جاء في الذكر الحيكم: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. (الحجرات: اية 14).
كنا نستمع الى القران الكريم بصوت القارئ المتألق الشيخ عامر الكاظمي وهو يتلوا على مسامعنا الآيات من سورة الحجرات، وعندما وصل الى الآية اعلاه، سألني احد الاخوة عن معنى ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾. ما المقصود بالإعراب؟ وما هو الفرق بين المسلم والمؤمن؟.
قلت له ان لفظة الاعراب والعرب او الاعرابي والعربي لا يختلفان، فالإعراب الذين سيكنون البادية (البدو) ولم يطلعوا على علم ودراسة وايمان. واما الفرق بين المسلم والمؤمن كالفرق بين الشمس والقمر، عندها قال هذا جواب كبير ويحتاج الى تبسيط لأدراك المطلب وتفيهم السائل، ونحن نعلم ان بين الشمس والقمر فرق شاسع كفرق السماوات عن الارض. قلت له لابد من الرجوع الى امهات المصادر واهل الاختصاص الذين فسروا وبينوا ما المراد من الاعراب وما الفرق بين الاسلام والايمان او المسلم والمؤمن.
اذ قال اهل اللغة: ورجل أَعْرَابيٌّ، بالأَلف، إِذا كان بَدَوِياً، صاحبَ نَجْعَةٍ وانْتواءٍ وارْتيادٍ للكلإِ، وتَتَبُّعٍ لمَساقِطِ الغَيْث، وسواء كان من العَرَب أَو من مَواليهم.
ويُجْمَعُ الأَعرابيُّ على الأَعْراب والأَعارِيب. والأَعْرابيُّ إِذا قيل له: يا عَرَبيُّ فَرِحَ بذلك وهَشَّ له. والعَرَبيُّ إِذا قيل له: يا أَعْرابيُّ غَضِبَ له.
فَمَن نَزَل البادية، أَو جاوَرَ البَادِينَ وظعَنَ بظَعْنِهم، وانْتَوَى بانْتِوائهِم: فهم أَعْرابٌ، ومَن نَزَلَ بلادَ الرِّيفِ واسْتَوْطَنَ المُدُنَ والقُرى العَربيةَ وغيرها ممن يَنْتمِي إِلى العَرَب: فهم عَرَب، وإِن لم يكونوا فُصَحاءَ.
وقول اللَّه عزوجل: ﴿قالت الأَعرابُ آمَنَّا قُلْ لم تؤْمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا﴾. فَهؤُلاء قوم من بَوادي العَرَب قَدِمُوا على النبي(ص)، المدينةَ، طَمَعاً في الصَّدَقات، لا رَغْبَةً في الاسلام، فسماهم اللَّه تعالى الأَعْرابَ. المصدر: لسان العرب، ابن منظور، ج1، ص586.
ورجل عربيّ إذا كان من العرب وإن سكن البلاد، ورجل أعرابيّ إذا كان ساكنا في البادية والعرب صنفان عدنانيّة وقحطانيّة، يقال: رجل عربيّ إذا كان نسبه في العرب وجمعه العرب. ورجل أعرابيّ إذا كان بدويّا يطلب مساقط الغيث والكلاء سواء كان من العرب أو من مواليهم، ويجمع الأعرابيّ على الأعراب والأعاريب فالأعرابيّ إذا قيل له: يا عربيّ فرح، والعربي إذا قيل له: يا أعرابيّ غضب، فالعرب سكّان الأمصار والأعراب سكّان البوادي.
وإنّما سمّي العرب عرباً قيل: لأنّ أولاد إسماعيل نشئوا بعربة وهي موضع تهامة فنسبوا إلى موطنهم وقيل: سمّي العرب عرباً لإبانة كلامهم وفصاحة نطقهم لأنّ ألسنتهم معربة عمّا في ضمائرهم.
وقد بين تعالى حال سكان البادية وأنهم أشد كفراً ونفاقاً لأنهم لبعدهم عن المدنية والحضارة، وحرمانهم من بركات الإنسانية من العلم والأدب أقسى وأجفى، فهم أجدر وأحرى أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله من المعارف الأصلية والأحكام الشرعية من فرائض وسنن وحلال وحرام. المصدر: تفسير الميزان.
فالعرب الذين جاءوا بالإسلام، اذ ليس خافياً ان سكان هذه الصحراء كانوا على انماط من البشر منهم أعراب لا يشدهم الى بعضهم غير العدوان والغزو والسلب والنهب; ولا يرتبطون بمبدأ أو يبرون بقسم.. وهم يجمعون بين وحشية الذئب وقسوة القطة وغدر ابن آوى. بل ان القرآن الكريم لينص في وصفهم.. مفرقاً بينهم وبين العرب الذي حرص على أن يكونوا جند الدعوة وحملة رسالتها. فقال في محكمه: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، وقال: ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾. وقال: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ﴾. المصدر: الذات الجريحة، سليم مطر، ص298.
قالوا ان هذه الآية نزلت بإجماع من المفسرين في قوم من بني اسد اتوا النبي(ص) في سنة جدبة واظهروا الاسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر، إنما كانوا يطلبون الصدقة وكانوا يقولون له(ص): اتيناك بالاثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، يريدون الصدقة ويمنون.
اذا يقول الشيخ الطوسي: نزلت الآية في اعراب مخصوصين انهم قالوا ﴿آَمَنَّا﴾ أي صدقنا بالله وأقررنا بنبوتك يا محمد، وكانوا بخلاف ذلك في بواطنهم، فقال الله تعالى لنبيه ﴿قُلْ﴾ لهم ﴿لَمْ تُؤْمِنُوا﴾ على الحقيقة في الباطن ﴿وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ أي استسلمنا خوفا من السبي والقتل ثم بين فقال﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ بل أنتم كفار في الباطن. المصدر: التبيان في تفسير القرآن، الشيخ الطوسي، ج9، ص420.
كما قال صاحب الميزان من مراتب الإسلام، القبول لظواهر الأوامر والنواهي بتلقي الشهادتين لسانا، سواء وافقه القلب، أو خالفه، قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، ويتعقب الإسلام بهذا المعنى أول مراتب الإيمان وهو الإذعان القلبي بمضمون الشهادتين إجمالا ويلزمه العمل في غالب الفروع. المصدر: الميزان في تفسير القران، ج1، ص175.
فقد جعل الإسلام في مقابل الإيمان وأريد من الأول، التسليم اللساني دون القلبي، فبالتالي دون التصديق كذلك وعن الثاني التسليم القلبي، ولأجل الاختلاف في المتعلق صارا متقابلين ونظيره قوله سبحانه: لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، فأثبت الإيمان بالأفواه وسلبه عن قلوبهم.
ويضيف العلامة: يفيد أولاً أن الإسلام هو تسليم الدين بحسب العمل وظاهر الجوارح والإيمان أمر قلبي. وثانياً: أن الإيمان الذي هو أمر قلبي اعتقاد وإذعان باطني بحيث يترتب عليه العمل بالجوارح.
فالإسلام هو التسليم العملي للدين بإتيان عامة التكاليف والمسلمون والمسلمات هم المسلمون لذلك والإيمان هو عقد القلب على الدين، بحيث يترتب عليه العمل بالجوارح والمؤمنون والمؤمنات هم الذين عقدوا قلوبهم على الدين بحيث يترتب عليه العمل بالجوارح فكل مؤمن مسلم ولا عكس.
وقد نفي في الآية الإيمان عنهم وأوضحه بأنه لم يدخل في قلوبهم بعد وأثبت لهم الإسلام، ويظهر به الفرق بين الإيمان والإسلام بأن الإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد، والإسلام أمر قائم باللسان والجوارح فإنه الاستسلام والخضوع لسانا بالشهادة على التوحيد و النبوة وعملا بالمتابعة العملية ظاهرا سواء قارن الاعتقاد بحقية ما شهد عليه و عمل به أو لم يقارن، وبظاهر الشهادتين تحقن الدماء وعليه تجري المناكح والمواريث.
وعليه فان أوّل مقامات الايمان المعرفة ثم اليقين ثم التصديق ثم الاخلاص ثم الشهادة بذلك كلّه، والايمان اسم لهذه الاُمور كلّها، فأوّلها النظر بالفكر في الأدلّة ونتيجته المعرفة، فإذا حصلت لزم التصديق، وإذا حصل التصديق والمعرفة أنتجا اليقين، فإذا صحّ اليقين جالت أنوار السعادة في القلب بتصديق ما وعد به من رزق في الدنيا وثواب في الآخرة، وخشعت الجوارح من مخافة ما توعد من العقاب، وقامت بالعمل والزجر عن المحارم. المصدر: ارشاد القلوب، ص248.
ومن مراحل الايمان، وهي ان تؤمن بالحقائق الدينية الكبرى ايمان (وعي) لا ايمان فهم.. وبالايمان تخرج من مستوى الفهم، والتقدير العقلي لقضية الوجود الالهي، واليوم الآخر، وارتباط الخلق ببارئه الى مستوى الوعي ودخول القضية الى القلب، والمعايشة الروحية، واستشعار الهداية والطمأنينة.
اذ جاء في تفسير الامثل: ان معيار القيم الإنسانية، أي التقوى، وحيث أنّ التقوى ثمرة لشجرة الإيمان، الإيمان النافذ في أعماق القلوب، وطبقاً لمنطوق الآية فإنّ الفرق بين الإسلام والإيمان في أنّ: الإسلام له شكل ظاهري قانوني، فمن تشهد بالشهادتين بلسانه فهو في زمرة المسلمين وتجري عليه أحكام المسلمين.
أمّا الإيمان فهو أمر واقعي وباطني، ومكانه قلب الإنسان لا ما يجري على اللسان أو ما يبدو ظاهراً!. الإسلام ربّما كان عن دوافع متعدّدة ومختلفة بما فيها الدوافع الماديّة والمنافع الشخصية، إلاّ أنّ الإيمان ينطلق من دافع معنوي، ويسترفد من منبع العلم، وهو الذي تظهر ثمرة التقوى اليانعة على غصن شجرته الباسقة!
وهذا ما أشار إليه الرّسول الأكرم (ص) في تعبيره البليغ الرائع: الإسلام علانية والإيمان في القلب.
وربَّما كان لهذا السبب أنّ بعض الروايات تحصر مفهوم الإسلام بالإقرار اللفظي، في حين أنّ الإيمان إقرار باللسان وعمل بالأركان، إذ تقول الرواية الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل.
فكل مورد في القرآن اقتصر على ذكر الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، يراد به الإسلام والإيمان بالمعنى الأول، وكل مورد اضيف إليه ذكر العمل الصالح يراد به المعنى الثاني.
والأصل في هذا التقسيم قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾. وزاده تعالى إيضاحاً بقوله بعدها: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ يعني: أن الايمان قول ويقين وعمل. المصدر: اصل الشيعة واصولها، ص212.
وعليه المُؤمِنُ من نَطَقَ بالشهادتين بلسانه وآمن بقلبه بعقائد الاسلام وعمل بأحكامه، وإن صدرت منه مخالفة لاحكام الاسلام علم أنها معصية وعليه أن يتوب إلى اللّه ويستغفره. ويظهر الفرق بين المؤمن والمسلم يوم القيامة، أمّا في الدنيا فكلاهما تجري عليهما أحكام الاسلام والمسلمين.
وعلى هذا يمنكن ان يكون المسلم في شك وريب في بعض معتقداته ولكن المؤمن يقين في ذلك فالنسبة بينهما عموم وخصوص مطلق، كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن.
فكل من نطق بالشهادتين، فما لم يرتكب منكراً يلازم الكفر والارتداد، ولم ينكر إحدى الضرورات الإسلامية كالمعاد، فهو مسلم، نعاشره ونجالسه ونعامله معاملة الإسلام، ولم نتجاوز الظاهر، فإن بواطن الناس لا يعلمها إلا الله سبحانه، وليس لأحد أن يتجسس على بواطن المسلمين. ولكن نقول: بأن النسبة بين الإسلام والإيمان، عموم مطلق.
وقال صاحب النكت والعيون في قوله عزوجل: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم أقروا ولم يعملوا، فالإسلام قول والإيمان عمل.
الثاني: أنهم أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة قبل أن يهاجروا فأعلمهم أن اسمهم.
الثالث: أنهم مَنُّوا على رسول الله(ص) بإسلامهم فقالوا أسلمنا، لم نقاتلك، فقال الله تعالى لنبيه: قل لهم: لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا خوف السيف. لأنهم آمنوا بألسنتهم دون قلوبهم، فلم يكونوا مؤمنين، وتركوا القتال فصاروا مستسلمين لا مسلمين، فيكون مأخوذاً من الاستسلام لا من الإسلام. ويكون الإسلام والإيمان في حكم الدين على هذا التأويل واحداً وهو مذهب الفقهاء، لأن كل واحد منهما تصديق وعمل.
واضاف إنما يختلفان من وجهين:
أحدهما: من أصل الاسمين لأن الإيمان مشتق من الأمن، والإسلام مشتق من السلم.
الثاني: أن الإسلام علم لدين محمد(ص) والإيمان لجميع الأديان، ولذلك امتنع اليهود والنصارى أن يتسموا بالمسلمين، ولم يمتنعوا أن يتسموا بالمؤمنين.
وعن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا سليمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنها أعلم قال: المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت أعلم، قال: المومن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم حرام على المسلم أن يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعنته.
وقد قيل: ان أظهر المرء الايمان بلسانه دون أن يؤمن بقلبه، سمي مسلماً، وان آمن بالقلب سمّي مؤمناً. فان دفعه ايمانه الى العمل به سمي مؤمناً طائعاً، وإن لم يعمل بما يقتضيه ذلك الايمان سمّي مؤمنا عاصياً أو فاسقاً.
ولعل خير ما يصور ويشرح هذا المفهوم ويوضح الفرق بينهما هذا النص الذي رواه الكليني في الكافي بطريق معتبر عن حمران بن اعين عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام): الايمان ما استقرّ في القلب وأفضى به إلى الله عزّوجلّ وصدّقه العمل بالطاعة لله والتسليم لامره، والاسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلّها، وبه حُقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر وأضيفوا إلى الايمان والاسلام لا يشرك الايمان والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.
وللمذهب الصوفي لمحة حول ذلك، اذ يقولوا: أن العمل إذا كان حدّه الجوارح الظاهرة يُسمى مقام الإسلام، وإذا انتقل لتصفية البواطن بالرياضة والمجاهدة يُسمى مقام الإيمان، وإذا فتح على العبد بأسرار الحقيقة يُسمى مقام الإحسان، وقد جعل الساحلي مقامَ الإسلام مُركّباً من ثلاثة: التوبة والتقوى والاستقامة، والإيمانَ مُركباً من الإخلاص والصدق والطمأنينة، والإحسانَ مُركّباً من المراقبة والمشاهدة والمعرفة، ولكلٍّ زمان ورجال تربية واصطلاح في السير، والمقصد واحد، وهو المعرفة العيانية. المصدر: البحر المديد، ج6، ص121.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat