الحكومة الشيعية الفاسدة
د . ناهدة التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حكومة شيعية لاول مرة في تاريخ البلاد كان الملازم لفترة الحكم فيها استشراء الفساد وانعدام الامن والسرقات وتدني المستوى المعاشي والتشرد وشحة الوقود والكهرباء وانعدام الذمة والضمير والوطنية والشعور بالمسؤولية ..
نعم الناس محبطة من انفلات الامن وتردي الخدمات وتفشي البطالة والفساد المالي والتلاعب بالمال العام وشيوع التخلف والايمان بالخرافات واستفحال مشكلة الفقر والتشرد والامراض وكثرة المآسي الاجتماعية وضلوع مسؤولين بالدولة ومجلس النواب بالارهاب والعقود الوهمية.. كل ذلك صحيح ..
ولكن هل حقا ان الحكومة( الشيعية) وحدها هي التي جلبت كل هذا الخراب والدمار والمسؤولة عنه لاغير ..اليس الكل شريكا في هذه الحكومة, بنظرة سريعة الى تشكيلة الحكومة التي يطلق عليها البعض زورا ( الشيعية) يتضح لنا جليا ان اعداد السنة فيها سواء كانوا اكراد ام عرب , اكثر من الشيعة .. فرئيس الجمهورية وقمة هرم الدولة سنيا كرديا ورئيس مجلس النواب سنيا عربيا فقط رئيس الوزراء شيعيا .. اي ان النسبة اثنين الى واحد اضف الى ذلك نواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء ونواب رئيس البرلمان اغلبهم من السنة الاكراد والعرب ..
ناهيك عن حقيقة ان الورزاء والنواب خليط من الاثنين ويكاد العدد ان يكون متساويا .. اذن كيف تكون الحكومة شيعية كما يصفها الاعلام ويضخم هذه الجزئية لتتحمل كل هذا الدمار المبرمج الذي يجري اصلا لتقويضها واظهارها بمظهر العاجر والفاسد والمرتشي والمخرب وغير القادر على ضبط الامن والسر وراء استشراء البطالة وعدم انجاز المشاريع وانعدام الخدمات والفقر والتشرد وتردي الاوضاع..
اذا كانت الحكومة مثلا لاتستطيع ان تلقي القبض على مجرمين ذبحوا الناس بدم بارد على الطريق الخارجي لسوريا بدعوى تجاوز على الصلاحيات .. واذا كانت مكبلة بعدم توقيع رئيس الجمهورية ونائبه على احكام الاعدامات مما جعل البلد مرتعا ومسرحا لعصابات الاجرام التي تقتل ابناءنا وتستحيي نساءنا وتخرب اقتصادنا فكيف يستتب الامر .. اذن التخريب والفساد هنا ليس بسبب الشيعة في الحكومة ولكن بالتاكيد رئيس الجمهورية الذي صارت الاصابع تشير اليه بشيء من الشك والريبة عن هذا الموقف الغريب اذ قد يقول القائل وما ادراك انه غير متواطيء معهم على اشاعة الارهاب واحتضانه بحجة التزامه بتعهد على عدم توقيع احكام الاعدام .. !!!
واذا كان اي وزير او نائب يفسد ويرهب ويسرق وينهب ويعين اقاربه ويقوم برحلات مليارية تفقر الخزينة وتحرم الناس من الخدمات, لايستطيع رئيس الحكومة ان يحاسبه بسبب كتلته او حزبه او منطقته كيف تستقيم الامور وتقوم دولة العدل ويصبح الكل متساوون امام القانون والقضاء فلا يفلت احد من العقاب ,لانه من امن العقاب اساء الادب ورفض الاستقالة واستهان بالناس وبدمائهم واموالهم وعذابهم
واذا كان الامر في كل نازلة او واقعة, تقوم كتلة ما بتقديم شروطها التعجيزية وترفع سقف مطالبها بشكل غير معقول طمعا بالمزيد والمزيد وتهدد بخلاف ذلك بانها ستنسحب من الحكومة وتسقطها .. كيف يستتب الامر ويسود الشعور بالمواطنة ويصبح القانون سيد الموقف وليس الانتهازية واغتنام الفرص
هؤلاء مثلهم كمثل من جاء بزوجته وعندما دخلت البيت اعطاها باقة من الفجل ورغيف من الخبز وقال لها ... اليك هذا ( باقة فجل لاتحلين .. وقرص الخبز لاتكسرين .. اكلي لما تشبعين .. ) كيف تشبع..!! الا اذا الهمها الله بالصواب من الحل .. حكومة لاتستطيع عقاب المجرمين ولا السارقين ولا الفاسدين ولاتستطيع اجراء تغيير او انجاز برنامج ينظر اليه من خصومها في نفس الحكومة بعين الريبة وسوء النية .. حكومة مكبلة من السنة الموجودين بالحكم عرب واكراد هل يمكن نصف تباطؤها وفشلها بانه شيعي فقط ..!!!؟؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ناهدة التميمي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat