صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

كليبتوقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مصطلح معناه أن المجتمعات يتم حكمها باللصوص , إذ يتم وضعهم في كراسي السلطة , ويُحسبون قادة وسياسيين , بشعارات خداعة لتمرير العبث بثروات البلاد والعباد وسرقتها , وتجريد المواطنين من قدرات الرفاه الإقتصادي , وحشرهم في أنفاق الركض المرهق وراء الحاجات.

وبهذا الأسلوب يتم تراكم الثروة الشخصية وإحتكار السلطة السياسية من قبل المسؤولين , الذين يدينون بعقيدة الفساد كآلية مفضلة للحكم.

وهذه آلية معمول بها منذ قرون , ولديها مرتكزات اساسية تحافظ على ديمومتها وتأمين السرقات , والحفاظ على السراق في مناصبهم وتعزيز قوتهم , وتمكنهم من القبض على مصير الناس والتحكم بثروات البلاد.

والآلية المعروفة هي إحداث التفرقة والصراعات الداخلية وفقا لمفهوم "فرّق تسد" , ولهذا يمكن الإستدلال على أنظمة الحكم اللصوصية من الواقع الذي أوجدته , فإن هي سعت لإحداث الصراعات الدامية ما بين أبناء المجتمع , فهذا يعني أنها تدعو لذلك لكي تحافظ على سرقاتها وتنميتها , وإن هي دعت إلى الوحدة الوطنية والتماسك الوطني فأنها ليست كذلك.

والأمثلة على ذلك واضحة , ومنها أن معاهدة "سايكس بيكو" التي قسّمت الوطن العربي إلى دول وإمارات , كان أصحبها يسعون إلى سرقة الثروات العربية , وقد تحقق لهم ذلك على مدى القرن العشرين وهو الآن في ذروته , وذلك بإحداث الصراعات العربية العربية , والفئوية والتحزبية وغيرها من آليات التلهي للتمكن من السرقات.

وهي تمضي على ذات المبدأ القديم الذي يقوم به السراق , عندما يريدون سرقة أحد البيوت فأنهم يحملون معهم عظاما يلقونها للكلاب التي تحرسه فتتلهى بها وهم ينهبون الدار.

وهكذا تجد المجتمعات الثرية التي يتحقق نهب ثرواتها تتلهى ببعضها البعض والسراق ينهبون , وأبناء البلد منشغلون بالعدوان على بعضهم , وهم في سورات إنفعالية وثورات عاطفية ذات خسائر مروعة ولكن لا يشعرون , ولا يمكنك أن تحدثهم بلغة العقل , وإنما بما يؤهلهم لمزيد من الإقتتال والإنتقام والخراب والدمار.

فاللصوصية قانون سياسي إنتهابي فعّال يُطبَّق على المجتمعات المغلوبة لسلبها حقوقها ومصيرها , ودفعها للرحيل عن مواطن وجودها ومنابع ثرواتها , لكي يتسنى للسراق أخذها والتصرف بها في مواطن الآخرين , فالسارق لا يبقي سرقاته في المكان الذي سرقها منه , بل عليها أن تعبر حدود البلاد وتستقر في البنوك الأجنبية وتكون في عهدة الآخرين , الذين يتنعمون بسرقات اللصوص المتسلطة على الناس المساكين المضللين التابعين الخانعين لتجار الدين.

 

ولكي تتعافى المجتمعات المنكوبة بأنظمة حكم لصوصية عليها أن تدرك أن ما يفرقها مرسوم ومبرمج لنهب ثرواتها وأسرها في أقبية الإنهاك بالحاجات , فالنهّابون يتمتعون بما يسرقونه منها , وهي تلهث وراءهم ولا تسائلهم أو تحاسبهم عمّا يفعلون!!

وعلى المجتمعات الثرية المفقورة المضمخة بالحرمان أن تستفيق من سكرة التظلم والإملاق , وتدرك حقوقها وثرواتها المنهوبة المغصوبة!!

*كليبتوقراطية: نظام حكم اللصوص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/08



كتابة تعليق لموضوع : كليبتوقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net