الاستهتار العراقي نماذج من الأمس فقط
د . باسم العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . باسم العوادي

يزعل بعض الاخوة المعلقين حينما يجدون اننا نسلط الضوء على بعض خفايا المجتمع العراقي لانهم يتوقعون باننا لابد ان نكون كالببغاوات نردد الحديث عن شعب الحضارات العظيم الذي علم البشرية الكتابة لكنه لا يعرف كيف يقف بالصف او الطابور لا في باص او دائرة او خباز او بقال او..
متابعتي كإنسان لمواقع التواصل الاجتماعي وهي معبّر واضح عن ثقافة هذا الشعب ووعيه ومدى تطوره وكذلك الفضائيات العراقية ايضا تقودني الى نتائج بعضها سيء لا اريد ان اقوله هنا، لقد استهتر الكثير من العراقيين خلال السنوات الماضية الى اخطر مراحل الاستهتار ووصلوا الى اسوء صور الانحطاط واليك ثلاث نماذج حصلت في العراق يوم امس فقط، لا يوجد لها مثيل في العالم:
شخصان يتنافسان على حيازة كافتيريا في معهد الزعفرانية في بغداد فيستنجد كلا منهم بأخوته وعشيرته وتحصل معركة بالأسلحة الخفيفة داخل حرم المعهد يسقط على اثرها مجموعة طلبة جرحى، فأبوالكافتيريا اما ان يُجدّد له العقد او يقتل ويجرح كل طلاب المعهد بل يدمره بالكامل، وهذه ثقافة مجتمع وليست حالة فردية.
ويوم أمس اطلق شخص النار على حافلة نادي الزوراء بالكامل بسبب خلاف رياضي وكاد ان يقتل مجموعة منهم بدون ان يعير اية اهمية لا للرياضة وللرياضيين ولا لأي شيء آخر، المهم ان مزاجه تعكر وعندما يتعكر مزاجه فلابد ان يقتل كل نادي الزوراء، وهذا نموذج لثقافة شعب وليس لحالة فردية ايضا.
اليوم قام شخص في كرمة علي في البصرة بحرق مدرسة بالكامل لأنه اختلف مع بعض المعلمين حول ابنه، والمدرسة من كرفانات مؤمّنة لأطفال المنطقة، فما كان منه الا ان يحرقها ويحرمهم من التعليم، لان مزاجه تعكر ويجب ان يدفع كل اطفال المنطقة ثمن ذلك، وهذه حالة ثالثة تؤكد على ان هذه ثقافة مجتمعية وليست حالات فردية عابرة هنا اوهناك.
هذه الاخبار تتناقلها الفضائيات بدون ان يكون لها تأثير سوى.. عجيب صدك جذب.. طبعا بكل تأكيد انا من هنا اسمع الآلاف في العراق يتحدثون وكل واحد يقول للآخر: هوّ لو مو السياسيين ولد الكلب چا محّد سوّه أي شي..
ان الشعب الذي يطلق ملايين الرصاصات بسبب فوز فريقه بلعبة ثانوية وفي بطولة غير معترف بها لدى الفيفا ويسقط العشرات من القتلى والجرحى بدون ان يتأثر او يندم او يتعلم او يكف عن الخطأ لهو شعب..
المشكلة فوق كل هذه الاخطاء والخطايا التي يقوم بها هذا المجتمع وهذا الشعب ـ وبعضها مخجل ـ فان نماذج الاستهتار في تزايد يوما بعد يوم، والظاهر ان هناك بشر لا تمشي الا بالـ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat