أَلمِعيار ُفي العِلاقاتِ هُوَ؛ [أَلعِراقُ أَوَّلاً]! [أَلجُزء أَلأَوَّل]
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

*أَلتَّالي؛ هُوَ الجُزء الأَوَّل من الحِوار الذي أَجراه الزَّميل عبَّاس جامكراني المحرِّر في وكالة [تسنيم] الدَّولية للأَنباء، وذلكَ يوم السَّبت الماضي [٢٠١٧/١١/٢٥].
السؤَال الأَوَّل؛ كيف سيكون دَور السنَّة والكُرد في بغداد؟ بعد الانتصار النَّاجز الذي تحقَّق في الحربِ على الاٍرهابِ؟ وكذلكَ بعد وأد مشروع الانفصال؟!.
الجواب؛ لا علاقةَ بدورهِم في ما تحقَّق من إِنجازاتٍ على الصَّعيدَين المذكورَين، فالكُرد والسنَّة هُم من صميم مكوِّنات المُجتمع العراقي، لهم ما للآخرين وعليهِم ما على الآخرين، والمعيار في تحديد الدَّور هو المُواطنة الصَّالحة وصُندوق الاقتراع!.
نعم؛ فبالنِّسبة للمكوِّن السنِّي ينبغي عَلَيْهِ أَن يميِّز قياداته السياسيَّة الجديدة على ضوءِ الموقف من الاٍرهاب! إِذ ينبغي عليهم أَن يُميِّزوا بين مَن تاجرَ بدمائهِم فساعدَ الإرهابيِّين على إِغتصابهِم [أَلأَرض والعِرض وكلِّ شيء] وبينَ مَن قاتلَ إِلى جانب القوَّات المسلَّحة الباسلة سواء بالسِّلاح أَو بالمواقِف الوطنيَّة والإعلام الوطني، فلا ينبغي لهُم إِستنساخ نفس الوجوه الكالِحة التي قضت حياتها فترة الحربِ على الاٍرهاب تتنقَّل بينَ أَحضان دُول الجِوار ودول المُجتمع الدَّولي يستجدونَ التأييد للبقاءِ في السُّلطة والعمليَّة السياسيَّة على حسابِ مُعاناة المكوِّن الذي لاقى الأَمرَّين جرَّاء الارهاب!.
أَمَّا بالنِّسبة للكُرد؛ فانَّ عليهِم أَن يُميِّزوا في الفترةِ القادمةِ بينَ القياداتِ التي فرَّطت بالمُنجز القومي الذي تحقَّق بالدِّماء والدُّموع والنِّضال طويل الأَمد وبينَ مَن تصرَّف بحكمةٍ مُنقطعةِ النَّظير من أَجلِ حمايةِ المُنجَز!.
شيءٌ مهمٌّ جدّاً ينبغي الالتفات إِليهِ بهذا الصَّدد، أَلا وهوَ؛ أَنَّ وأد مشروع الانفصال وضعَ حدّاً لـ [صانعِ المُلوكِ] في بغداد وأَقصد بهِ السيِّد مسعود البارازاني إِذ لم يعُد كما كانَ خلال السَّنوات الأَربع عشرة الماضية! وهذا سببهُ أَنَّهُ أَقدمَ على الانتحار السِّياسي بملء إِرادتهِ! عندما أَخطأَ الحِسابات وعاشَ الوهم وخُدِع بالرَّسائل أَلخطأ التي ظلَّ يتلقَّاها مِن أَطرافٍ مشبوهةٍ كالمستشار الطَّائفي الفاشل زلماي خليل زاد وآخرون!.
السُّؤَال الثَّاني؛ برأیك، کیف یمکنُ للعراقِ منع عودة التطرُّف والارهاب إِليهِ؟! خاصَّةً فی المناطِق التی اغتصبها الاٍرهابيُّون؟!.
الجواب؛ كلُّنا نعرف جيِّداً بأَنَّ الاٍرهاب سببهُ ثلاثة أُمور؛
أَلأَوَّل؛ هُوَ العقيدةُ الفاسِدة والفِكر المُنحرف الذي يغذِّي السَّاحة بثقافة التَّكفير وإِلغاء الآخر والكراهية وعدم التَّعايش مع التنوُّع والتعدُّد الذي هُوَ سُنَّةٌ مِن سُنَن الله تعالى في خلقهِ.
أَلثَّاني؛ هو السِّياسات الفاسِدة في الدَّولة والعمليَّة السياسيَّة بشَكلٍ عامٍّ، والتي أَنتجت ظُلماً واستغلالاً واستئثاراً وتهميشاً أَنتجَ الاٍرهاب!.
الثَّالث؛ هو الفساد المالي والاداري الذي أَنتجَ الفشل الذَّريع على مُختلفِ المُستويات!.
إِذا انتبهنا لهذهِ الأَسباب فسيتَّضح الجواب على السُّؤال!.
ينبغي مواجهة العقيدة الفاسِدة بعقيدةٍ وفِكرٍ وثقافةٍ سليمةٍ تعتمد بالدَّرجة الأُولى العدل والاحسان والتَّعايش والاعتراف بالتعدُّد والتنوُّع وتستند إِلى مفهوم المُواطنة حصراً في العلاقةِ بينَ أَبناء البلد الواحد!.
كما ينبغي تغيير السِّياسات العامَّة بما يحقِّق العدالة الاجتماعيَّة والشَّراكة الحقيقيَّة!.
أَمَّا على صعيد الفساد المالي والاداري فينبغي الشُّروع بإعلانِ الحربِ عَلَيْهِ فوراً لأَنَّهُ أُسُّ المُشكلة وجذر المُصيبة التي مرَّت على العِراق!.
كما ينبغي فوراً فتح ملفِّ ما بات يُعرف بـ [سُقوط المَوصل] وجريمة [سبايكر] ليقف العراقيُّون على الحقائق التي أَنتجت المأساة وعلى أَسماء السياسيِّين الذين وطَّؤا لذلك! إِذ ليس مِن المعقول أَن تمرَّ الجريمة مرورَ الكِرامِ فلا يتحمَّلَ أَحدٌ المسؤُوليَّة وتُسجَّل ضدَّ مجهولٍ ويُغلقَ الملفَّ! فذلكَ يُشجِّعهم والآخرين على تكرارِ إِرتكاب الجرائم المُماثلة وأَشدَّ منها! وقديماً قيل [مَن أَمِنَ العِقاب أَساءَ الأَدب] فكيفَ إِذا كانَ مُجرماً سلَّم نِصف العراق للارهاب وسلَّم آلاف الشَّباب للارهابيِّين بدمٍ باردٍ ليرتكبُوا بحقِّهم جريمة العصر التي لا تُوصف؟!.
٢٨ تشرينِ أَلثَّاني ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat