صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

ورطة رجل اعلامي  / الحلقة  الثامنة
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ما معنى جبّل ؟  قلت مع نفسي :ـ من غير  المعقول  ان يكون  الجواب مرتفع الأرض والحاج يقصد شيئا آخر  ، فتذكرت قوله تعالى  (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) سمعت  الحاج يرتلها فصاح :ـ جيد بني جيد  ، استمر .. ويعني ؟ قلت جماعات مجتمعة  تشكل  حلقة ـ صاح  الحاج :ـ جميل .. ومن الجبلة  سمي الجبل  أي خلقه  الله قطعة  واحدة  ولهذا قال  النبي (ص) جبلت القلوب  على حب من احسن لها ، برهة صمت قليلة لأسترد  انفاسي ولأسأل  روحي :ـ لماذا لم أنتبه على  هذه المسائل من قبل ؟ لماذا سهونا ؟وعلى كل حال  ، الحمد لله أني وازنت أمور امام الحاج ( لحد هذه اللحظة ) ، يخيفني استرخاء  الحاج فهو يطرح  السؤال دون  كلفة  أو غاية ، سوى التذكر  والمنفعة  ، طيب هذا الحاج اصبح يفكر برفع  الاحراج عني  وخلق  حالة الاطمئنان، لكن  رغم كل ذلك انا مرعوب ، ويقفز قلبي  مع كل حرف  ينبس به الحاج  .. أنظر  اليه خلسة عساه نام ، واذا  به يسأل  هل :ـ تعرف يا بني  الفارق  بين الجحود والانكار ؟ قلت يا حاج  هذه بسيطة  ، قال الله تعالى  (وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.)  أجاب :ـ نعم  وبعد ؟ قلت وقال الله تعالى (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) قال الحاج :ـ  ويعني ؟ قلت  لنتأمل  الامرين سنرى  ان الآيات غير خافية ، وربما النعم خافية صاح الحاج :ـ التفريق جيد يا بني  ، لكن هل تستطيع ان تذهب  الى اعمق من هذا قليلا ؟  نظرت  اليه :ـ ماذا  ؟ فابتسم الحاج وقال  تأمل  عساك ستصل  الى ما أريد  ، بعد برهة  تفكير صرخت  فرحا بما توصلت اليه ، والحاج  مبتهج  لفرحي  ، حاج  وجدتها :ـ وما هي ؟ :ـ يقول الله  تعالى  وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) فسأل :ـ وماذا يعني؟ ، ابتسمت بوجه الحاج وقلت له :ـ ساجيبك  باية اخرى 

يقول الله تعالى  (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ  ) كاد  يصفق لها الحاج  اندماجة  غريبة  لهذا الرجل  ـ يفرح من كل قلبه  دون ان يجامل أو يمثل أو  يماري  لكنه قال :ـ  ويعني ؟ قلت بسيطة  يقول المبرد  لايكون الجحود  الا بما  يعلمه الجاحد ، قال الحاج :ـ جيد والله انت اعلامي درجة اولى  ، قلت مع نفسي :ـ لايسترطبك المديح لابد وخلفه  ثمة شيء  أكبر  أكاد  اقول له هاتها  يا حاج فعلا  قال :ـ لو مررنا الآن  على  الآيات  التي استشهدت  بها سنجد ( يجحدون ـ ينكرون ) لكن لو قرأنا  قوله تعالى  (نَّ الذين يجادلون فى ءايات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم إِن فِى صُدُورِهِمْ إلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبلِغِهِ) فهل تعرف معنى الجدل  ؟ قلت هذه صعبة  فقال خذ وقتك  كي تتأمل براحتك  قلت :ـ قال الله تعالى قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ  ) صاح الحاج جيد .. يعني ؟ لو قابلناها بقوله تعالى (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) صاح رائع بني ويعني ؟ قلت تعني  الخشونة  ـ القوة  ـ عقب  الحاج  ولذلك  سمي الاجدل  لشدة  قوته  والجدل عند العرب  يعني شدة القتل  ، قلت  عند ناسنا  ان الجدل  نوع من العبث وابعاد  الحقيقة  عقب الحاج  تصور  خاطي  يا ولدي  فالجدل هو المخاصمة  للبحث عن الحقيقة  واما العناد على الرأي  والأخذ به فهذا  يسمى مراء 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/02



كتابة تعليق لموضوع : ورطة رجل اعلامي  / الحلقة  الثامنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net