وأخيراً ..سقط الطاغية بالضربة القاضية !!
عبد الهادي البابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وأخيراً... فعلها الشعب العربي الليبي الأصيل ،وقال كلمتة الفصل ، وماهي بالهزل ، فأسقط الطاغية ....بالضربة القاضية ، ونسف معه سنين القهر والأستعباد ، التي أمتدت أكثر من أربعين عاماً ، عانى فيها الشعب العربي الليبي كل صنوف الأبعاد والتهميش وإلغاء الهوية الأنسانية ..!
لقد قالها الشعب العربي الأصيل للحكام الفاسدين والطغاة المجرمين :لقد ولّى زمانكم وجاء زماننا ، والتاريخ نحن الذين نصنعه من الملاحم والمواقف والجهاد الشريف ، وليس أنتم من يصنع التاريخ ، لأن تاريخكم العار والدم والبطش وحب السلطة ، ونحن اليوم من يصنع التاريخ الأبيض الناصع.. !!
إن التغيرات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة العربية ، وغيرت الكثير من أنماط الحكم الشمولي للأنظمة العربية ،بدأت في تونس الخضراء ، مروراً في أرض الكنانة ، ثم حطت رحالها في بلاد المجاهد العربي عمر المختار (ليبيا) .. ثم تشظت هذه العاصفة العجيبة فلا ندري إلى أين إتجاهها ، وفي أي أرض مستقرها ، فإن هذه التغيرات لها دلالات كثيرة تنادي علينا بالتوقف عندها كلٌّ من زاويته، وحسب عمق نظرته، ومدى رؤيته، وأستقامة منهجه، ومن البديهيات أن الأمم والشعوب تشعر بالقوة والزهو والكثرة عندما تنتصر ، كما أنها تشعر بالقلة والخذلان والهوان عند الهزيمة...!
فالأمل عنصر أساسي من عناصر التحرك للعمل والأستمرار فيه، والمرابطة عليه حتى بلوغ الهدف،واليأس عدو كل مشروع، وشلل كل حركة، وقاتل كل طموح، ولن تجد قائداً أصيلاً أو سياسياً محنكاً يشعر بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية إلا وروحه مشبعة بالتفاؤل وإن كان الألم يعبث بأحشائه، بل هو ينظر إلى الألم فلا يرى من حروفه إلا تشكيلة أخرى رائعة للأمل، وما بينهما إلا أن تتقدم آماله فتتأخر لوعته ويقل حزنه ، وحين يُسأل يجيب: إن ألمي من أملي، والله تعالى يقول: (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) ...
لقد كانت الجماهير العربية مقيدة باليأس، مشلولة بالإحباط، لا يخطر في بالها أنها بمجرد النزول السلمي إلى الشارع يكون التغيير، فلما حدث ما حدث في بعض الدول العربية ، إنطلق الأمل من قيده، وأنفلت المارد من قمقمه ، وعندما تحقق النصر في مكان من أرض الأمة ،تحطمت أسوار الخوف في كل الأمكنة ، وأستبان مظهر من مظاهر قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) .....فمن بين ركام اليأس ، يطلع الأمل، ويشرق النصر....
فعلى القادة والمسؤولين إذن أن يغذوا جماهيرهم بالتفائل ، وينعشوا أرواحهم بالأمل.. ...الأمل القائم على أساس حي متحرك، والتفاؤل المبني على معطيات واقعية ميدانية، ينتظمها مشروع، ذو منهج واضح بفكرته وعقيدته ورؤيته ورسالته، وبرنامج مفصل بخطته وآلياته وإمكانياته وأهدافه.
مع هذا يحتاج الجمهور، كلما طال الدرب، وكلّت الأرجل، وتسربت الظنون، إلى فعاليات تكتيكية تنشط الأمل وتبعثه من جديد، فطول الأمد مدعاة للتعثر والأوَد، وكثرة الأخفاق تولد الأنفجار الذي لايمكن السيطرة عليه في ساعةِ ما !!
فيامن وضعتم أنفسكم موضع المسؤولية الوطنية ، أبعثوا في نفوس الجماهير الأمل، وأجعلوه أملاً منطلقاً من مشروع ذي فكرة ومنهج، وخطة وبرنامج، وجّددوه لديهم بإستمرار بأن تتقدموا كل يوم خطوة، وتحققوا في كل فترة قصيرة من الزمن نصراً ومجداً على أرض الواقع ، لأن الشعب يريد أن يرى أفعالاً ، بعد أن شبع من الأقوال ، وإياكم والأماني فإنها بضاعة المفلسين، وأحذروا اليأس فإنه هاجس الفاشلين، وأعلموا بأن العصر هو عصر الشعوب ، وأن أيام زين العابدين بن علي وأيام حسني مبارك وأيام معمر القذافي ليست عنكم ببعيد !!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الهادي البابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat