صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إحترامي للحمير!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"سقط الحمار من السفينة في الدجى

فبكى الرفاق لفقده وترحموا"

الحمار حيوان عندما تقارنه بالبشر تحتار في أيهما حمار أو بشر , لما يمتلكه من صفات حميدة وأخلاق رشيدة وإرادة بقاء وصبر وتحمل وقدرة على التعلم والوفاء والهدوء والسكينة وإحترام صاحبه وخدمته والعناية به.

والحمار ركن أساسي وفعّال ومؤثر في بناء الحضارة البشرية وصناعة التأريخ , ولولا الحمير لما تقدمت البشرية وتطورت وإنتشرت في بقاع الأرض القصية.

فالحمار يطعمها ويسقيها ويحمل أثقالها ويساهم في الزراعة ورعاية الحيوانات الأخرى , ولديه القدرة على تعليم البشر الحكمة والصواب.

والحمار شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي , فهو متأكد في أروقة أقوى دولة في التأريخ البشري , ويؤطر رؤيتها ومنطقاتها المتمثلة بالصبر والحلم والمجالدة والتحمل.

والحمار قدم للبشر خدمات لا تقدر بثمن , فهو داينمو الحياة على مدى ما يقرب من عشرة آلاف سنه , ورفيق البشر وعماد تواجده وتسهيل أمور معيشته , وما خلت حقبة زمنية من دور الحمير وأهميتها القصوى في الحياة المدنية والعسكرية وحتى يومنا هذا.

فالحمير رفيقة البشر وراعية أموره والحانية عليه والوفية له.

ولجحا نوادر كثيرة عن الحمار , وفي إسبانيا قصص رائعة عن الحمار ,  وتجد له صورا ونصبا في العديد من الأماكن , وحمار الحكيم معروف , وفي الكتب الدينية يُذكر الحمار , وكل الأنبياء والرسل كان لهم حمير , وفي أعياد الميلاد تبرز صورها أيضا.

ولهذا ولغيره الكثير جدا , أقدم إحترامي للحمير , وأحذر من التشبيه بالحمير ذوي العاهات النفسية والسلوكية الجالسين على كراسي الظلم والإمتهان والغدر , والعبث بمصير الأبرياء والخانعين في أوعية التبعية وتنفيذ الأجندات ,لأن الحمير لا تظلم ولا تخون وعندها إرادة بقائية وغريزية تتصرف على هداها , وتعارض مَن يتحداها حتى لو أمعن بعقابها بل وقتلها , فالحمير ذات إرادة بقائية خالصة وتؤمن بهذه الإرادة وتحقق رسالتها من خلالها.

إن وصف أمثال هؤلاء العدوانيين الظالمين , والمحكومين بأمّارات السوء والشرور التي فيهم , يُعد تقديرا لهم وإهانة للحمير , تلك المخلوقات الوفية المتفاعلة مع روح الحياة ومناهج الديمومة والرقاء.

وعليه فلا بد من تقديم إعتذار للحمير لأنها لا تستحق إهانة من بشر يحسب نفسه أعلى شأنا منها وأرقى وما هو إلا دونها بكثير وكثير.

فاحترموا الحمير يرحمكم الله , وتأملوا ما أنتم تجلبون من الأذلة التابعين الخائنين , لكي يقصموا ظهوركم ويتناهبوا ثرواتكم ويمزقوا وجودكم , ثم تكرمونهم بوصفهم بالحمير!!

معاذ الله لأن الحمير لاتظلم مثلما يظلمون , وتأبى الفساد , وتعين وترحم  ,  وتحملكم على ظهورها ولا تدوسكم بحوافرها , وأنتم الذين أيّدتموهم بأصواتكم التي تنكرها الحمير!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/19



كتابة تعليق لموضوع : إحترامي للحمير!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net