صفحة الكاتب : زينب الغزي

الثورة بلغة الحسين
زينب الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مالذي يجعل البشر متعلقين بالدنيا بهذا القدر، مالذي يدفعهم نحو إقتناء القصور و الدور وزخرف لماع، مالهدف الذي من أجله يتبارون ويتقاتلون، ثم يكيدون لبعضهم الآخر، هل هو إحساس؟ أم شيء ملموس؟ أم لحظات انتشاء جربوا حلوها، قبل أن يعوا أخرها المر.

بين طبول الحرب وصليل سيوف الموت، ومع أقتراب خيط فجر أبيض ليوم أسود، لم يشهد التاريخ مثيله، كان هناك من فرق بين الحق والباطل بفكرة، من زهد بما في الدنيا ليشتري إحساس لم يصله الملوك وجناة الأموال، هؤلاء خيروا النفس بين الرضا والنشوة، فكانت الأولى دائمية والثانية وقتية.

الحسين بن علي ( عليه السلام ) وثلة راكزة العقيدة، واضحة المبدأ، تمتلك مقومات التغيير مما يؤهلها للقيادة في ظل تنافر الأفكار، وتوحيد المطامع في المجتمع، كانوا على موعد مع المجد.

رجال ونساء، شباب وشيبة، يقودهم رجل مهيب، له من التاريخ والارث العائلي والحسب والنسب، ما لم يزاحمه فيه بشر، تتبارى فيه صفات القيادة والإنسانية لتتغلب واحدة على الأخرى بفخر، رفض الخنوع في وقت كان الحاكم ظالم وجائر، والدولة الإسلامية التي أسسها ربيب السماء محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) بين فكي مفترس، والنفاق قائم على قدم وساق.

أول مابدأ الحسين بتصحيحه هو الفكر، خرج داعيا لإعادة النظر في أمور دينهم ودنياهم، لم يرفع سيفا، بل رفع شعار الإصلاح في أمة افسدها خليفتها و حاشيته الصعاليك، دعاهم للتأمل حولهم، هل هذي الحياة الكريمة التي ينشدون؟ هل أخرجهم الإسلام من الجاهلية و الأستعباد، ليفرض عليهم القتل والتنكيل بأسم الدين وعلى يد حماة الدين؟

حاشى لله ولرسوله ذلك، أرادهم أحرار كما خلقهم يرجعون، يقولون الحق ولو على أنفسهم، يسعون للدولة العادلة بكل الطاقات، اسلوبهم الحوار بالحسنى، والمصلحة العامة فوق الخاصة تحت أي ظرف كان.

مارفع الحسين بن علي ( عليه السلام ) سيفا، ولا سدد رمحا، بل كان داعيا الناس للوقوف مع أنفسهم، وتشخيص نقاط الخلل التي أوصلتهم لتلك الحال، فهو مؤمن بأن حيث توجد المشكلة يكون الحل ماثلا، لكنه يغيب عن النظر بسبب غلبة الإحساس بالظلم، التي تدفع الإنسان نحو التقوقع على ذاته، منتظرا اليد التي تمد إليه، دون أن يعلم أنها يده في داخل صدره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/20



كتابة تعليق لموضوع : الثورة بلغة الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net