هل زار المعصوم قبر الإمام الحسين ؟
ابن الحسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابن الحسين

بين فترة واخرى يخرج علينا من " وادي تخيب " "أبو الدَّغْفاء" من لا "ميثاق" له بفكره "العسر" و لسانه "الزفر" بتشكيكات واهية ، وترهات نخرة ، فما أن رأى الملايين تتوجه لقبلة القلوب وسيدها ، سيد الشهداء عليه السلام ، فراح يخرج سمومه التي خنقت أنوفنا من رائحتها الفاسدة ، على صفحته الشخصية ، فنشر ووجهه كله براءة متصنعة بأنه يريد احداً يرشده الى حديث روائي او تاريخي يذكر زيارة احد المعصومين للإمام الحسين عليه السلام غير سيد الساجدين ، وهدفه التشكك بالاحاديث المتواترة والكثيرة في ثبوت شرعية واستحباب - بل وجوب حسب لسان بعض الروايات - زيارة الإمام الحسين عليه السلام فنقول في جواب بعض الأخوة الذين طلبوا منا ذلك :
١- بما ان قول المعصوم حجة فهذا يكفي في إثبات المطلوب .
٢- كثير من الروايات لم تصل لنا فتلفت فيما تلفت مع تراثنا الذي لم يصل الينا ، فليس بعيد هناك احاديث صريحة بزيارة المعصومين لقبر الإمام الحسين عليه السلام لم تصل إلينا .
٣- لو تتبعنا الأحاديث نجد الظالمين على مر التاريخ تمنع وتعرض من يزور قبره للخطر ، فليس ببعيد ان يزور الإمام المعصوم قبر الإمام الحسين وهو متنكر او بالخفية ، خصوصاً الإمام الصادق عليه السلام فهو قد سكن مدة من الزمن في مدينة الحيرة قرب النجف الأشرف .
٤- يوجد نص تاريخي رواه ابن طاووس عبد الكريم ( المتوفى ٦٩٣ هـ ) في كتابه « فرحة الغري فيه دلالة واضحة على زيارة الإمام الصادق لقبر جده الحسين عليهما السلام نذكره نصاً :
« حسين بن أبي العوجاء الطائي، قال: سمعت أبي ذكر:
ان جعفر بن محمد عليه السلام مضى إلى الحيرة ومعه غلام له على راحلتين وذاع الخبر بالكوفة ، فلما كان اليوم الثاني قلت لغلام لي: أذهب فأقعد في موضع كذا من الطريق فإذا رأيت غلامين على راحلتين فتعال إلي ، فلما أصبحنا جاءني فقال: قد أقبلا، فقمت إلى بارية فطرحتها على قارعة الطريق، والى وسادة وصفرية جديدة وقلتين علقتهما في النخلة ، وعندها طبق من الرطب ، وكانت النخلة صرفانه، فلما أقبل تلقيته وإذا الغلام معه، فسلمت عليه ورحب بي ، ثم قلت: يا سيدي يا ابن رسول الله رجل من مواليك تنزل عندي ساعة وتشرب شربة ماء بارد ، فثنى رجله فنزل ، واتكى على الوسادة ...
فقلت له: جعلت فداك بأبي أنت وأمي هذا القبر الذي أقبلت منه قبر الحسين؟
قال: اي والله يا شيخ حقا، ولو أنه عندنا لحججنا إليه.
قلت: فهذا الذي عندنا في الظهر أهو قبر أمير المؤمنين؟
قال: اي والله يا شيخ حقا ولو أنه عندنا لحججنا إليه، ثم ركب راحلته ومضى »[١] .
أقول : هذا الحديث يدل دلالة واضحة على زيارة الإمام الصادق عليه السلام لقبر الإمام الحسين ، وفيه نكتة لطيفة وفائدة حصيفة من إن طريقة الخدمة في الطرقات « المواكب » منذ عهد المعصومين يفعلها الشيعة بل هناك رواية تشير الى خدمة الإمام الصادق لزائري سيد الشهداء عليهما السلام بوضع خيمة وتلقيهم والترحيب بهم [٢] .
___________________________
[١] فرحة الغري ص٩٠ ، ورواه عنه المجلسي في بحار الأنوار ج٩٧ ص٢٤٨ .
[٢] كامل الزيارات ص٣٠٤ ، ورواها الصدوق في ثواب الأعمال ص٩٣ ، والمشهدي في مزاره ص٣٣٢
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat