الاستفتاء والحكومة ودول الجوار
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى

المعروف جيدا ان الحكومة العراقية في بغداد التحالف الوطني هي التي فرعنت المجرم مسعود البرزاني على ابناء الشمال وعلى العراق والعراقيين حتى انه تجاهل وجودهم واخذ يتصرف كزعيم كفرعون انا ربكم الاعلى
حيث فرض نفسه كفرعون جديد فاق فرعون مصر وحشية وظلام في شمال العراق فألغى الدستور والمؤسسات الدستورية واعتقل اعضائها ومنع من هرب من العودة الى اربيل بل اعتبر ارض الشمال ملك خاص ورثها من قبل آبائه واجداده وستنتقل الى اولاده واحفاده بالوراثة وبدأ يفكر في اقامة امارة عائلية تحكم بالوراثة كحكم العوائل الفاسدة في الخليج والجزيرة
واخذ يرى في نفسه زعيم دولة كبرى بل كان يرى نفسه حاكما على العراق كله
وكانت الحكومة في بغداد قادة التحالف الوطني يتوددون اليه ويغضون الطرف عن كل تجاوزاته الدستورية والقانونية عن كل تصرفاته النازية الفاشية الطائفية العنصرية عن كل جرائمه
حتى اعتقد انه قادر على فرض افكاره وتوجهاته على الحكومة العراقية في حين لا قدرة للحكومة على ان تقول له على عينك حاجب بل كان كثير ما يسخر بالحكومة بقادة التحالف الوطني ويتهمهم بكل التهم المشينة ويصفهم بالصفات السيئة
لهذا اصبح البرزاني يتصرف كتصرف خليفة من خلفاء بني عثمان بني العباس بني امية كل شي في خدمته ومن اجله وكل ما يأمر به ينفذ وحسب الطلب لهذا أمر بالاستفتاء والانفصال وسعى الى تنفيذه رغم الرفض التام والكامل من قبل العراقيين وفي المقدمة ابناء الاقليم ودول الجوار والامم المتحدة وحذروا من مغبة تنفيذه الا انه تجاهل كل ذلك واجرى استفتائه وجاءت النسبة وفق ما وضعها نفسه قبل الاجراء وهي 93 بالمائة وقيل كانت النسبة اكثر من 120 بالمائة الا انه اراد ان يكون ديمقراطي مدني على خلاف حكومة بغداد التي وصفها بالطائفية الدينية وقرر تشكيل امارة عائلية وبدا بعملية ابادة للاقليات الموجودة في امارته والتي لم يحدد حدودها حيث اخذ يتوعد ويهدد كل من يعارضه او ينتقده ويتهمه بالخيانة والعمالة بل اخذ يصفهم بكلاب ايران ونوري المالكي
الغريب حكومة بغداد كعادتها تجاهلت تلك التهديدات وكأن الامر لا يهمها الشي الذي ارعب البرزاني هو موقف الحكومة الاسلامية الايرانية والحكومة التركية من استفتاء البرزاني وانفصال واقامة مشيخة امارة برزانية فكان يعني خلق فتنة واشعال نيران تحرق المنطقة وربما تمتد الى العالم
حيث رفضتا الاستفتاء والانفصال وقررتا بمنعه بالقوة بما فيها التدخل العسكري وتحركت جيوشها وقواتها المسلحة على الحدود لشمال العراق وهددت البرزاني بانها ستقوم بالتدخل العسكري ضد البرزاني في حالة قيامه
فهذه المواقف شجعت حكومة العبادي ودفعتها الى اصدار قرارات من ضمن صلاحياتها الدستورية والقانونية لم يجرأ على فعلها قبل ذلك كما لم تفعلها اي حكومة سابقة
وهذه القرارات التي اصدرتها الحكومة العراقية ضد تصرفات البرزاني وجنونه هي التي منعت القوات التركية والايرانية من التدخل في شمال العراق والقبض على البرزاني وارغامه على على الغاء استفتائه
وهذه المواقف الجريئة ضد البرزاني وتطلعاته الخبيثة المعادية لشعوب المنقطة من قبل دول الجوار ومن قبل الحكومة العراقية الشجاعة والحكيمة دفعت ابناء الاقليم على تحدي ومعارضة البرزاني والوقوف مع الحكومة العراقية واستقبال القوات العراقية الباسلة والحشد المقدس بل الكثير منها انضم الى الحشد المقدس والقوات الامنية الباسلة وهكذا ترسخت وحدة العراقيين
فغزو داعش الوهابية الصدامية وحد السنة والشيعة واستفتاء البرزاني وحد العرب والكرد
ونأمل ان نبدأ مرحلة جديدة وهذه المرحلة تعتمد على الخطوات التالية
حكومة تحترم الدستور والمؤسسات الدستورية من خلال الالتزام والتمسك بها وردع كل من يتجاوز عليها يخترقها القفز عليها لان اي خرق اي تجاوز هو اهانة للشعب
علينا ان نعي وندرك ان اسباب نشر الفساد وسرقة المال العام والارهب وسوء الخدمات هي عدم الالتزام بالدستور وعدم معاقبة من يخرق الدستور
فالمطلوب احترام الشعب من خلال احترام الدستور والمؤسسات الدستورية ومعاقبة كل من يتجاوز عليها وتكون العقوبات رادعة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat