فجر النهضة ..ح3: القرار الصعب والخيار الاسلم ..
حسين علي الشامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين علي الشامي

تدور رحى الدنيا ، يوم لك ويوم عليك ، وتتخلخل معطياته خيارات جسام ، اما ان ترتفع بالإنسان الى عالم العلياء ، أو تهبط به ارضاً ، ليس له شيءٌ يذكر غير السقوط من الشهباء .
هناك على كل امرء ان يدرس موقف الخيار ، ويحصن نفسه من زلة الايام، فيرتفع بنفسه الى اسمى غايات الانسان كي يكون حقا انسان .
قد يضعنا الزمان امام خيار صعب فيه نكون او لا نكون ، نفوز او نخسر واي خسران (ذلك الخسران العظيم) ، اذ قد يبيع المرء أَخرته ويختار دنيا الزوال ، فيكون من حطام جهنم و اللعن يحيطه من كل مكان .
وقف الرجل البارع اما خيار الجنة او النار فارتعدت فرائص محياه كأنه زلزال يدك الميدان ، ومن حوله ثعالب الطغيان ، أحدهم: لو سألوني من اشجع الفرسان ما عدوتك !!
الفارس الان امام الخيار اما يكون حرا كأسمه او يموت عبد المال . لكنه في النهاية اختار ، ومضى مطأطئ الرأس كأنه سنان كسرت نبله وغار في رمل واقع الجهل الذي يساومه على دينه لكنه عرف المراد فقال : مولاي انا من جعجعت بك ، وحاصرتك وقطعت عنك الماء ، هل لي من توبة مادام في العمر بقية ، دعني اكون اول اضحية تفديك سيدي حسين !!
انتهى الكلام واختار الصواب قبل الانهيار و الوقوع ببركة الندمان ، فبرز الشهاب يبحث عن موت احمر يطوف بسيفه كالبركان ، ملتهب المشاعر لبيك داعي الله .
ارتفع الفارس فوق جماجمهم ، وعيون الغدر تحوم به ، وفي نهاية المطاف سقط التائبُ شهيداً، ليبقى ضميراً أُسترجعَ من فمِ الشيطان ، وعزاءٌ قائم الى يوم البعث الاكبر ، فجاء الامام ليحييه ويهديه جائزة الاحسان : انت حراً كما اسمتك امك ، حرٌ في الدنيا والاخرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat