صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أجيالٌ وإعطال!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأعوام تتواكب والأجيال تتعاقب ، وفي مطلع كل عام ينهض سؤال حائر عنوانه ، هل أن الأجيال تتكاتف؟

فهذا السؤال في محنة صعبة ، فهو الموؤد في أوحال التفاعلات الضارة بوجودنا والمدمرة لصيرورتنا الحضارية المثلى.

فالمتفحص لأحوالنا ومآلاتنا ، وما نقوم به ، يرى بوضوح أن الأجيال تتصارع وتتعاوق , ولا تعرف آليات ومهارات التكاتف والتآلف والتفاعل الإيجابي النافع.

فكل جيل يريد أن يستأثر بالحياة على حساب أجيال , كما في الواقع السياسي حيث تنتهي معضلة الإستحواذ على الأجيال إلى مأساة مروعة ومدمرة.

وهذا الموقف الغريب يجعلنا نتساءل ، لماذا تغتصب الأجيال حقوق بعضها؟

ولماذا يأخذ جيل حقوق الأجيال ويثرى، ويسرق وينهب ، ويتحول إلى رمز للثراء الفاحش والظلم القاهر، ولماذا يتلذذ بإذلال الأجيال وتحويلها إلى قطيع.

يبدو أن غياب الدستور الوطني الصالح ، وإنعدام الشعور الوطني ، هما من أهم أركان هذا التفاعل الصراعي الضار بالجميع.

وفي ذلك تتميز المجتمعات المتأخرة عن المتقدمة ، فالأخيرة تدرك أن لا بد لنهر الأجيال أن يجري ، ولكل موجة أن تساهم في حركة التيار، ولا يمكنها , بأي حال من الأحوال , أن ترتضي لنفسها أن تكون سدا أو مانعا بوجه حركة الحياة.

حتى في الصين ، عندما حصل تعثر الجريان ، أسرعت القيادة إلى البحث عن الحلول اللازمة وتوفير المنافذ الضرورية لتأمين إنسياب الأجيال بسلاسة وهدوء وعطاء أكبر.

أما في مجتمعاتنا ، فلا زلنا لا نعي هذه الحقيقة الحضارية ، وهناك الكثير من الأدلة والممارسات التي تعبّر عن ذلك , فما يجري في المجتمعات العربية هو قهر للأجيال وغياب الفهم الموضوعي الحضاري المعاصر لأهمية تفاعلها وتكاتفها ، لكي يأخذ كل جيل فرصته ودوره في العطاء والبناء وبذلك تتقدم الشعوب.

ومن المعروف أن المجتمع عندما يعيش محنة الصراعات القاسية ، يدخل في تفاعلات إنفعالية إنتقامية ذات تداعيات خطيرة ، حيث الخراب والدمار وسفك الدماء.

ولهذا فأن المطلوب من المجتمع ، وعي حقيقة تواكب الأجيال وكيفيات إمتلاكها لفرصة التعبير عن طاقاتها وتأثيرها في جريان نهر الوجود الوطني.

ولا يضمن ذلك إلا دستور وطني سامي أصيل وإيمان بأن الوطن وعاء صيرورة لا بد من صيانته والحفاظ على سلامته وتأمين أسباب السعادة والأمن فيه.

فهل لنا أن نتكاتف ولا نتقاطع ونتناسف؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/14



كتابة تعليق لموضوع : أجيالٌ وإعطال!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net