صفحة الكاتب : دلال محمود

لِمَ ,الرشوة ؟
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وانت تدخل الى أية دائرة من دوائر بغداد الحبيبة ,سيحدوك الأمل وستظُّن أن كل مامكتوب ومعلقٌ على جدران الدائرة هو حقيقة ظاهرة ,وأمر ملموس على أرض الواقع.
تجول بنظرِك الى اللوحات التي رُسِم عليها مايوحي الى الكفِّ التي تمد يدها الى الرشوة ,وبعبارات تحتها تُحذِّر من هذا الفعل غير الصحيح , ولوحات أخرى طُرِّزَتْ بخط عربي جميل يقول لك( لعن الله الراشي والمرتشي) لتتفاجىء بعد لحظات بأن كل مامكتوب هو عبارة عن تنويه للنزاهة المفقودة وكان من الأصح ان يكتبوا لعن الله الراشي والدبس حاشا نعمة الله
ها أنني واقفة في الطابور وهنا ك إمراة محجبة تجتاز جميع الذين في الطابور لتذهب الى الموظفة والتي كانت أيضاً ترتدي الحجاب ها أنني أراها وهي تسلمها ظرفاً فيه مبلغ من المال لتقول لها قرب مسامع الجميع أن الجماعة بعثوا لكِ هذا المبلغ لأنهم لايعرفون ماذا يشترون هدية لكِ, اول الامر امتنعت الموظفة بغنج ودلال وقالت لها لا ياعزيزتي لاتحرجيني انا لم اعمل الاَّ الواجب ,فبادرتها المرأة لاياعزيزتي انتِ تعبتي معنا وهذا ثمن تعبكِ. فلم تتأخر الموظفة بمد يدها لتسحب الظرف من المرأة وهي تمتن وتتشكر منها بشكل كبير.
هل ترون أن هذا هو وضع دائرة رسمية ؟
أية وقاحة وأية جرأة تلك التي يمتلكها الموظف المرتشي والمراجع الراشي واين هم من تلك الاقوال التي تعجُّ بها جدران البناية الرسمية ؟
هل فعلاً ان الراشي والمرتشي هم ملعونان, أم هي وسيلة سهلة يراد منها الاعلان فقط؟, 
الا أن تلك الاعمال تعتبر جرائم ويجب ان يحاسب عليها القانون؟
في ما مضى(الماضي القريب) كانت الحجج جاهزة وهي ان الراتب لايكفي, ورغم ان تلك الحجة لم تكن سبباً أو تبريراً لفعل الخطأ ولكن ,اليوم ,ماهو العذر ياترى؟ فالراتب يكفي ثم حينما لايكفي الراتب هل ان هذا يعطي الحق للموظف كي يستلم الرشوة من المراجع ؟
لو أن الأمور تقاس هكذا لبرّرنا السرقة لكل أنسان فقير لم يجد القوت في بيته كي يعيل ذويه , ولأنعدمت المبادىء والمثل التي تبنى على اساسها الشعوب الراقية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/25



كتابة تعليق لموضوع : لِمَ ,الرشوة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حكمت العميدي ، في 2018/01/26 .

كلام منطقي جدا لكن لاحياة لمن تنادي أصبح المجتمع يستبيح المحضورات ويستسهل الحرام لابتعادهم عن الدين ياليت اكو موضف يحب وطنه ويعمل باللوائح والقوانين ويساعد المراجع المسكين..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net