صفحة الكاتب : بارعة مهدي بديرة

كبت بحجم كارثة
بارعة مهدي بديرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

النظرة السليمة اتجاه الامور تجعلنا  نقف باجلال امام  صلابة وشموخ  سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وهو يجابه كل شراذم السياسة الذين ارادوا ان يحيلوا الاسلام الى تجمع عشائري تحتفي به دسائس سقائفهم المريضة  ، ومازال ذراريهم يعبثون بكبت  يدمي قلوبهم ، ولكونهم لايقدرون على مجاهرة العداء لسيد الاوصياء وخليفة  المسلمين،  راحوا يطعنون بكل ما يمت للامام علي عليه السلام بصلة ، فكالوا النكران لسيد البطحاء أبو طالب عليه السلام ـ هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ـ سليل الأسرة الهاشمية الكريمة التي طالما ملكت السيادة إلى جانب سيادتهم في المكارم والأخلاق.. فكانوا هم السماء على الأرض ، لايغيب فيها نجم إلا أعقبه نجم فيتصل ضياؤها متعاقبا ممتدا ويتصل معه تفردها متميزا متجددا كأنما خص بها من دون أهل الجزيرة طرا..
بعد وفاة جده عبد المطلب كفل أبو طالب النبي الأكرم (ص)  وهو أبن  سبع سنين وظل كافله وحاميه قرابة ١٣ سنة حتى فارق دنياه في الخامسة والثمانين من عمره المبارك  أسكنه الله فسيح جناته..
وطيلة هذه المدة لم يكن حاميا مدافعا عن النبي (ص) فحسب إنما كان حاميا ومدافعا عن الرسالة الإسلامية كلها
 ويتجلى هذا التشخيص  في حصار الشعب ذائع الصيت ،حيث التجأ المؤمنون من بني هاشم إلى شعب أبي طالب خارج مكة بعد أن قرر المشركون مقاطعتهم ومنابذتهم ومنعوا عنهم الطعام والشراب..
ولولا أبو طالب وموقفه الثابت  بعونهم لقضي عليهم حتما، ويبين التاريخ انتماءه للاسلام بصدق التضحية اذ اولاده
علي وجعفر (ع) لنصرة النبي والوقوف معه صفا واحدا ودعوة أحفاده لنصرة هذا الدين مما نجده ماثلا كنور الشمس في واقعة كربلاء حيث استشهد في الدفاع عن الاسلام ومبادئه سبعة عشر رجلا من آل أبي طالب (ع)
وكيف كان له القيام بمثل هذه المهام الجسام في الحفاظ على الدعوة وحمايتها لولا كتمان إسلامه ووقوفه ظاهريا على الجهاد.. لكي تتاح الفرصة للنبي (ص) وأعوانه للعمل في ظله بهدوء وطمأنينة على جمع الشمل والأنصار وإعداد القوة والعزائم.. والذي دعاه للكتمان أنه كان سيد قريش وزعيمها وكانوا له ينقادون ولأمره يطيعون وهم على ذلك بالله كافرون وللأصنام عابدون فوجد أن يستر على إسلامه وإيمانه لأن نصرة النبي (ص) ونصر دعوته بهذه الطريقة أجدى وأجدر..
ولاننسى أن النبي (ص) بعد أن أصاب أصنام قريش التي يعبدونها اعتقدوا أن أبا طالب هو من سينقذهم وطلبوا‎ ‎منه أن يخبر محمدا (ص) ويجبره على ترك الدعوة..
فلان لهم أبو طالب بالقول وتلطف في الرد حتى ذهبوا
ولما أخبر النبي (ص) ضالتهم أجابه قائلا:
والله ياعم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه
فأجابه أبو طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
والآدلة القرآنية تشير إلى إيمان أبو طالب عليه السلام  وتثبت هذا:
قال تعالى (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان)ونجد ان في نكران اسلام  هذا المجاهد  تهمة تساق الى نبي الرحمة والسلام وكانه جامل اقاربه على حساب الدين  الحنيف
فحاشى للرسول (ص) أن ينساق وراء عاطفته في مودة أقربائه إذا كانوا من أعداء الله وخصومه
قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون)
وحاشى الرسول (ص) أن يكون ظالما ليقبل ولاية آبائه ومنهم أبو طالب إذا كانوا ممن اختار الكفر على الإيمان
وربنا عز وجل قال (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)  فالله لايؤيد رسوله بالكافرين ولايجعل نصره عن طريقهم
قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق لن تنفعكم أرحامكم ولاأولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير)
يكفي دليلا على إيمان كافله،
ماجاء في الذكر تبيانا لمذكر،
أيركن المصطفى من بعد مانزلت،
آيات زجر فلا يلوي على النذر،
يأوي إلى مشرك والله يأمره،
أعرض فيعصيه! حاشى سيد البشر..
فالعجب لمن ينكر نور الشمس لأن سحابة تغطي عليها ولاينكر ان السحابة سرعان ماتنكشف عنها
ثم ياعجبا لمن تمر به الأدلة ترى على حقيقتها فيدعها جميعا ليتعلق بالشبهة التي تدل على نفسها بما يدل على بطلانها
فسلاما عليك يا سيد البطحاء  يامؤمن قريش  وسلاما على من رفع  التقى لواءا دونه ماكان  ليبقى الآن في الكون دين
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بارعة مهدي بديرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/28



كتابة تعليق لموضوع : كبت بحجم كارثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net