الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : م . محمد فقيه

وقفات سريعة مع مصرع القذافي
م . محمد فقيه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان القذافي طيلة حياته مثار جدل بسبب طبيعته الفريدة  العجيبة ، وتصريحاته المتناقضة  الغريبة ، وسلوكياته  المتقلبة النشاز ، وربما انسحب ذلك عليه حتى  مصرعه وما بعد ذلك  .

* اعتقل الثوار القذافي حافيا في مواسير مجاري المياه والصرف الصحي التي تختبأ بها الجرذان وغيرها من الحشرات وهوام الأرض ، فعاد ذلك الموقف بذاكرة الكثير ممن شاهد أو تابع وسمع خطب القذافي النارية ، وهو يخاطب شعبه من الأحرار الذين ثاروا عليه قائلا : من أنتم ؟ ثم أكمل خطابه مجيبا بالإنابة عنهم ... أيها الجرذان ! .
* مسدسه الذهبي يعتبر من أشيائه الثمينة الذي حمله معه من باب العزيزية ، بعد أن ولى هاربا منها ليدافع به عن نفسه ، لم يغن عنه شيئا ولم يحمه من مصيره الأسود ، وذهب مسدسة غنيمة بأيدي الثوار .
* ملياراته الكثيرة وأطنان الذهب التي اغتنمها من الشعب  ... وصرفها للمرتزقة أو هربها أو أخفاها في الصحراء ، لم تساعده على النجاة مع كل السلاح  والذمم التي اشتراها لتقف معه ضد شعبه من أبناء ليبيا الأحرار ، ولم تحمه من قبضة الثوار التي طالته ، بعد أن ضاقت به ليبيا مع اتساع أراضيها وامتداد صحرائها . 
* المرتزقة التي جلبها من إفر يقية أو غيرها ، وأغدق عليها بلا حساب  لتحميه وتغتصب حرائر ليبيا ، تخلت عنه ولم تستطع حمايته ولا حتى مساعدته على الفرار والهرب لينجو بنفسه .
* الملايين من " الهتيفة " التي حشدها لمظاهراته في طرابلس ، وحشرها في الساحة الخضراء  وأمام باب العزيزية ... أو غيرها انفضت عنه وانقلبت عليه ، ولم يجد حوله حتى بضعة أشخاص ليدافعوا عنه عند الشدة ، وفي ساعة الآزفة .
* القيادة والزعامات والألقاب الرنانة التي دفع لأجلها الملايين ... لا بل المليارات ، ابتداء من قائد ثورة الفاتح وانتهاء بملك ملوك إفريقية ، لم تنفعه بقير ولا قطمير ولا شروى نقير .
* بحثه المجنون عن الشهرة والزعامة ليكون الزعيم الأوحد ، لا تتحمل طبيعته النرجسية المتعجرفة  أن يرى له ندا ومنافسا ، حيا كان أو ميتا ، في تاريخ ليبيا المعاصر أو القديم ، دفعه لنقل ضريح الشهيد عمر المختارشيخ المجاهدين  من بنغازي  إلى منطقة نائية في  قرية سلوق .. . والذي يعتبره الشعب الليبي رمز النضال والجهاد ضد الاستعمار .  
* الكتاب الأخضر الذي أراد له أن يخلد اسمه في التاريخ ، وقد  جند له مئات الأقلام وصرف لأجله الملايين ، تحول إلى كتاب أصفر مهترئ ومزقه أبناء الشعب الليبي وطارت قصاصاته في الهواء ، بعد أن  داسه الشعب بالأقدام ، بعد أكثر من أربعين سنة من حكم الاستبداد والقبضة الحديدية .
* إن جنون العظمة الذي كان يتملكه ، وتفكيره في أن يكون زعيما للبشرية والأمة الآدمية ... وما معها من الثقلين منذ خلق الله الأرض وما عليها  إلى يوم القيامة ، لا يرى في التاريخ كله من قائد فذ ولا عظيم أمة غيره حتى ولو كان فاتحا عظيما ، أو نبيا مرسلا ، ولعل هذا الأمر كان السبب في مشروعه لمحاربة سنة رسول الله من أجل  إزاحة هذا التحدي – محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم – من أمامه ، والذي يراه المنافس الأكبر له في التاريخ أمام ذيوع صيته وانتشار شهرته ، وقد قالها صريحة : من محمد ؟ !
 إلا أن السنة التي كانت بدايتها مما يقرب من  قرن ونصف من الزمن ، بقيت ثابتة راسخة في قلوب الناس وعقولهم وبقي  الناس متمسكين بها ، ومزقوا  كتابه الأصفر وديس بالأقدام والنعال ليصبح أثرا ووصمة عار ، ونقطة سوداء في التاريخ ، ولعنة ثقيلة سلم الناس من شرها ، وارتاحوا من آفاتها وسمومها بعد مقتله ، وبقي محمد رسول البشرية أكبر رمز في التاريخ عند أتباعه وغيرهم منذ رسالته وحتى يوم القيامة وما بعدها ، وذهب القذافي غير مأسوف عليه كبولة شاة في صحراء قاحلة تلتهب من الرمضاء .
* رأى الموت بأم عينيه وصارع سكراته ، كما كان سببا في موت وقتل واستشهاد عشرات الآلاف من أبناء ليبيا الشرفاء من أصحاب الفكر الحر ، بسبب معارضتهم له  ، من لحظة حكمه وحتى ساعة مصرعه .
فجعه الله بمقتل بعض أولاده ومطاردة آخرين منهم بعد أن دمر حصنه في باب العزيزية وفر منه هاربا كالفأر ، كما فعل بأبناء شعبه فقتل واعتقل وطارد وشتت ودمر ، وفجع عائلات ليبية بأبنائها وآبائها ونسائها ، فانتقم الله منه وسقاه من نفس الكأس التي سقى منها أحرار شعبه . 
* شعوره بالضعف والذل والهوان بين أيدي الثوار، كما كان يفعل مع معارضيه من الإذلال والإهانة ... حتى ولو كانوا وزراء في حكومته  ، أور فاقا له  في مجلس قيادة الثورة إذا خالفوه .
* بعد أن وقع في قبضة الثوار كان يقول لهم هل ستقتلون زعيمكم ... أنا القائد ... وعندما أصيب كان يصيح حرام عليكم ... حرام عليكم ، لقد نسي بسرعة قتله لعشرات آلاف الليبيين ، وإذلال الملايين وإهانتهم ، وما كانت شعرة  تهتز له  أو يخطر بباله ولو للحظة واحدة ، أن ما فعله من مجازر وجرائم وقمع وبطش وسفك وسفح للدماء لأبناء الشعب الليبي أو حتى من غيرهم ، أن ذلك الفعل حرام ، بل كانت هذه الكلمة ممسوحة من قاموسه ، ولم يتذكرها إلا بعد أن أحيط به من كل جانب ورأى مصيره الأسود أمام عينيه .  
* لقد انخرط حسني مبارك في بكاء هستيري لم ينقطع ، عندما سمع بمصرع القذافي ورأى جثته على الشاشة وسمع كلماته : أنا القائد ... أنا معمر ... هل ستقتلوني ؟ !
لقد قال مثلها حسني عندما أمر القاضي  بحبسه : أنا الرئيس ... حتحبسوني ... حتحبسوا رئيسكم .. ولعله فكر اليوم بعد مشهد مصرع القذافي : ما عسى أن يكون مصيره ومصير أولاده بعد الحبس...لأن نعمة الحبس لا تدوم طويلا على الظالمين .   

* كان الاتصال الأخير للقذافي بواسطة هاتف الثريا ، مع أحبابه ومستشاريه في سورية ، فهناك تتم الاستشارات والتواصل والاستفادة من الخبرات ، فالمدرسة واحدة من الإستبداد والطغيان ، والغطرسة والعجرفة والعنجهية في التعامل مع الشعب ، والتهديد والقمع والبطش والمجازر حتى داخل السجون ، من سجن تدمرالصحراوي قرب حمص مشعل الثورة السورية ، إلى سجن بو سليم في الصحراء الليبية ...
إن وحدة الحال والتنسيق والتعاون ... والتاريخ الأسود من الجرائم والمجازر والمذابح بين نظام القذافي ونظام بشار ... هي رسالة للحكام في سورية  بأن نهايتهم ستكون على نفس الخطا عما قريب ... وبنفس المصير والمآل .
 وهذا ما صرح به وكتب عنه الكثير من السياسيين والمحللين والكتاب بأن مصرع القذافي ونهايته ، هي النهاية الطبيعية والحتمية لجميع أنظمة القهر والاستبداد والقبضة الحديدية في منطقة الشرق الأوسط ... بل والعالم .   
فهل يتعظ الطغاة والمستبدون ويعتبرون من زملائهم الذين سبقوهم في هذا المصير الحتمي المخزي ... أم ما زالوا يسوفون ويحلمون وهم في غيهم سادرون ، وقد ضرب الله على قلوب لهم أقفالها ، ليلقوا مصيرهم العادل أمام شعوبهم ، جزاء وفاقا على ظلمهم وجرائمهم وفسادهم واستبداهم . 


م, محمد حسن فقيه
23 / 10 / 2011
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


م . محمد فقيه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/29



كتابة تعليق لموضوع : وقفات سريعة مع مصرع القذافي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط·آ·ط¢آ£ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ®ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ¸ط¦â€™ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ¯ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ : 3 + 5 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net