صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

أين الفَساد؟
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال سلافوي جيجك فيلسوف الناقد السلوفيني  :"تذكروا ليست المشكلة الفساد أو الطمع، المشكلة هي النظام الذي يدفعك دفعاً, لتكون فاسداً ".

كل دولة لا يمكن أن تتكون, ما لم يكن هناك نظام كفوء, يمكنه تقويم عمل الحكومة, من أجل درء الفساد بكل انواعه ومسمياته؛ عن طريق سَنَّ دستورٍ يحترمه الشعب والساسة, على حَدٍّ سواء.

عاش العراق مُنذ الاحتلال الأمريكي 2003, في فوضى عارمة سادت البلاد, تحت سيادة الحاكم المدني برايمر, مما دعي الساسة العراقيون, إلى سَنِّ دستور دائم للعراق, كَي يُنَظم إدارة الدولة, واستبشر العراقيون خيراً, كونهم سيخرجون من ظل الدكتاتورية, إلى شمس حرية الرأي والديموقراطية, وحكم الشعب لنفسه عن طريق الانتخابات.

كان لا بُدَّ من تشريع دستور, يُنَظِم حياة العراقيين بدولة ديموقراطية, بعد المعاناة التي ولدت جِراحاً عميقة, فلا يمكن أن تُبنى الدول, دون قوانين تقوم على تنظيم الحياة, بقوانين جديدة لطي حقبة الاستبداد, وتم ذلك في عام 2005م, إلا أنَّ العراق استمر ولحد الان 2018م؛ بقوانين غير محدثة ضمن الدستور الدائم!, فما هو السبب؟

سأم المواطن العراقي عَدَم التغيير, حيث تَفشى الفساد في كافة مفاصل الدولة؛ وبين الفينة والأخرى, يخرج بَعض الساسة على الفضائيات, ليؤكد تفاقم الفساد بأوصافٍ رهيبة, تراوحت بين تسميتها بالحيتان والمافيات, والعجيب بالأمر أنَّ بعضهم يَتهمُ كُل الساسة بالفساد!, ولا يَخجل من شموله بذلك بعظمة لسانه!.

التبس الوضع على المواطن, وشَعَر أنه كانَ مُغفلاً لأكثر من عقد, ولا يدري كيف يتم الإصلاح, فالساسة نفس الساسة والقوانين شبه معطلة, إلا ما نَدَر منها سُنَّت بطريقة," وافق لي وأوافق لك", مما أفقده الثقة بكل الساسة, ناهيك عن دهاء الكارهين وتصريحاتهم.

إنَّ عدم تشريع القوانين أدى لفقدان النظام؛ حيث لا تشريع يَحِدُ منه, ولا رقابة حقيقية تُفضي لكبح جماح الفساد؛ والعجيب الغريب أن أولئك الساسة, الذين يصفون البرلمان والحكومة بالفساد, ولا يستثنون أنفسهم يرشحون للبرلمان, ويدعون المواطن لانتخابهم!.

إنَّ غياب الحِنكة والحِكمة السياسية, لإدارة الدولة وتنظيم قوانينها, من آفات الفساد, فهل سيتمكن المواطن من فرز الأوراق, بعد خلطها بدهاء, لينتخب من هو أصلح للإصلاح؟ 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/23



كتابة تعليق لموضوع : أين الفَساد؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net