فجر النهضة ..ح2 : الصرخة التي قتلة حرملة
حسين علي الشامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين علي الشامي

صحراء نينوى لازالت منبهرة ، وفرات كربلاء لازال يبكي دماء ، عطشان يبوح بألم عطشهم، والطير ينوح بالسماء ، حتى السهم يبكي ما فعلت بنفسي أنا؟!
رقبة بيضاء لاحت له ، و نظراتٌ من رضيعٍ لوجه ابيه الذي يطلب الماء ، اسقوه عطشان فقد نشف حليب امه ، وانتهى حتى لؤلؤا دمعها ..
حاولت كثيرا كي تُسقيه لكنها لم تستطع ، فعيونها نهر نشف من حرارة شمس الصيف الحارق ، وهو الان بين يدي .. اسقوه ، وتحلوا ببعض الانسانية ان كنتم تملكون بعض منها !!
تجلجلت الاصوات ، وصاح معدوم المروءة من هناك : حرملة اقطع لسان القوم !!
لكنها الصدمة .. قطعت اوداج الصغير ، دماءه بدأت تسيل : الهي خذ حتى ترضى فاحتضنت الملائكةُ كفي الرحمة ، وصوت الطفل لازال يصيح ، وحرملة محبوس الضمير ، هرب لكل مكان عَلَهُ ينسى ذلك الصغير ، لكنه في النهاية اسير ، ماذا يفعل لعنة تحيط به من كل مكان، محبوس في كهف الجحيم ، وبالنهاية قتله صوت الحق وصار عبرة لكل مناع ذميم ، لتبقى صرخة الصغير سهم ذبح حرملة من الوريد ..
لن يتيه الانسان باختيار الصواب ، فالحقيقة مهما كان يحاول المناعون ظهورها ستبقى ألقةٌ براقة الى اخر الازمان، فها ال امية حاولوا بكل ما اوتوا تغير زمكانية الواقعة وحقيقتها لكنها غيرت مسار تفكير العالمين .
ومن اللازم على كل انسان ان يختار لنفسه طريقا ينقذه من ظلمةٍ يُخلدُ فيها ابد ، حتى لو كلفه الروح ، وتغمره المصائب الى الودجين، فالبلاء نعمة لا ينالها الا الصابرون، والتضحية التي قدمها الحسين تستحق ان تجد الملبيين الحقيقين الذين من خلالهم تستمر قضية الحسين ..
حافظوا على اطفالكم وجعلوهم ثمرة عبدالله الرضيع ..
اجعلوهم مستقبله الباهر الذي ينافس الظالمين، فيمنعهم نومهم الهانئ ليكون لنا موقف اصيل.
ابدعوا وتفننوا بتغيير الواقع، فالرضيع صرخة غيرة حال الممترين، وكشفت واقع المتشرذمين ..
ابهروا العالم فينا ، فلنا لابد ان يولد في كل يوم حسيني فتي ، يعرف الحق بحقائقه بتعليم مهذب يبعده عن طريق الفاجرين ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat