رسالة إلى مُراقِب
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل فترة ليست بالقصيرة آثرت الردود على تعليقات القراء الافاضل ليس تعالياً, حاشا لكل عراقي ,بل لأن التعليقات غالباً ماتكون مبالغة في المديح , و مبالغة في الهجاء,وفي كلتا الحالتين لاننتظر نتيجة مرضية تنفع القاريء الكريم بشيء, بل ربما سيشمئز من ردود بعض الذين يشعرونك أنهم أعداء لك وليس كما هو متعارف عليه بين شعوب الأرض من الأستماع لآرائك ومناقشتها بطريقة حضارية , دون تشجنات , بأستخدام الفاظ نابية من المخجل أن تُقرأ أما الملأ.
كلامي هذا لاأعني به شخصاً معيناً بل هو كلاما عاماً, أوجهه لكل قاريء فاضل, وكاتب كريم.
لقد قرأت اليوم تعليقاً تحت إسم(مراقِب) فرغم أني أُفزع من كلمة( مُراقِب) إبتداءاً من أول خطوة خطوتها , ألى( مدرسة النعمان الأبتدائية)حيث كان مُراقب الصف ذو وجهين , وجه مرح في أوقات الفرص, ووجه نحس وشرس, في أوقات الدرس حين تتأخر المعلمة في الحضور للدرس. محظوظ يكون من يُحظى بصداقة المُراقب, فهو سيحصل على إمتياز فحواه الاّ يندرج اسمه تحت قائمة الطلاب المشاغبين, وإنتهاءاً بمرحلة الدراسة الجامعية حين يختارون المراقب أو المسؤؤل عن الشعبة كما كان يلقب آنذاك ينتقى وفق مواصفات أولها ان يكون ضميره لاظاهراً ولامستتراً ولاتقديره (هو) بل يكون قد فقده بالكامل لأن مهمته ستكون المراقبة على كل حرف وكلمة يتفوه بها الآخرون.
لنأتي سوية الى وضعنا الآن ,إن كنا نحب العراق بحق, فعلينا تقع مسؤؤلية الحفاظ عليه وإنقاذ مايمكن إنقاذه , ليس لأجلي ولأجلك أيها المراقب الفاضل, بل من أجل مستقبل أبنائنا, لنكن نحن القدوة لهم في التعامل مع بعضنا البعض, دعْ التأريخ جانباً, وأيضاً ليس لأجلي وأجلك بل فداءاً للوطن فتأريخنا مُزَّور حيث لم يخطه الناس البسطاء والأنقياء, فتلك الطبقات دائماً ماكانت تحارب من قبل الذين يعتلون العروش في كل زمان لهذا فهم يوجدون لهم حاشية تحيط بهم تتولى خط التأريخ كما يحلو لهم وحسب إهواءهم وتلك الحاشية هي التي تجعل نكباتنا أعراساً وتخلق من هزائمنا انتصارات, ومن اوجاعنا وصبرنا عزائم وبطولات.
نحن , وَهُمْ, وأنت, وانا نعيش هذه اللحظة فقط إذاً لندع مادار من مآسي جِسام, وحين اطلب ان ندعها فان هذا لايعني أنك تضعني في خانة الأتهام لدرجة أبدو أنني لاانصف اهلي من ضحايا المقابر الجماعية, او ممن قضوا سنوات لاتحصى في المعتقلات,أكاد أشعر بل شعرت بكم هائل من الوجع بين طيات حروفك وهذا يعني انك انسان تملك ضميراً حياً قادك الى ان تتصفح مايكتب حول بلدنا العراق فتقرأ بتمعن وتعلق بصدق وألم, لهذا ضع يدك في يديَ من يدمى قلبه على قلب العراق وأهل العراق
حين ينحرف احد أخواننا هل يفترض منا أن نركله ونطرحه أرضاً, أم الأجدى والأنفع ان نمسك بيده كي يقوى ولايقع طريحاً,إن لن يستطع الوقوف من واجبنا ان نعينه مرة ثانية, وان صعب عليه الأمر ففي الثالثة نكون عوناً له وهذا ليس ضعفاً منا بل انها القوة بعينها.
كم توجد نفوس ضعيفة استغلها الأعداء لقتل بعضنا البعض تلك النفوس هي التي خربت وقتلت وعبثت بكل جمال في البلاد.
سيدي المُراقب .كيف لكَ, وكيفَ لي أن نمزِّق نسيج عراقنا الحبيب!!! أنا من العراق وكلي يصيح العراق,أعمامي من جنوبه الطيب الأصيل وأخوالي من قلب العراق , صديقاتي من كل العراق, ففي الفاو لي مخلصة وعند سامراء لي وفية, وفي الانبار لي طيبة, وفي كربلاء لي رائعة.
كم فيزا سأحتاج حين يجتاح الشوق خلايايَ وأتوق لرؤيا اعمامي
وكم تأشيرة سأحتاج حين تعتصر الاشجان في قلبي لتلقي التحايا على اخوالي
كم مستمسك سأحمل بين اذرعي حين وحين.... وحين...