تتكرر مع اصرار الفاسدين على تدمير الحياة ورموزها _ مشاهد رؤية : اطفال و نساء و شيوخ لا يستجدون او يتسولون او يستعطفون المارة فحسب، بل تحولوا الى علامات في بلد يمتلك موارد خيالية من ناحية و سيشكلون سؤالا لا يمكن اغفاله او تجاهله : هل الفقر نتيجة حتمية ، بل احرى هل حياة ما تحت الكفاف و العازة و التشرد و الحرمان نتيجة طبيعية مع ان قيمة صادرات النفط العراقية تساوي قيمة ذهب خالص من عيار 24 تطلى به مساحة العراق الكلية كما اعلنها الاتحاد النفطي السويسري، اضافة الى وجود الموارد و الشخصيات والمؤسسات و الجمعيات و الافراد .
قطعا ان ظاهرة الفقراء من نساء و اطفال وشيوخ ليست جديدة ولكنها _ في بلد بدأ يتدرب على الديمقراطية _ مع ازدهار العشوائيات في مجالات لا تحصى ، تغدو لا انسانية و مخالفة لشرائع السماء والقوانين الوضعية ايضا ، و قطعا لا يمكن حلها بأي امر او قرار ( سحري) ولكنها عمليا تبدو مشهدا مستمرا خلال تاريخ العراق خلال القرن الاخير و هو يتعثر من حقبة الى اخرى ومن حرب الى حرب وصولا الى تحديات الفساد والمفسدين في تدمير و تخريب وحرمان الناس من الحقوق و الامن و العمل .
و لعل الاخير ، اي الفساد لا يكترث لا لانه المبرر الاكثر لا انسانية في انتاج المزيد من : الارامل و الايتام والمعاقين _ بل لانه لن يتمكن من اسقاط ( الدولة)، رغم ان دوافعه و من يموله ومن يسانده و من يدعمه اعلاميا لم تعد سرية امام الرأي العام الدولي بل لانه يواصل تحقيق اهدافه بتدمير حياة الشعب و في مقدمتهم الفقراء و الابرياء ، وضع عثرات حقيقية في تحقيق التنمية من جانب ، و في التصدي لكل من يعمل على تجاوز عتبة الفقر و التخلف والرداءة ولكل من يسعى لبناء حياة كريمة عادلة يعرف فيها الناس واجباتهم وحقوقهم كي تتكرر المآسي و الاحزان والمآتم من جانب اخر .
وهذا كله يتطلب من الجميع _ من رئيس الحكومة الى البرلمان والى اصغر موظف _ مع كافة فصائل الشعب تحدي مشترك و مزدوج في التصدي للفساد ولكل اشكاله ، بمعالجة منابعه و اسبابه ، لانها شبيهة بالبيئات التي تنتج عديمي الرحمة كي تنتج هذا العدد غير قليل من المشردين الذين هم في الاخير لا يمكن عزلهم عن عوائلنا و بيوتنا و عن مستقبلنا في نهاية المطاف .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat