صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الخليج العربي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توصيف الخليج العربي كنا نسمعه في الطفولة والصبا , لكنه غاب وإختفى منذ عقود , فلا تجد له  ذِكرا في الصحافة والخطابات العربية , أو على لسان المسؤولين العرب , وتم وضع توصيف الخليج الفارسي مكانه في الخرائط.

وفاجأننا اليوم (13102017) الرئيس الأمريكي في خطابه حول إيران بإستعمال توصيف الخليج العربي , وهذه أول مرة ينطق بهذه التسمية رئيس أمريكي , أو غربي على مدى عقود!!

ومما يثير العجب أن العديد إنطلقوا يستخدمون التوصيف في وسائل التواصل الإجتماعي ويناقشونه ويسلطون الأضواء عليه!!

فأين كان العرب؟
ولماذا تسابقوا على القول بالخليج العربي بعد دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي؟!!

ترى ماذا يدور في هذا العالم المرهون بالآخرين؟!

إنه سلوك يبرهن على أن العرب مغلوبون على أمرهم , ولا يمكنهم النطق السليم والتعبير الصحيح عن حقوقهم وإرادتهم إلا بضوء أخضر من قوة كبرى يستمدون منها قدراتهم!!

لو فتشتم عن كلمة الخليج العربي في الكتابات العربية على مدى عقدين ونصف فلن تجدوا لها أثرا , حتى دول الخليج تُسقط كلمة العربي , فتسمي نفسها الدول الخليجية , وما تجرأت يوما ذكر إسم دول الخليج العربي!!

واليوم وبغتة أتتها الشجاعة وراحت تنادي بالخليج العربي , حتى أن عدد من الأخوة الصحقيين إنتقدوا قناة العربية لبثها خطاب للرئيس الإيراني ذكر فيه الخليج الفارسي!!

يا للعجب!!
"من أين أشرقت الشمس"؟!!

أ ليس في ذلك برهان دامغ على التبعية المطلقة للإرادة الأخرى , والمضي على سكتها والتغني بمنهجها؟!

أين إرادتنا العربية وقوتنا وعزتنا وكرامتنا؟!

إرتضينا لعقود إستعمال "الخليج الفارسي" , وإن تعرض كاتب لهذه التسمية لا يُعار لمقالته أي إهتمام , ويُحسب من الذين يهذربون , واليوم صار توصيف الخليج العربي ذو أهمية وقيمة ومعنى , وكأن الأمة يمكن تنويمها وإيقاظها وفقا لمقتضيات المصالح والمشاريع التي تُستخدم لتنفيذها وتمريرها والقتال من أجلها.


ويبدو أن الأدوار قد تغيرت وأن الواقع السياسي الإقليمي يسير نحو تبدلات وعودة إلى حيث كانت الأحوال قبل أربعة عقود , فالذين جاؤوا دخلوا في مدارات الأفول , وأن الواقع الجديد سيفرض خرائط سياسية ومعادلات قوى وتوازنات غير مسبوقة , فلكل قوة في المنطقة عمرها ودورها ولكل ثورة أجلها , وذلك قانون راسخ مبين.

فهل غاب الذين يبصرون؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/15



كتابة تعليق لموضوع : الخليج العربي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net