سأل البروفيسور ، وهو يتأمل فراشة تحوم في المختبر :
- كم سنستغرق في صناعة واحدة مقاربة لهذه الفراشة..؟
اجاب المساعد : ليس المهم ان نصنع فراشة مقاربة لمواصفات الفراشة الحقيقية ، ايها البروفيسور ، بل علينا ان نفكر بصناعة العوامل التي ادت الى وجودها !
بذهول حدق البروفيسور في محيا مساعده ، وسأله :
- وماذا ايضآ ..؟
- علينا قبل ان نصنع بيئة شاملة كي ننتج فراشة مستحدثة ، علينا ان نحدد الغاية من ذلك !
آنذاك لم يجد البروفيسور كلمات ليخبر مساعده بها بعد ان ادرك - قال في نفسه - انه فك اللغز !
وقد كان مساعده في تلك اللحظات قد فتح النافذة ، وراح ينظر الى الفراشة تغادر ، حيث الغابة وفي السماء كانت ثمة غيوم ، وسرب طيور ، وومضات برق تنبأ عن عاصفة وشيكة .
هذه ليست قصة قصيرة جدا ، او قصة لها صلة بالخيال العلمي ، او رمزية او محاورة في الاعجاز فحسب ، بل هي تذكرة وومضة تخص قضية مركبة ، يمكن صياغتها على النحو التالي : سأل السياسي زميله ، وهو يفكر في العثور على حلول للمشكلة التي لم تجد سبيلآ للحل ، منذ عقود او قرون :
- كيف نقضي على الفساد .. ؟
سيقول الاخر :
- عندما نعيد بناء المشهد برمته
فقال الاول :
- هذا يعني اننا سنبدأ من الصفر ! اي ، لن نقضي على الفساد الى الابد !!
قال زميله : لا .. يا زميلي ، علينا ان نبدأ بأنفسنا !
- ماذا تقصد ..؟
لنرجع الى القصة الاولى :
ان صناعة فراشة ، كالقضاء على الفساد كلاها يتطلبان دراسه شاملة للمكونات ولكن قبل ذلك يتطلب صياغة سؤال : هل كلانا يعمل للقضاء على الفساد حقآ اذا كان الجواب بنعم ، قد نكون شرعنا بتجديد الغابة ومكوناتها : انها الخطوة الاولى لسعادة الانسان واما اذا كان الجواب بلا ، فستتحول السعادة الى وهم ! فاختر اما النهاية التي تقود الى الصفر او الشروع بالخطوة الاولى نحو جوهر السعادة : البدء بأنفسنا ، وليس ان نستخدم فراشات الكترونية !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat