حرب الصفحات الممولة.. عراق بلا هدف
هشام علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هشام علي

الإعلام المضلل ليس غبيا، لكنه واثق بغباء متابعيه، مستخدما أسلوب البروباغندا المخادع الذي يقوم به شخص او مجموعة من الأشخاص بهدف التأثير على المتلقي، أغلبنا يعلم بأمر (يوزف غوبلز) صانع الاعلام المضلل في الحزب النازي، أغلب الأحزاب والشخصيات السياسية العراقية باتت تسير على نهج غوبلز، ومقبلة على كسر سيطرته التأريخية في التضليل السياسي، فمثلا ان هناك من يرى شخصيات وزعماء قد أصبحت شخصيات غوبلزية تضليلية، من جميع الاحزاب والتيارات السياسية، لكن بات واضحا للجميع أن أشهر قطبيين غوبلزيين هما قطبا حزب الدعوة والتيار الصدري، وهما قطبان احتدم بينهما الصراع كثيرا في حملاتهما السياسية السابقة.
كان ذلك عبر استخدام منصات مختلفة كالفيسبوك وتويتر والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية وبوادر الحملات الميدانية التثقيفية وغيرها من الإيقونات الاعلامية في العراق، التي أصبحت قنوات تحشيدية متصاعدة وتتصاعد.
مع اقتراب الانتخابات، تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك وتوتير وغيرها، بالأخبار وتبادل الاتهامات ونشر "الفضائح" وتهم الفساد والتسقيط والتشهير، هذه الظاهرة لم تعد مُستَغربة، حيث تعود عليها الشارع العراقي، ما إن يتصفح المرء الفيسبوك في العراق حتى تقفز للواجهة العديد من الصفحات المدعومة إعلانيا للتشهر بهذا السياسي او بذاك الوزير او تتهم نائبا بالفساد او آخر بالعمالة والتآمر.
وعلى الرغم من ان أغلب تلك الصفحات المعنونة بأسماء وهمية تنشر ادعاءاتها ضد المسؤولين دون سند موثوق ولا ترقى الى مستوى الحقيقة الجازمة فإن صفحات اخرى تعرض بالفعل وثائق رسمية تفضح حالات فساد مالي واداري في البلاد كما هو مستشرٍ بصورته المفرطة الان، تصور الأمر على هذا الشكل حتى يرد المتهمون من الساسة مفندين او مبررين.
في الحقيقة نرى الحرب الإعلامية واضحة مثلما يراها الجميع والتي تقودها زمر تابعة لحزب الدعوة بجناحيه (المالكي والعبادي)، وأخرى للتيار الصدري. في حين نرى أن الموقف الصحيح لمن يقف بجانب البلد والقانون ومفهوم الدولة الحقيقية أن يقدم ما يمتلكه من وثائق او معلومات عن قضايا فساد، فانه يسارع باللجوء الى القضاء والرأي العام وليس التشهير من خلال صفحات وهمية وغير مهنية، او ٱنها معلومة للجميع مع من تقف والى اي جانب تنصر وتساند، في الوقت الذي ندعو فيه الى تكوين وعي تجاه مفهوم الدولة وأحترام حيثياتها وصقل تأثير إيجابي داخل العقل الجمعي الذي يعاني الرمد أثر الزيف والتضليل والسَوق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat