الآن سقطت اتفاقية جنيف بين الاسير القذافي والاسير شاليط
وفاء عبد الكريم الزاغة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما لتذكير يقال ان هناك اتفاقية اسمها اتفاقية جنيف صيغت في نصها القديم عام 1864 ثم سوغت بوضوح ووقع عليها بشكلها التهائي عام 1949 قيل انها للاعتناء
بالجرحى والمرضى واسرى الحرب وقيل ما فيها ما قيل ..
فأي صدفة وقدر الان سقط صنم اتفاقية جنيف على صور فضائيات تزاكت وترامت
بين رامبو اجتمعوا على اسيرهم وبين صور متانقة وديبلوماسية مرهفة على تسليم أسير صهيوني وبالصدفة فرنسي من بلد غزا ليبيا الان وكان قائد ثوارها الذين اتخذوا قرارا كيف تحسن للأسير ؟؟ اي تناقض بين المشهدين مشهد الرفق بالأسير اليهودي
ومشهد إهانة للأسير العربي ؟؟ أي تناقض وانفصام أصاب اتفاقية جنيف ...
الآن سقط صنم من سطر سطورا لكي تقرأها الاجيال القادمة وتقول كان يا ما كان سفينة لجنيف أمواجها هدأت عند شاليط رحمة بالإنسانية وصخورها ضربت القذافي
رحمة بالإنسانية ...يا رحماء سايكس بيكو الجديد ... يا رحماء الطغاة كل يوم نقرأ عنهم ولكن قلما نقرأ عن رحماء الإنسانية لإنهم قل عددهم ... يبدو ان اتفاقية جنيف
كان قدرها أن تهبط كالبورصة العالمية بل اصابها كساد أخلاقي قبل الركود المهني
ويبدو ان قدوم كلينتون السريع والمفاجيء لأرض ليبيا وإنهاء القذافي وحسم أمره
كان قرارا من خارج البلاد ولكنها نسيت أن تقدم لهم نصا من نصوص إتفاقية جنيف
أما فرنسا التي تدعي الآن أن ليبيا مدينة لها ... أقول أرجو من حضرتكم تقديم لجنة من المحاميين تبرعا منكم لكي يدافعوا عن اتفاقية جنيف لآنها لفظت أنفاسها بين صفقة شاليط وصفقة القذافي .. بمعنى فوضوية التعامل مع الأسير والجنتلمانية مع الأسير الآخر بل الان نحتاج لفيصل القاسم وصوته الرنان الذي يصدح في كل الفتن
فالاتجاه المعاكس ظهر وبان بين أسير العرب وأسير اليهود فأيهما يحق له ما لا يحق لغيره ... والآن يتلذذ الضحية برؤية جلاده ... فسبحان من قال اذا ابتليتم فاستتروا
ولكن كاميرات التصوير واستوديوهات هووليوود ابدعت وأسقطت جنيف فالمحاكاة القاسية لهذا النمط من شد الاسير وضربه وسحله ... إنتاج للفكر والثقافة الأمريكية
شكرا للناتو على إضعاف وتقليص الإتفاقيات العالمية كجنيف بل هو الأفضل لتخفيف مصاريف المؤتمرات فالعالم يعاني الآن من فوضى الكساد القادم ...
شاليط لا تنسى وهذا دين برقبتك لقد أحسنوا اليك فماذا ستقدم لمن أحسن إليك ..
بل من كثرة الإحسان أبعدوا 40 أسير خارج بلادهم كرامة لجنيف ... أما القذافي
لقد نسيت أن وضع اتفاقية جنيف جعلوها حجرا عند بعض من يعتقد أنهم ليسوا ببشر
وهذه نظرية يهودية أممية ترى الآخرين أقل منها ما داموا أنهم غير يهود .. فاقرؤوا التوارة ...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وفاء عبد الكريم الزاغة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat