صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

الحلم العراقي وتحقيقه
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انشغل العراقييون كثيراً بقضية استفتاء كردستان وما دار في فلكها وخاصة من يقترب عملهم من السياسة والاعلام واظن ان اغلب العراقيون يعيشون في مدرسة التجربة السياسية الفاشلة منذ عقود.

في الاسبوع الماضي اقرت حكومة كردستان "تجميد نتائج الاستفتاء" تنفيذاً لرغبة بغداد التي عملت جاهدة لافشال مشروع الدولة الكردية. لكن هذا لا يعني بأن الحلم الكردي قد تلاشى, فالكرد منذ مئة عام من الان وهم يحلمون بدولة مستقلة تجمعهم كأمة متناثرة في العراق وتركيا وايران وسوريا.

بغداد وساستها (سنة وشيعة) تظاهروا بأنهم ضد مشروع استقلال كردستان عن العراق, وهو شيء جميل عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية, لكن هل ستتحقق الوحدة  بعد ان جمدت كردستان نتائج الاستفتاء التي عبرت عنها بغداد بنتائج غير رسمية وغير قانونية؟ ام انها ستستمر الى اجل غير مسمى؟

برأيي ان الوحدة الوطنية التي ينشدها اغلب العراقيون وانا واحد منهم, لن تتحقق, ذلك لأن اغلب القادة والسياسيون يستخدمون اسلوب نفي الاخر ونبذه وطرده, فالكرد مثلاً جعلوا اقليم كردستان دولة منفصلة عن العراق في الاعوام الاخيرة ولا يسمح للعراقي (العربي) الدخول لمناطق كردستان الا "بكفالة" وهي شيء مشابه جداً لتأشيرة دخول "فيزا" الا ان الاخيرة تطبع بالجواز اما الاولى فتبقى ثابتة في سيطرات مداخل كردستان.

اما السنة والشيعة وساستهم فأستخدموا طريقة مهاجمة الاخر, وجندوا مليشيات من كلا الطرفين لقتل البسطاء واثارة الفتن في المناطق ذات الخليط المذهبي والديني, وهذا ما ترتب عليه ولادة جيل يؤمن بالتطرف وتكفير الاخر والانتقاص من معتقدات الاخر الدينية, وكذلك تشجيع بعض رجالات الدين "المتسيسون" المنتفعين مما تولده الطائفية من نتائج تعود عليهم بالمنافع.

وبما اننا اليوم نعيش حالة ترقب وانتظار للانتخابات القادمة -التي ستأتي وتذهب كما غيرها- علينا ان نبني جيلاً واعياً يفهم ما له وما عليه, فالقوميات والمذاهب لابد ان تُستبعد ولو قليلاً عن الساحة السياسية والحكومية – وهذا اشبه بالحلم- ولابد ان يعرف العراقيون بأن الطائفية والتعصب القومي والمذهبي لم يعود عليهم بأي خير سوى الدمار التي شهدته العاصمة العراقية بغداد ومحافظات الجنوب والغرب والوسط من تنظيم القاعدة مروراً بمسلسل داعش الذي ما يزال يعيش الرمق الاخير واخيراً وليس اخراً ما حدث في شمال العراق من معارك بين الاخوين (العربي والكردي) سقط  نتيجتها عشرات الجنود من العرب والكرد بذنب الدفاع عن السياسيين المنتفعين ليس الا.

Mohammad.hasab@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/29



كتابة تعليق لموضوع : الحلم العراقي وتحقيقه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net