لماذا كل هذا النقد والحقد لأقليم وشعب كوردستان ؟
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن نعلم أن العراق برميل بارود على نار ملتهبة من كافة الأطراف ولا مفر من أنفجار البرميل إلا بأطفاء اللهيب بطرق سلمية وعقلانية وجلوس كافة الأطراف حول طاولة المفاوضات وتحت خيمة العراق ولاغيرها . لأن الحل بيد القادة والكتل السياسية العراقية أنفسهم أن كانوا عربا ً , كوردا ً , تركمانا ً , مسيحيا ً , كلدانيا ً , أشوريا ً , أيزيديا ً أو صائنا ً مندائيا ً . ونعلم جيدا ً أن دول الجوار لايهمهم غير مصالح بلدهم وشعبهم أن كانوا عربا ً, تركاً أم فرسا ً , وهناك في تلك الدول مجاميع وخلايا أرهابية تعمل ضد العراق وشعب العراق وهناك مرتزقة ومجرمين ومحكومين مطلوبين للعدالة ومدعومين من تلك الدول .
أجريت الانتخابات الاخيرة قبل دهر من الزمان وحطمنا الارقام القياسية بين دول العالم ولكن لحد الان لم نلمس أي تقدم في تشكيل الحكومة الجديدة لأن الجميع في صراع على الكراسي وسمعنا مبادرات فردية وشخصية من قبل بعض القادة السياسيين في البلاد لغرض الجلوس الى طاولة الحوار والمفاوضات من اجل أخراج العراق من هذه المحنة .
أخر تلك المبادرات من قبل السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان والترحيب الكبير من قبل الجميع وحتى الدول الكبرى والصديقة . والمفاوضات لحد الأن مستمرة بشكل أخوي والجميع متفائلون بالخروج من الأزمة وبرضاء جميع الأطراف . وهذا أمل ورغبة الشعب العراقي قاطبة .
لكن وانا أتصفح البعض المواقع أطلعت على تخرصات البعض من المحسوبين على الصحافة والاعلام وهم معروفين بتقلب مواقفهم وكتاباتهم مثل زهرة عباد الشمس . منهم من قال لماذا كوردستان ؟ أو تسمية زيارة رؤساء الكتل السياسية الى اربيل بالحج ؟ او يكونوا تحت اجنحة السيد البارزاني ؟
أولا : لأكثر من مرة صرح القادة الكورد وفي مقدمة هؤلاء السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني والسيد مسعود بارزاني بأن الشعب الكوردي لايرغبون بأعلان الانفصال ولا الاستقلال عن العراق , بل يعتبرون انفسهم شركاء في العراق العظيم .
ثانيا ً : كل قرية أو قضاء أو مدينة في أقليم كوردستان , أرض العراق ومن حق جميع الأطراف التواجد فيها ولافرق بينهم وبين كركوك والموصل وديالى وبغداد وكربلاء والناصرية والبصرة والانبار والنجف والسماوة . وأن القادة الكورد توجهوا مرارا ً الى العاصمة بغداد من أجل حضور الاجتماعات أو أجراء المفاوضات في مناسبات عديدة فأين الخلل لو حضر الأخوة العرب والتركمان والاطراف الاخرى في أربيل ؟
ثالثا ً : هل يعلم الحاقدون والمارقين اعداء الاخوة والوئام بين الشعب العراقي , ان هناك مئات الألوف من العراقيين من مدن الوسط والجنوب يعيشون في مدن الاقليم , وان هناك المئات من التجار والمستثمرين العراقيين من مدن الوسط والجنوب يعملون بكل حرية في مدن الاقليم , وهل يعلم هؤلاء بقدوم المئات من العراقيين للراحة والصطياف في مصايف ومنتجعات اقليم كوردستان . وان الشعب الكوردي رحبوا بهم كل الترحيب . ولايحتاج ان اتحدث عن الاستثمار الاجنبي والقنصليات والمكاتب الدولية .
رابعا ً : البعض من هذه النماذج والنفوس المريضة يكتبون ويعلقون على عائلة البارزاني ويصفون الثورات الكوردية بالكارثة , متناسين أن الشعب الكوردي قاموا بالثورات من أجل حقوقهم القومية والوطنية ودفاعا ً عن القرى والمدن الكوردية من هجمات التتر والبعثية ولم يكونوا في يوما ُ ما اعداء الاخوة العرب والتركمان والاخرين . بل ان الحكومات المتعاقبة قبل عام 2003 حاولوا بكل الطرق ابادة الشعب الكوردي بل وحتى الشعب التركماني والشعوب الاخرى , وقاموا بتعريب العديد من مدن الكورد والتركمان . واذا كانوا يصفون تلك الثورات بالكارثة وتقويض اركان الدولة , فكيف يصفون المقاومة في مدن الجنوب والاهوار , وكيف يصفون اعمال المقاومة لتنظيمات قوات بدر وجيش المهدي وتنظيمات اخرى عملوا من اجل اسقاط اركان الدولة البعثية القمعية .
خامسا ً : هناك المئات من القضايا العالقة في تفاهم الاطراف لتشكيل الحكومة الجديدة , وهناك العديد من الامور لم تحسم منذ سقوط اصنام الجلاد من ساحات مدن العراق رغم اقرار الدستور , ولكن مع الاسف لانسمع ولانرى غير المادة 140 وقضية كركوك في الواجهة , هل تعلمون لماذا ؟ لأن هناك جهات وايادي خفية لايريدون اصلا ً استقرار الاوضاع في المدن الملتهبة مثل كركوك وموصل وديالى . ويحاولون بكل الطرق استفزاز الاطراف على حساب الاخرين , بل ينبشون في الماضي من اجل اراقة الدماء , ويخططون دائما ً لتشتيت اصوات الكورد والتركمان والمسيحين واطراف اخرى من اجل اضعاف مواقفهم .
سادسا ً : من حق التركمان والمسيحيين والارمن والاخرين , ان يخطوا خطوة الكورد ويحددون سقف المطاليب من اجل ضمان حقوقهم ضمن الدستور وتحت خيمة العراق , ومن اجل عدم هضم حقوقهم مرة اخرى تحت الطاولة .
ليعلم هؤلاء ان شعب وقيادة أقليم كوردستان العراق أكبر بكثير من مؤامرات الأعداء , وولت زمن الدكتاتورية والطغاة , وولت زمن الحروب وحمل السلاح ضد الاخوة اينما كانوا . وان حل القضايا العالقة بين الاخوة الكورد والتركمان في المدن الملتهبة ستحل بالطرق السلمية ووفق الدستور , وان الكورد يرحبون بكل مبادرة طيبة من اجل نصب خيمة العراق بأوتار قوية ومتينة لاتعصف بها الرياح العاتية .
اللهم أنصـر العراق وشعب العراق
اللهم أهلك أعداءك وأعداء العراق
اللهم إجعل تدميرهم في تدبيرهم
n_kesab@hotmail.com
* نرحب بالرسائل الملغمة والحاقدة على كتاباتنا ونفتخر بالاراء البناء من اجل العراق