المقاومة الكوردية هي إرهاب،أما صواريخ تركيا الكيماوية فلا !
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
{ لِمَ تلبِسٌونَ الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون } ق ، ك
من أفجع رزايا الدهر ، ومن كبرى نكده الذي قد لاينتهي هو جعل الحق باطلا والباطل حقا ، أو إعتبار الإعتداء والعدوان شِرْعَة ، بل شرعنته وتقنينه وتحليله فتجويزه .
أما الدفاع عن النفس في عقر الدار ، وفي داخل حياض الوطن ، وفي حَرَمِهِ بالكامل يُعَدٌ تمردا ، إرهابا ، شقاقا ، عصيانا وخروجا على القانون ، وعلى الحكم والحاكم ، وعلى النظام ! .
ومن كوارث وفجائعه وطامّاته المستمرة دونما آنقطاع هو إعتبار الإحتلال والغصب والإستيلاء والسلب والنهب بالقوة والحديد والنار تارة ، وبالخداع والنصب والتحايل القانوني والشرعي تارة أخرى لحقوق شعب وأرضه وكرامته وسيادته وإرادته وإنسانيته وحريته وإستقلاله وثرواته أمرا مشروعا وشرعيا وقانونيا بحتا ، وكذلك يعد جائزا وحلالا زلالا كزلالية ماء زمزم .
أما الرد على هذا المنطق الغابوي والغاباتي ، أو الإعتراض على هذه الوحشيات ، أو المقاومة ضدها فهي الإرهاب والإرهابية ، وهي التمرد والعصيان على القوانين وتعاليم الدين ونظام الحكم والدولة ! .
إن ( تركيا ) ، أو ماتسمى ب( تركيا ) اليوم مُنذ عام 1923 ، بل قبله بكثير إحتلت كوردستان وإغتصبتها وإستعمرتها ولاتزال . وهي تعامل الشعب الكوردي كالحيوانات ، أو أقل قدرا وحُرمة وإحتراما من الحيوانات بتعبير مراسل غربي زار تركيا وكوردستان في الثمانينيات من القرن الماضي . وهي مارست وما زالت تمارس أبشع الممارسات الشوفينية والجورية ضد الكورد وكوردستان ، منها : منع التكلم والكتابة والتأليف والدراسة باللغة الكوردية ، منع الكورد من إرتدائهم لزيهم الكوردي التقليدي ، الحظر من العادات والتقاليد القومية والاجتماعية والتاريخية الكوردية كعيد نوروز ، إنتهاج سياسة التتريك العنصرية النتنة ، تهجير وتشريد الكورد من مناطقهم ، تغيير الملامح والمعالم الأثرية والتاريخية لكوردستان وتبديلها بأسماء تركية ، زج مجموعات كثيرة من الكورد رجالا ونساء في غياهب المعتقلات ، مع ممارسة أشد وأفتك أنواع العذاب والتعذيب ضدهم ، أو إعدامهم وقتلهم وشنقهم ، أو إغتيال شخصياتهم ! .
أما اليوم فإن تركيا منذ أكثر من عامين تقصف بالمقاتلات القاذفة والصواريخ والمدافع الثقيلة القرى والأرياف والقصبات الحدودية من إقليم كوردستان الجنوبي ، مثل حليفتها إيران تماما . وذلك بذريعة محاربة ثوار المقاومة الكوردية ، وعلى أثر هذه الهجمات والحملات التركية – الايرانية قتل وجرح المئات من المدنيين الكورد نساء وأطفالا ورجالا وشيوخا . هذا فضلا عن التشريد والخسائر المادية والنفسية الفادحة التي ألحقت بهم ! .
لكن تركيا لم تكتف بماورد ذكره من فرض الحرب الشاملة على الكورد وكوردستان ، فأقدمت بتأريخ 22 – 24 من شهر أكتوبر المنصرم على إقتراف جريمة حربية وإنسانية عظمى ، وهي إستخدام الأسلحة والقنابل السامة والكيماوية وغيرها من أسلحة الفتك والدمار المحرمة عالميا كقنابل النابالم والعنقودية والفسفورية ، حيث آستشهد جرّاء ذلك قرابة الأربعين فردا من البيشمه ركَه وجرح عددا آخر منهم !!! .
إن ما إرتكبته تركيا ومازالت من الفظائع والأهوال والخروقات العلنية والجنايات الكبرى ، وبأفتك الأسلحة وأكثرها دمارا لايعد تجاوزا ولا إرهابا ولا خرقا لحقوق الانسان والقانون الدولي والسلام العالمي وحسب ، بل الأمر والأدهى تجويزها وتبريرها بالشرائع والقوانين !!! .
هنا يتجمد التاريخ ... وهنا يعجز المنطق ... وهنا يتوقف الزمن ... وهنا يخرس القانون والشريعة ، بل تداس بالأقدام دوسا لأجل الحربائية والنفاقية والقهرية والجبرية المتحكمة بالأمور ، حيث هنا ... وهكذا ، وكما كان سابقا في كثير من أصقاع المعمورة إنقلبت وتنقلب الموازين والإعتبارات والأخلاقيات والقوانين والشرائع رأسا على عقب ، وعقبا على رأس . ذلك ان كل المعايير والقيم في الغابة هي القوة والقهر والجبر والذئبية والشراسة الضبعية ... لهذا يجب والواجب وجوبا على ساكني هذه الغابة الإمتثال والخضوع والإستسلام والتذلل والعبودية لأِصحاب القوة وأربابها ... وإن لم يفعلوا فهم قتلة ، متمردون ، عصاة ، بغاة ، إرهابيون وخارجون على النظام والدين والشرائع والقوانين ! .
على هذا الأساس أعتبرت بندقية المقاومة الكوردية البدائية إرهابا ... والصواريخ الكيماوية والقنابل السامة والفسفورية والنابالم المحرمة على الورق فقط (!) ، التي تستخدمها تركيا ضد الكورد المغدورين دفاعا ، وهو أمر جائز على المستوى القانوني الدولي والشرعي الديني ... ولهذا صمت العالم صمت أصحاب القبور عما إرتكبته تركيا في أيام 22 – 24 من شهر أكتوبر الرهيبة ! .