صفحة الكاتب : محمد صادق الكيشوان الموسوي

كلمة بخصوص يوم الغدير العالمي
محمد صادق الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم، رَبَّ اشرح لي صدري ويَسَرْ لي أمري وأحْلُلْ عقدةً من لساني يفقهو قولي صدق الله العلي العظيم و الحمدُ الله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقِ الله أجمعين، المبعوث رحمةً للعالمين، المحمود الأحمد، المصطفى الأمجد، حبيب الهِ العالمين أبي القاسم محمد، و على أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين اجمعين.
 والسلام عليكم ايها الحفل الكريم و رحمة الله وبركاته
 و بعد..
نبارك الأمام المنظر المهدي الحجة بن الحسن، روحي و أرواح العالمين لتراب مقدمهِ الفداء و الأمة الأسلامية جمعاء و نباركُ لكم أيها السادة الحضور، هذه المناسبة الجليلةَ و الحدث الأعظم في تاريخ البشريةِ، ألا وهي مناسبةُ يوم الغدير الأغر الذي نُصَّبَ فيه أميرُ المؤمنين (ع) وَليّاً و خَليفةً و اماماً للمؤمنينَ جميعا. سأتعرضُ من خلالِ بحثي الموجزِ و المتواضِع جداً الى أجواء يوم الغدير و كيف أن الرسول (ص) قد مهدّ و هّيأَ الأمةَ لهذا اليوم المُبارك و أنهُ (ص) لم يَترُكْ مناسبةً ألاّ وذْكرَّ بفضائلِ أمير المؤمنين (ع) و منزلِتهِ منه. و لكني و قبل ذلك أرى من المناسب بَمكان أن نتمهل قليلاً عند المسؤولية الشرعية للمفكرين و الباحثين بدراسة النصوص القرانية و الأحاديث النبوية الشريفة بحق أمير المؤمنين (ع) لنصلَ الى نتائج علميةٍ عمليةٍ نافعة لا الى نتائج نظريةٍ تنظيريةٍ، انفعاليةٍ بائسة، تذهب أدراجَ الرياِح لخفةِ وَزنِها و تتبخرُ بسرعةٍ لشّدةِ سخونتها. انَّ الهُراءَ و الصُراخَ بَلْ و ربما القذفَ أحياناً هو في الواقع هواءٌ في شبك. ان مقدماتِ التفكيرِ السليم و البحث العلمي النزيهِ و التجردِ عن التعصبِ الذميم و الجهلِ الوخيم الذي من شأنه أن يُمزِقَ الأمُة َشرَّ ممزق، ويَقطّعَ أوصال الجسد الواحد، في وقت لا نُحَسَدُ عليهِ بما كسبتْ أيدي الناس، يقوي من ركائز مدرسةِ الَوحدةِ الأسلامية ويؤسس لمَساحاتِ واسعةِ غيرِ متنازَعٍ عليها مدومة من القران الكريم و السنةِ النبويةِ الشريفةَ و العترة الطاهرة المطهَّرة ، طُلّابُها شبابٌ واعٍ يبحث عن الحقِ و الحقيقة بأدواتٍ عصريةِ حديثة أسلفتُ ذكَرها، تُنَاسِبُ مقامَ رُقيّ العقل البشري. ان أدوات البحث اللاعلمي هي أدواتٌ صِدِئه أكلَ الدهرُ عليها وشَرٍبْ وقد أثبتت الايامُ والأرقامُ عَدَمَ صلاحيتها و هي تماماً كالغذاءِ الفاسد ، يقضي على آكِلهِ. انَّ زمنَ شراءَ الذِممِ وتشويهَ التاريخ و تزييفَ الحقائقِ قَد وَلّى مِن حيثُ لا عودة وهو يُشبه نَفْخَ الروحِ في الجسد المّيتِ فلا الفضائياتُ ولا الأرضياتُ و لا الشبكةُ العنكبوتيةُ ،مهما أوتيِتْ من قوةٍ بقادرةٍ على حجب شُعاعِ عليٍ (ع) الساطع الذي يبهر القلوبَ و الأبصار.
كنتُ ضمن الحاضرين في حفلٍ أُقيمَ بهذهِ المناسبةِ السعيدة قبل خمسةِ أعوامٍ، فلّما جاء دورُ الأساتذة المحاضرين ليتحدثَ عن فضائلِ عليٍّ عليه السلام، قالَ مبتدِأً ياعليّ فإذا بِلاقطةِ الصوتِ تعطُلُ فَجأةً ولم يُفلحُ أحدٌ مِن إصلاحِها فقالَ الدكتور المحاضر الأستاذ أسعد علي: ليسَ في اللاقطةِ أيُّ عُطلٍ وإنما صُعِقَتْ من إسمِ عليّ عليه السلام وأغشيَ عليها لأنها لاتَحتمِلُ أنوارَ أحرُفِ إسمهُ المبارك.أقولُ ليسَ كمثلِ هذا من المغالات أو البدع وهوالقائلُ عليه السلام في خطبتهِ المُسمّاةِ بالقاصعة:"وقد عَلِمْتُم مَوْضِعي مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله بالقَرابَةِ القَريبةِ، والمَنزِلةِ الخَصيصَةِ، وَضَعَني في حِجرِهِ وأنا وَلَدٌ، يَضُمُني إلى صَدرِهِ ويُكنِفُني فِراشَه، وَيَحسُّني جَسَدَهُ، ويَشُمَّني عَرْفَهُ، وكانَ يَمضَغُ الشّيءّ ثم يُلْقِمْنيه، وما وجدَ لي كِذْبَةً في قَولٍ أو خَطْلَةً في فِعلٍ ولقد كنتُ أتْبَعَهُ إتباعَ الفَصيلِ إثْرَ أمِّهِ، يَرفَعُ لي في كلِّ يومٍ مِن أخلاقِهِ عِلْماً ويَأمُرُني بالإقْتِداءِ بِهِ، وقد كان يُجاوِرُ في كلِّ سَنَةٍ بِحِرا، فأراهُ ولا يَراهُ غيري، وأنا ثالِثُهُما أرى نورَ الوَحيَ وأشمُّ رائحةِ النبوّةِ".
أتساءلُ ببساطةِ وعلى قَدرِمستوايّ وفَهمي المتواضعُ وأقولُ: أيٌعقلُ من عُلماءِ فقهِ اللُغةِ ورُواةِ أحاديثِ منزلةِ عليٍّ عليه السلام من رسول الله صلى اللهُ عليه وآله، أن يُفَسِروا حديث الغدير بأن الرسولَ أراد مِن الحجيج وعمومِ المسلمينِ أن يُحِبوا علّياً ولا يُبغضوه، وليتَ شِعري مالحبُ صانعُهُ دون المودةِ والوِلاء وما علاقةُ الأصلين المهمَيْنِ في الأسلام، التوحيدُ والنبوةِ بالمحبةِ بلْ هل تجتمعُ المحبةُ مع التوحيدِ والنبوةِ والأدهى من ذلك هل أن صحابةَ الرسولِ ـ ص ـ لم يكونوا من قبل يُحبونَ عليّا حتى يأمرُهُم نبيُهُم بِحُبِ عليّ. أترُكُ الأجابةَ للباحثين والنُحاةِ والمفسرين والمؤرخين وأن يتأملوا جيدا معنى "فما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ"؟؟ والقرآن الكريم قّد حُفِظَ في الصُدورِ وأوضحَ الصادقُ الأمين الذي لايَنطِقَ عن الهوى مُحكَمُهُ ومُتَشابِهُهُ، ناسِخُهُ ومَنسوخُهُ وعامُهُ وخاصُهُ.إنني ومن هذا المكان أدعو الشبابَ الواعي والباحثين المنصفين لجعلِ يومِ الغديرِ الأغَر يوما عالمياً تُقَدَمُ فيهِ البحوثُ والدراساتُ  حول الإمامةِ ومَفهُومُها بكلّ موضوعيةِ وإنصاف.
لقد سألتُ أستاذي يوما عن عددِ الاياتِ التي نَزَلَتْ بحقِ عليّ(ع) فقالَ لي: لا أقولُ لكَ يابُنيّ مئة أو مئتين فهي أكثرُ مِن أن تُحصى وإنما أقولث لكَ ما قالَهُ عبدُ اللهِ بن عباس:"مانَزَلَتْ ياأيها الذينَ آمَنوا إلاّ وعليٌّ أميرُها وشريفُها". إنتهى حديثُ بن عباس. ولولا خَشيتي مشن الإطالةِ لّذّكّرتُ منها ماشاءَ الله. أماّ أحاديثُ النيِّ ـ ص ـ بِحَقِهِ فهي بإختصارٍ شديدٍ ما قالَهُ بن عباس:"لو أنض الشجرَ أقلامٌ، والبحرَ مِدادٌ، والإنسَ والجِنَّ كُتّابٌ وَحُسّابٌ ما أحصوا فضائِلَ أميرِ المؤمنينَ (ع).
أيها السادةُ الحُضور:
سأتركُ الحديثَ عن حادثةِ الغديرِ بتفاصيلها للسادة المحاضرين الأفاضل وسأكتفي بِذِكرِ  تتويجِ عليّ عليه السلام كما جاءَ في الجزءِ العشرينَ مِن كنزِ العُمال عن مَشيخَةَ بنَ باذان قال:"إنّ النبيَّ(ص) عّمّمهُ بيدهِ،فذنّبَّ الِمامة من ورائه  ومن بينِ يديه، ثم قال لهُ (ص): أدْبِرْ فَاَدْبَر. ثم قالَ لهُ: أقْبِلْ فَاَقْبَل. وأقبلَ على أصحابِهِ (ص) فقال: هكذا تكونُ تيجانُ الملائِكة". جديرٌ بالذكر أن هذه العمامة السوداء هي عمامةٌ خاصة برسول الله(ص) وتسمى بالسّحاب وكان رسول الله (ص) يعتم بها في أيام خاصة، مثل يوم فتح مكة.
فالسلامُ على عليٍّ بابُ اللهِ الذي منهُ يُؤتى.
اللهمّ صَلِّ على أميرِ المؤمنينَ، عليّ بن أبي طالب، عبدِكَ وأخي رسولِكَ الذي إنتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وجَعَلْتَهُ هادياً لِمَن شِئتَ مِن خَلقِك والدَليلَ على مّن بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَ الْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَالسّلامُ عَلَيْهِ  وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. الَّلهُمَّ وَصَلِّ عَلَى عَلِيًّ أَمِيرِ المؤمِنينَ, وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَ, عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُلِكَ, وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وآيَتِكَ الْكُبْرَى وَالنَّبَأِ الْعَظِيمِ. .
والحمدُ لله ربّ العالمين
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صادق الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/22



كتابة تعليق لموضوع : كلمة بخصوص يوم الغدير العالمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net