تحديات امام انجاز نتائج مؤتمر الكويت
محمد رضا عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد رضا عباس

الاعداد الكبير و المشاركة الواسعة من قبل 70 دولة وحوالي 2000 شركة إقليمية ودولية و اكثر من 2000 رجل اعمال في مؤتمر الكويت المنعقد يوم 12 شباط , تدلل دلالة قاطعة ان الداعين الى المؤتمر مصرين على إعادة العراق الى عافيته وتعويضه عما خسره من تنمية اقتصادية طالت 40 عاما. زيارة واحدة الى الدول المجاورة للعراق تكشف عن عمق الفجوة العمرانية بينها وبين العراق وعليه فان الوقت حان لان ينظر العالم الى العراق بنظرة تختلف من السابق , خاصة وبعد ان اثبت العراق للعالم ان ما جرى من قتل وتدمير للبنى التحتية منذ سنة التغيير انما جاء على يد قوى لا تريد الخير ليس للعراق وحده , وانما للعالم اجمع. من قتل العراقيين هم انفسهم من قتل المواطن الفرنسي في فرنسا والبريطاني في بريطانيا و الاماني في المانيا. الإرهاب أصبحت هوايته القتل بغض النظر عن دين وقومية ومذهب الضحية . لقد قتلوا الشيعة والسنة والمسيحيين والعرب وغير العرب.
وقوف العالم بجانب الشعب العراقي في مؤتمر الكويت , يعتبر مناسبة من خلاله يقدم العالم الشكر و العرفان للشعب العراقي على تضحياته الجسيمة في القضاء على أعداء الإنسانية , وعلى العراقيون ان يستفيدوا من هذه الوقفة المباركة . مهما نتج عن مؤتمر الكويت سينفع العراق والعراقيون . ان استثمار عشرة مليارات دولار في مشاريع اقتصادية سنويا , وبغض النظر عن طبيعة هذا الاستثمار( زراعي, صناعي, خدمي) في المحصلة الأخيرة يعود خيره على العراق . استثمار عشرة مليارات دولار سنويا كفيل بفتح فرص عمل الى اكثر من 300 الف مواطن بدون عمل . وان استثمار عشرة مليارات دولار سنوية طيلة العشرة سنوات القادمة , يعني ان فرص العمل للشباب سوف تتضاعف و بالأخير سيكون هناك عمل لائق لكل مواطن عراقي.
ولكن، كما يقول المثل المعروف ان الاستثمار الأجنبي جبان , أي لا يحب سماع دوي الصواريخ و الهاونات والرصاص , وعليه , وحتى يستفاد العراق واهل المحافظات جميعا من فرص الاستثمار , يجب العمل وبكل جد للقضاء على التحديات التالية :
1. القضاء على المجاميع الإرهابية المتبقية و الخلايا النائمة في بعض مدن العراق الشمالية والغربية . ان وجود مثل هذه الجماعة ستشكل خطر على العاملين في المشاريع الجديدة وستكون هذه المشاريع هدفا لهم .
2. النزاعات العشائرية . مع كل الأسف اصبحنا نسمع عن هذه النزاعات ما يقارب كل يوم . ان استمرار هذه النزاعات سوف يحرم أبناء هذه المناطق من فرص العمل فيها. المستثمر غير مستعد ان يتوقف مشروعه بسبب نزاع عشائري , في بعض الأحيان بسبب غير معقول.
3. الضرب بيد من حديد على المجاميع المسلحة الغير حكومية. هذه المجاميع تشكل خطر على الامن الداخلي و تصبح لعبة بيد كل من يريد الشر بالعراق. أبناء المنطقة الجنوبية يجب ان يدعموا الحملات العسكرية ضد المسلحين , لان بقاء هؤلاء يتجولون بطلاقة في احيائهم يعني تخلفهم وعدم وصول التحضر لهم.
4. استمرار العمل على القضاء على الفساد الإداري والمالي , وفي حالة تنفيذ مشاريع التي سيقررها مؤتمر الكويت , يجب ان تشكل لجنة خاصة وظيفتها حل المشاكل الإدارية والتي قد يواجها المستثمر, بعيدا عن دوائر الدولة . هناك من موظفين حكوميين من لا يريد انجاح قرارات المؤتمر.
5. القضاء بقسوة على المجاميع الجريمة المنظمة . هذه المجاميع ستكون اخطر من داعش اذا سمح لها المجال . هذه المجاميع تشمل مجاميع السطو على الدور والمحلات التجارية , احتجاز افراد من اجل فدية , و المتاجرة في المخدرات . ان وجود مثل هذه المجاميع تتجول بحرية في شوارع المدن يشكل خطرا على المواطن العراقي والغير عراقي. المواطن الغير عراقي والذي يعمل في العراق كخبير في احد المشاريع لا يريد ان يسجن نفسه في موقع عمله , وانما يريد ان يتطلع على طبيعة الحياة في البلد و تفقد معالمه الحضارية , وان وجود مجاميع إجرامية ستجعل حياة هذا الخبير في خطر وعرضة للاختطاف.
6. على الحكومة ان تكون واضحة بعدم السماح للأحزاب والكتل السياسية بنقل خلافاتها السياسية الى مواقع المشاريع الجديدة او التدخل في ادارتها . ما زالت كتل وأحزاب سياسية تتدخل في شؤون إدارة المشاريع الحكومية بشكل سمج في عدد من محافظات البلاد.
7. وأخيرا, يجب ان يشكل العراق مجاميع من الشباب في كل محافظة ,وظيفتها تعريف القائمين على المشاريع الاستثمارية الجديدة على حضارة وادي الرافدين , وذلك بأخذهم الى المواقع الاثرية والدينية والترفيهية المنتشرة في البلاد, تعريفهم على الطعام العراقي, عاداتهم , و وتقاليدهم . اعتقد التأكيد على هذه النقطة قد يساوي جميع النقاط الأخرى , لان المواطن الغربي او الأمريكي سوف ينسى نوع العمل الذي عمل عليه في العراق ولكنه سوف لن ينسى طريقة معاملته من قبل المستقبلين له . لدي قصص كثيرة جدا بهذه الخصوص لا مجال التحدث عنها. ولكن تعريف المواطن الأجنبي على كباب الكاظم و لبن أربيل وشاي البصرة حالة إنسانية جميلة سوف تلتصق في ذاكرة الزائر الى الابد .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat