حول حقيقة الشبهة وما يتعلق بها
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

إن من أهم أسس فهم النظريات؛ هو معرفة حقيقتها ومنهجيتها وكيفية عملها، إذ ان ذلك سيزيل الكثير من اللبس والغموض الذي يحيط بها.
أما لو أردنا الكلام عن (الشبهة) بما هي شبهة؛ فالكلام له حيثيات ستختلف عما لو تكلمنا عن (الشبهة) باعتبار كونها (تحدياً) يهدد الكثير من النظريات، والعقائد، والأشخاص، والمؤسسات.
لكننا لو وضعنا مقياساً لقياس كثرة الشبهات من جانب، وشدتها من جانب آخر، فإننا سنجد ان الشبهات التي وجهت للأديان هي الأكثر والأشد على طول تاريخ البشرية جمعاء.
إن أساس إثارة الشبهات، وبث المغالطات؛ كان من (إبليس)؛ فهو أول من قاس قياساً باطلاً بهدف المغالطة وإثارة الشبهة، دفعه إلى ذلك (حب الأنا)، و(المنافسة على الصدارة)، و(الحسد)، و(البغض).
نعم، لقد كثرت الكتب الهادفة إلى (رد الشبهات) بمختلف صورها، إلا ان الجامع المشترك بينها في الأكثر ان لم نقل الكل هو؛ عدم توضيح حقيقة (الشبهة)، وعدم بيان أسسها، ولا كيفية معرفتها، وعدم توضيح كيفية الرد عليها، إذ ان الشبهات ليست كلها على مستوى واحد، وليس لها مقياس واحد، ولا يمكن اتخاذ طريقة رد واحدة في التصدي لكل الشبهات جميعاً.
إن تطور أدوات الإعلام، وسيطرة (العالم الافتراضي) على أذهان البشر قد سهل كثيراً التحكم بعواطفهم، وتوجيههم بأسهل الطرق كأنهم (روبوتات) مسيرة، أو كائنات (مسرنمة)، وتلك هي الحرب الحديثة التي تحاكي (العقل الباطن) قبل غيره، لتوجه البشر إلى حيث تريد (الحكومة العالمية الخفية!).
وسط كل إرهاصات التشاؤم تبرز عبقات التفاؤل منتشرة رغم كل الروائح الكريهة، ذلك ان الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا سدى، ولن يتركنا سدى، ومن حكمته عز وجل ان جعل أبواب الرحمة وطرق النور واضحة وكثيرة وموجودة لكل من يريد السير فيها أو يقرر التوجه إليها، فلا سيطرة للشياطين ما لم ينعدم وجود آخر ملك من الملائكة.
لا بدّ إذاً ان نسير وفق الطريق الصحيح في حال تعرضنا للشبهة وذلك ان نلجئ إلى أهل الاختصاص، أو مراجعة الكتب المختصة، أو السكوت وعدم الخوض بذلك خوف المؤثرات الجانبية التي لا يحمد عقباها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat