الزواج وشبح العنوسة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في اجتماع مغلق وسري للغاية، جلست انا ونفسي وافكاري، نتصفح في البوم الذكريات، نقلب الصفحات صورة هنا كانت مرارتها امر من الحنضل، واخرى جميلة كجمال الوجه المبتسم لشهيد سقط بين ثنايا الحروب، فاحتضنته تضاريس الارض.

كانت نفسي تتطلع للرجوع الى لحظات الماضي، فهناك حيث كانت الامور متسقة، والحال ليس كحال اليوم، فخالفتها افكاري الرأي، فما من الماضي عودة، وكل شيء منقاد الى حيث يكون في المستقبل.

في صور الذكريات تلك وجدت لقطة ظريفة لفتاة وشاب قد تزوجا في سن مبكر حيث اذن الله فيه بالتكاثر والتناسل، صورة تحمل معاني جمة، اكثر ماكان فيها جميل هو قلة تكاليف الزواج وعلامات السرور التي بانت على وجه الاثنين، كما هي عادة قاطع افكاري سلسلة ذكرياتي، باستغراب لما هي ذكرى جميلة عند  زمان قد تطورت الامور فيه واصبحت اكثر جمالا من ذي قبل؟

في زمن  التطور والانفتاح على الزمن الحديث، ومواكبة الازدهار من حيث ترتيب الامور وسهولة التنقل والتواصل، وبذات مجتمعنا العراقي، ازدادت نسبة الطلاق وعلت نسبة العنوسة، والعزوف عن الزواج، شباب بعمر الزهور تركن في وسط الليل وفي انعزال، رجل يبحث عن الجمال، ومرأة تبحث عن الوفاء، وهناك من يشكي الخيانة، واخرى تندب غدر الحبيب.

مع صعوبة الظروف المعيشية، وانتشار بطالة الخريجين، نجد بعض العوائل قد رفعت مهر البنت واصبح كاهل الزواج وتكاليف الزفاف، كالقشة التي قصمت ظهر البعير، ذلك الفتى الحالم بمرأة تبادله اطراف الحديث في ليالي الشتاء الباردة، وقد انجبا طفلا يتنقل بين حضن الابوين، قال الرسول الاعظم صل الله عليه اله وسلم ( من رضيتم دينه فزوجوه)، هنا كان يشير مبعوث الرب ان تيسر امور الزواج من اهم مقومات المجتمع، وافضلها حلا للحفاظ على عفة الرجل قبل المرأة، بوجود جميع المغريات و ظواهر الانحراف، والسحر والشعوذة.

 

حين ينظر الاهل للعريس بأنه بنك مصرفي وهو مقياسه ليكون الشخص المناسب، فأنه حتما سيبادلهم الشعور وينظر لفتاتهم مثل كتلة الغرائز ممكن ان يستبدلها متى شاء بأخرى، فتنعدم الاواصر والروابط الزوجية ويقدم للمجتمع اسرة مفككة، فما بني على اساس المال، مصيره الزوال، لذا وجب التفقه والنظر بالعين التي رصدها الله والرسول وعترته الطاهرة في اختيار الزوج والفتاة على حسب حسن خلقها ودينها فكلاهما منطلق لجمال الفعلي البعيد عن مساحيق التجميل، وتخفيف عبء الزفاف والابتعاد عن مقومات العنصرية، في نهاية المطاف كلنا من ادم وادم من تراب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/25



كتابة تعليق لموضوع : الزواج وشبح العنوسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net