذكاء في ظل تقاليد اكاديمية علمية، تطرح مشروعه السياسي الذي يتضمن(اهدافه ونشاطه الذاتي). والطريق الصحيح لمعرفة السياسي الناجح والذكي والوطني بنفس الوقت يقر بالتجربة من حيث الاهمية والتطبيق وهن وسائل لتحديد سلوكه السياسي المنظم، فالتنظيم يؤلف مجتمعا منظم سياسيا، وبهدف موجه هو الحفاظ على الهوية والانتماء.. فالطبيب اذا اخطأ في عمليته الجراحية يقتل مريضهُ فقط، ولكن السياسي اذا أخطأ يقتل شعبا كاملا. لذلك اطلقت حكمة "المجرب لا يجرب" وأخذت مداها في الاوساط المحلية والعالمية، لأنها الوجه المعدل للشكل القائم، لتحقيق ما يتوخى الناس تحقيقهُ وهي الغاية الكبرى لمعرفة نشاط أي سياسي طارح نفسه لخدمة الناس، سواء من العادات والتقاليد للبلد، ام بالقانون او القواعد الدبلوماسية، فيتوجب عليه الاقناع بمشروعهِ، فمتى ما حصل الاقناع فان ذلك يعني وجدت لحظة الاعتراف به قد بدأت.

والانتخاب السياسي اليوم مشروع مهم في مطالبه الواقعية لا الخيالية، يجب رؤيته من زاوية أكثر منطقية، ومعرفة سلوك المرشح فإذا كانت قيمهُ التقليدية وراء السلوك لا تحظى منه بالقبول، فهو مخادع..بالطبع ليس هناك جهاز كاشف يشير الى سلوك السياسي المرشح ويصعب التنبؤ به، وهذا الاسلوب يخلط بين ما هو اعتيادي وبين ما هو ضروري تصاحبها سيل من العاطفة.. والمخادع السياسي يسحب مجتمعه الى بحر لا نهاية  لحدوده وعمقه، وإذا امتلك ناصية القرار السياسي لم يعد للمجتمع شاطئ ولا مقر ليساعد على الإرساء، وتجربة (داعش) و(الطائفية) بحر من المقابر لا حدود لهما...ودراسة هذا التاريخ المؤلم عن البرلمانات السابقة يفترض ان يحتل اهمية خاصة، اولها ابعاد كل من ساهم وشارك وخطط ،وهي ضمن مشروع "المجرب لا يجرب" وبالتالي هي ثمرة الثقافة السياسية التي ذهبت اليها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، ايصالها الى فكر الناس لتقليل احتمال الوهم الذي يعمل في الجاهل والغافل. في كل مجتمعات الكون هناك رؤيا امينة من عالم أو مفكر  يضع الناس على السلوك القويم للاختيار الصحيح من اجل تحقيق التقدم..لذا كانت "المجرب لايجرب" ثقافة لفهم السلوك سياسي للخروج من وهم الانتخابات الفاسدة ووهم المرشحين المقنعين، وأصحاب الجوازات الاجنبية وغيرهم...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/06



كتابة تعليق لموضوع : المجرب لا يجرب..فهم للسلوك السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net