صفحة الكاتب : اثير الشرع

العراق بين "إرادتين" فأيهما ستنتصر؟
اثير الشرع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تُعاني منطقة "الشرق الأوسط" منذ أمد بعيد من أزماتٍ وحروب خطيرة أطاحت بالصالح والطالح؛ ويعلم أولي الألباب مصادر تمويل وتهويل تلك الأزمات والحروب، ومن جهز الوقود والشعلة لنشوب عدة حروب كارثية في الشرق الأوسط وماهي الأسباب الحقيقية التي جعلت من العراق مسرحاً دائمياً لحروب وأزمات لا ولد منها ولا تلد!

في مذكراته أوضح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق " دونالد رامسفيلد": بعد ان خسرت الولايات المتحدة حليفها الأكبر في إيران محمد رضا بهلوي "الشاه" الذي اطاحت به الثورة الإيرانية عام 1979، أنهت دوره كشرطي في الخليج.

هنا دخلت المنطقة بهرجٍ ومرج جراء إسقاط الشاه؛ ونعتقد بأن صدام حسين كان الخليفة للشاه لكن بدور يختلف تماماً عن دوره، حيث كانت حرب الثمانِ سنوات محرقة للشيعة قبل السنة ومسلسلٍ دامٍ كانت أحداثه مؤلمه، كذلك إحتلاله للكويت ليكون ذريعة لقدوم جيوشاً مازالت تسرح وتمرح في المنطقة، إلى أن إنتهى دوره لتبدأ حلقات جديدة تكمل مسلسل السيطرة على منابع النفط. يسترسل السير جون تشيلكوت في تقريره الذي قدمه للحكومة البريطانية "كان الضباط السنة يجتاحون الفيالق، وكان أغلبية المجندين من الشيعة، وقد شنّ جيش صدام حرب إبادة لمدة عشر سنوات على المدنيين الأكراد. وقد تم قمع الشيعة بوحشية عندما ثاروا ضد صدام في عام 1991 ".

من خلال الأحداث والتقارير، نتوصل ببساطة أن الهدف الحقيقي للحروب والأزمات هم الشيعة؛ فالتأريخ يدل أن بعض جيران العراق يرفضون رفضاً قاطعاً على أن يتولى الشيعة ومن يوالي الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام) زمام الأمور فالتأريخ خير شاهد، ولا يخفى على أحد أن ميزانية ضخمة وضعت تحت متناول أيادي تنفذ المخططات التي تطيح بالحكم الشيعي، ومستعدة لتمويل أي مخطط يسحب البساط من تحت أقدام المسؤولين الشيعة الذين أفشلوا مخطط إقامة دولة إسلامية في العراق والشام.

يعتقد بعض ضباط التحالف الدولي بأن عليهم إعادة "جيش صدام".! و كانت النقاشات السياسية حول هذا المسار حاسمة، فعندما نُشرت شائعات الإعادة، هدد الأكراد بقيادة مسعود البرزاني وحلفائهم ممن ساهموا في إسقاط صدام بالانفصال عن العراق، وإعترض بعض قادة الشيعة بأنهم لا يمكن أن يقبلوا بإعادة فرض الـ" الصدامية دون وجود صدام.".

إذن ومن خلال ما تقدم وتأخر، نستطيع القول بأن العراق يتعرض حالياً لضغوط ومؤامرات خطيرة قد تطيح بمجمل العملية السياسية؛ وقد تعيد عقارب الساعة إلى وراء؛ بسبب تشتت القوة الشيعية وعدم وجود تفاهمات وسياسات متناسقة، تفضي لإبقاء السلطة تحت سيطرة الشيعة وحلفائهم مما أوقع العراق بين إرادتين، إرادة سعودية- أمريكية مشتركة وإرادة إيرانية ساعدت العراقيين على إفشال مؤامرات سقوطهم فأيهما ستنتصر..؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اثير الشرع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/01



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين "إرادتين" فأيهما ستنتصر؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net