صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

نقد محاضرات احمد القبانجي حول الهيرمنيوطيقا والالسنيات والتفسير الوجداني – ج4
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كلام الشيخ المظفر حول اللفظ والمعنى الخارجي:
قال الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله في كتابه (المنطق) في مباحث الالفاظ: (إن للأشياء أربعة وجودات: وجودان حقيقيان ووجودان اعتباريان جعليان:
الأول- (الوجود الخارجي) كوجودك ووجود الأشياء التي حولك ونحوها، من أفراد الإنسان والحيوان والشجر والحجر والشمس والقمر والنجوم، إلى غير ذلك من الوجودات الخارجية التي لا حصر لها.
الثاني- (الوجود الذهني) وهو علمنا بالأشياء الخارجية وغيرها من المفاهيم. وقد قلنا سابقاً: أن للإنسان قوة تنطبع فيها صور الأشياء. وهذه القوة تسمى الذهن. والانطباع فيها يسمى الوجود الذهني الذي هو العلم.
وهذان الوجودان هما الوجودان الحقيقيان. لأنهما ليسا بوضع واضع ولا باعتبار معتبر.
الثالث- (الوجود اللفظي) بيانه: أن الإنسان لما كان اجتماعياً بالطبع ومضطراً للتعامل والتفاهم مع باقي أفراد نوعه، فإنه محتاج إلى نقل أفكاره إلى الغير وفهم أفكار الغير. والطريقة الأولية للتفهيم هي أن يحضر الأشياء الخارجية بنفسها، ليحس بها الغير بإحدى الحواس فيدركها. ولكن هذه الطريقة من التفهيم تكلفه كثيراً من العناء، على أنها لا تفي بتفهيم أكثر الأشياء والمعاني، إما لأنها ليست من الموجودات الخارجية أو لأنها لا يمكن إحضارها.
فألهم الله تعالى الإنسان طريقة سهلة سريعة في التفهيم، بأن منحه قوة على الكلام والنطق بتقاطيع الحروف ليؤلف منها الألفاظ. وبمرور الزمن دعت الإنسان الحاجة - وهي أم الاختراع - إلى أن يضع لكل معنى يعرفه ويحتاج إلى التفاهم عنه لفظاً خاصاً. ليحضر المعاني بالألفاظ بدلاً من إحضارها بنفسها.
ولأجل أن تثبت في ذهنك أيها الطالب هذه العبارة أكررها لك: (ليحضر المعاني بالألفاظ بدلاً من إحضارها بنفسها). فتأملها جيداً، واعرف أن هذا الإحضار إنما يتمكن الإنسان منه بسبب قوة ارتباط اللفظ بالمعنى وعلاقته به في الذهن. وهذا الارتباط القوي ينشأ من العلم بالوضع وكثرة الاستعمال. فإذا حصل هذا الارتباط القوي لدى الذهن يصبح اللفظ عنده كأنه المعنى والمعنى كأنه اللفظ أي يصبحان عنده كشيء واحد، فإذا أحضر المتكلم اللفظ فكأنما أحضر المعنى بنفسه للسامع، فلا يكون فرق لديه بين أن يحضر خارجاً نفس المعنى وبين أن يحضر لفظه الموضوع له، فإن السامع في كلا الحالين ينتقل ذهنه إلى المعنى. ولذا قد ينتقل السامع إلى المعنى ويغفل عن اللفظ وخواصه كأنه لم يسمعه مع أنه لم ينتقل إليه إلا بتوسط سماع اللفظ.
وزبدة المخض أن هذا الارتباط يجعل اللفظ والمعنى كشيء واحد، فإذا وجد اللفظ فكأنما وجد المعنى. فلذا نقول: «وجود اللفظ وجود المعنى». ولكنه وجود لفظي للمعنى، أي أن الموجود حقيقة هو اللفظ لا غير، وينسب وجوده إلى المعنى مجازاً، بسبب هذا الارتباط الناشئ من الوضع. والشاهد على هذا الارتباط والاتحاد انتقال القبح والحسن من المعنى إلى اللفظ وبالعكس: فإن اسم المحبوب من أعذب الألفاظ عند المحب، وإن كان في نفسه لفظاً وحشياً ينفر منه السمع واللسان. واسم العدو من أسمج الألفاظ وإن كان في نفسه لفظاً مستملحاً. وكلما زاد هذا الارتباط زاد الانتقال، ولذا نرى اختلاف القبح في الألفاظ المعبر بها عن المعاني القبيحة، نحو التعابير عن عورة الإنسان، فكثير الاستعمال أقبح من قليله. والكناية أقل قبحاً. بل قد لا يكون فيها قبح كما كنى القرآن الكريم بالفروج.
وكذا رصانة التعبير وعذوبته يعطي جمالاً في المعنى لا نجده في التعبير الركيك الجافي، فيضفي جمال اللفظ على المعنى جمالاً وعذوبة.
الرابع- (الوجود الكتبي) شرحه: أن الألفاظ وحدها لا تكفي للقيام بحاجات الإنسان كلها، لأنها تختص بالمشافهين. أما الغائبون والذين سيوجدون، فلابد لهم من وسيلة أخرى لتفهيمهم، فالتجأ الإنسان أن يصنع النقوش الخطية لإحضار ألفاظه الدالة على المعاني، بدلاً من النطق بها، فكان الخط وجوداً للفظ. وقد سبق أن قلنا: أن اللفظ وجود للمعنى، فلذا نقول: «إن وجود الخط وجود للفظ ووجود للمعنى تبعاً». ولكنه وجود كتبي للفظ والمعنى، أي أن الموجود حقيقة هو الكتابة لا غير، وينسب الوجود إلى اللفظ والمعنى مجازاً بسبب الوضع، كما ينسب وجود اللفظ إلى المعنى مجازاً بسبب الوضع.
إذن الكتابة تحضر الألفاظ، والألفاظ تحضر المعاني في الذهن، والمعاني الذهنية تدل على الموجودات الخارجية.
فاتضح أن الوجود اللفظي والكتبي (وجودان مجازيان اعتباريان للمعنى) بسبب الوضع والاستعمال.
النتيجة: لقد سمعت هذا البيان المطول - وغرضنا أن نفهم منه الوجود اللفظي، وقد فهمنا أن اللفظ والمعنى لأجل قوة الارتباط بينهما كالشيء الواحد، فإذا أحضرت اللفظ بالنطق فكأنما أحضرت المعنى بنفسه.
ومن هنا نفهم كيف يؤثر هذا الارتباط على تفكير الإنسان بينه وبين نفسه، ألا ترى نفسك عندما تحضر أي معنى كان في ذهنك لابد أن تحضر معه لفظه أيضاً، بل أكثر من ذلك تكون انتقالاتك الذهنية من معنى إلى معنى بتوسط إحضارك لألفاظها في الذهن: فإنا نجد أنه لا ينفك غالباً تفكيرنا في أي أمر كان عن تخيل الألفاظ وتصورها كأنما نتحدث إلى نفوسنا ونناجيها بالألفاظ التي نتخيلها، فنرتب الألفاظ في أذهاننا، وعلى طبقها نرتب المعاني وتفصيلاتها، كما لو كنا نتكلم مع غيرنا.
قال الحكيم العظيم الشيخ الطوسي في شرح الإشارات: «الانتقالات الذهنية قد تكون بألفاظ ذهنية، وذلك لرسوخ العلاقة المذكورة - يشير إلى علاقة اللفظ بالمعنى - في الأذهان».
فإذا أخطأ المفكر في الألفاظ الذهنية أو تغيرت عليه أحوالها يؤثر ذلك على أفكاره وانتقالاته الذهنية، للسبب المتقدم) .
فما توهمه احمد القبانجي من ان اللفظ يدل على معنى داخل الذهن فقط وليس له وجود خارجي مثل لفظ (جبرائيل) هو تصور موهوم لأن عدم ادراك ذهن الانسان العادي لجبريل (نتيجة عدم رؤيته) لا يجعل من جبريل عدماً ويجعل قضيته ذهنية فقط ، بل يبقى جبريل (عليه السلام) حقيقة واقعية بدليل الاثر الذي نقله وكان واسطته وهو القرآن الكريم وان لم يره او يعرفه او يحس به كل البشر ـ عدا الانبياء صلوات الله عليهم ـ ويصبح لفظ جبريل شديد الالتصاق بمعناه على النحو الذي اشار اليه الشيخ المظفر (رحمه الله). 
 
 
بين معرفة الله سبحانه وفهم كلامه:
وزعم ان الهيرمنوطيقا تؤيد ان القرآن من محمد (صلى الله عليه وآله) لأنها تمكن من فهم النص ولو كان من الله لما فهمناه لأننا يجب ان نفهم المتكلم قبل ان نفهم النص !! وبما اننا لا يمكن ان نفهم الله لأن صفاته المذكورة هي صفات انسانية وهو لا يملك اي صفات على حد تعبير وزعم احمد القبانجي الذي يقول: (فكيف يمكن لنا أن نعرف الله لنفهم كلامه؟؟؟؟!!!!) ، فهو يربط بسذاجة بين معرفة الله سبحانه وبين فهم كلامه رغم ان الموضوعين متباينين ، ففهم كلام الله سبحانه يكون وفق قواعد الفهم البشرية ، فالله سبحانه خلق كلامه بلسان عربي مبين لكي يكون مفهوماً وواضح الدلالة عند المتلقين له من البشر. اما معرفة الله سبحانه فتكون عبر معرفة صفاته التي وان اشترك بعضها لفظاً مع بعض الصفات البشرية الا انها لا تماثلها من حيث حقيقتها وابعادها. وهو عزَّ وجل القائل في سورة الشورى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)). ان مغزى كلام احمد القبانجي في الربط بين فهم القائل لفهم كلامه مزاعمه بأن صفات الله تعالى لا يمكن للبشر ادراكها فهي ليست صفات بشرية وكذلك كلامه سبحانه لا يمكن للبشر فهمه لأنه ليس مثل كلام البشر وبذلك ينسف ان تكون هناك كتب سماوية او تشريعات الهية من اجل الترويج لسيادة القوانين الوضعية بين الناس ! ومقتضى فكرته الموهومة هذه ان الله سبحانه ليس عظيم القدرة وليس على كل شيء قدير ـ وحاشاه ربنا ـ فهم بحسب اوهام احمد القبانجي لا يتمكن من خلق كلام مفهوم للناس وبلغة الناس ! فاذا كان الاله ليس عظيم القدرة فهو اله عاجز فقير وةليس بغني ولا يستحق العبادة ! وبالمناسبة فان احمد القبانجي يصرح بان الناس ليسوا عبيداً لله سبحانه !!
 
 
النظرية الرمزية البديلة:
ثم يعرض احمد القبانجي نظرية اخرى تعنى بالرمزية بدلاً من نظرية المعنى الذهني موهماً ان لهذه النظرية علاقة بعلم الالسنيات ؟!! فزعم ان كل ما يصدر عن الله سبحانه هو رموز واشارات وليس حقيقة مثل الجنة والنار والنبوة وجميع صفات الله !! لكنه لم يلاحظ ان هذه الرمزية والاشارات تجعله يسير وفق المنهج الباطني الذي كان معروفاً قديماً وهو منهج منحرف عن الاسلام يجعل لكل شيء معنى مختلف عن حقيقته !!
لقد توهم احمد القبانجي ان علم اللسانيات الذي يعتبر اللغة رموز واشارات ـ وقد مر عليك آنفاً قول دي سوسور: (فعلم اللغة هو جزء من علم الاشارات العام)  ـ وقال الدكتور جرجس ميشال عارضاً احدى نظريات شارل بالي التي تعتبر احدى الاسس لمدرسة جنيف اللغوية: (اعتبار اللغة نظاماً متناسقاً ذا وظيفة اجتماعية اساسية. وهو نظام من العلامات أوالاشارات أو الرموز لا يعرف سوى قوانينه الخاصة المميزة) .  فخلط بين رمزية اللغة وبين رمزية المعنى الذي تعتمده الدراسات الغنوصية (الباطنية) وهو موضوع آخر تماماً لا علاقة له برمزية اللغة وعلم الالسنيات !!! 
اذن نقول وبكل ثقة ان احمد القبانجي في محاضرته عن الالسنيات لم يتناول اي موضوع يخص الالسنيات الحديثة !؟ 
 
 
محاضرة التفسير الوجداني:
في محاضرته حول ما اطلق عليه اسم "التفسير الوجداني" يضرب احمد القبانجي بعلمي الهيرمنيوطيقا والالسنيات عرض الحائط ـ مع اننا عرفنا مما سبق انه لم يفهمها اصلاً ـ ويؤسس في التفسير الوجداني لمفاهيم باطنية ناقلاً المتلقي (المستمع او القاريء) الى عالم التفاسير الغنوصية المسيحية والفرق الباطنية الاسلامية البائدة ! 
 
التفسير الوجداني تفسير سفسطائي:
يقول غادامير: (يتجلى محور الهيرمينوطيقا القديمة في مشكل التأويل الرمزي والذي هو تأويل قديم جداً. فالمعنى الباطني أو "الهيبونويا" Hyponoia هو لفظ قديم كان يدل على المعنى الرمزي. اذاستعمل هذا التأويل في زمن السوفسطائية وهو ما يؤكده ج. تات وما تثبته مخطوطات البردي الحديثة) .  فالهيرمنيوطيقا التي يفهمها احمد القبانجي هي الهيرمنيوطيقا القديمة التي كانت في زمن السفسطة (السوفسطائيين) حيث انها تتناول المعنى الباطني والرمزي للالفاظ والنصوص وهو المنهج الذي نراه جلياً في محاضرة (التفسير الوجداني) لأحمد القبانجي ! ففي محاضرته هذه يقول حول قوله تعالى: (( ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها )) يقول: (يمكن ان تفسر بأسلوب آخر اكثر جمالاً واكثر مقبولية فالعرفاء يقولون هذه الآية صحيحة وبما ان الله هم ملك الملوك فإذن ينطبق وصف الآية هذه على الله أيضاً ، فملك الملوك إذا دخل قرية افسدها فأي قرية هذه التي يمكن ان يقصدها الله ؟؟؟؟ القرية في نظر العرفاء في هذه الحالة هو (قلب الانسان) ، (وأهل القرية يقصد بهم (أهل القلب) وهو الأنا ، هذه (الأنا) عادة شيطانية ودائما نراها تقول انا الاجمل انا الافضل ، انا ومن بعدي الطوفان ، فإذا دخل الله (ملك الملوك) قلب المؤمن (القرية) تصبح هذه الانا ذليلة وتختفي جميع الشياطين ، وهذا معنى جميل للآية ، النبي اعطانا كتاب وأضفى فيه جماليات عديدة وعلينا إحياء تلك الجماليات ، علينا ان نقرأ القرآن كنص فني ، ابداع فني ، نلاحظ اليوم الكثير من المثقفين يأخذون مواقف معادية للقرآن لأن الفقهاء لم يأتوا بتجديد لهذا النص)! وكلامه هذا يكشف عن اثارات مهمة منها:
ـ يجعل من العرفاء مرجعاً لتأييد صحة آيات القرآن الكريم مع انهم ليس عندهم خصوصية تؤهلهم لهذه المرجعية فالقرآن الكريم كتاب معجز وهو يدل على صحة نفسه بنفسه. اذن القرآن الكريم صحيح قطعاً ولا يحتاج لرأي العرفاء للشهادة بصحته.
ـ يقبل وصف الله سبحانه بانه ملك الملوك ولكنه في محاضرة (نقد الاعجاز القرآني) ومحاضرات اخرى ايضاً حينما يتحدث عن العرش يرفض ان يوصف الله سبحانه بانه له عرش كعرش الملوك  ، ويقول تلك صفات بشرية لا يجوز وصف الله بها !؟ اذن لماذا يقبل هنا ان يصف الله بوصف بشري وهو"ملك الملوك" !! طبعا المسلمون لا يقولون بان لله عرشاً كعرش الملوك انما يعطون للعرش معاني اخرى كالعلم وغيرها. فتناقض احمد القبانجي في هذه النقطة واضح.
ـ الآية الكريمة وردت في سورة النمل على لسان ملكة سبأ وهي آية واضحة الدلالة ولا تحتاج لتفسير باطني ليشرحها ، فقد كانت ملكة سبأ تنذر قومها من ان من عادة الملوك اذا غزو ممالك او قرى اخرى فانهم يفسدون تلك القرى والممالك ويتلفونها ويسبون اهلها وكانت تريد بذلك نصح قومها لمسالمة النبي سليمان (عليه السلام) وتجنب دخول الحرب معه. فاحمد القبانجي عمد الى آية واضحة الدلالة ففسرها تفسيراً باطنياً !!
ـ اقتراف احمد القبانجي للتفسير الباطني لقرآن يماثل تفسير الفرق الباطنية القديمة المنقرضة للقرآن الكريم حينما تعطي لبعض معاني الآيات معاني اخرى ليس عليها دليل انما هي اهواء تتبع.
ـ في محاضرته نفسها انتقد بعض الروايات عند الشيعة التي تعطي لبعض الآيات القرآنية تفسيراً باطنياً (وهي روايات غير معتبرة عندهم) ولكنه نفسه يعود بعد قليل ليفسر الاية آنفة الذكر تفسيراً باطنياً ايضاً !!؟ فتناقضاته واضحة ...
ـ يزعم ان التفسير الوجداني الباطني تفسير جمالي ! وقضية الجمال هذه نسبية ، وكما يقال كن جميلاً ترى الوجود جميلا ، فلا يمكن ان يزعم احد ان التفسير الاسلامي لآيات القرآن الكريم خالٍ من الجمال بل هو في القمة منه في جميع آيات القرآن الكريم. انظر لنفس الآية الكريمة كيف تعكس جمال عقل المرأة التي تفهم في السياسة وسيرة الملوك وما يمكن ان يقترفوه من دمار على القرى التي يستولون عليها ، فتتمكن من تجنيب شعبها ويلات عظيمة ، فقالت لهم: (( ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها )) ، فهل تفسيره اكثر جمالية ام التفسير الاسلامي الجمالي الرائع الذي يعطي للمراة مكانة عالية في الوسط الانساني.
ـ يعترف احمد القبانجي في في تفسيره الوجداني الباطني بوجود الشياطين فيقول ان دخول الله الى القلب يفسد وجود الشياطين في القلب !! يقول انها اناة شيطانية و(هذه الشياطين تختفي في قلبك) بينما هو يقول في محاضرته حول الالسنيات ان ما لا يراه الانسان له وجود ذهني فقط وليس وجود حقيقي .. كما بيناه آنفاً .. وفي محاضرات اخرى يرفض وجود جبريل (عليه السلام) وكذلك الشياطين لأنه لا يراهم ! وهذه تناقضات فكرية عميقة عنده.
ـ ان تفسيره يخالف سياق الايات الكريمة في قصة الهدهد وملكة سبأ فهل من المعقول ان ملكة سبأ تتحدث مع قومها في شأن سياسي وتهديد النبي سليمان (عليه السلام) ملك مملكة اسرائيل لهم بغزوهم فتقول لهم اطردوا الانا من قلوبكم !! ان هذا التفسير الوجداني فيه استخفاف بعقل المرأة كما هو واضح.
ـ هو يفسر الآيات تفسيراً باطنياً ثم ينكر ان يكون تفسيره باطنياً ... استخفافاً بعقول مستمعيه !!
الخاتمة:
بينا في بحثنا هذا جانباً مهما من فكر احمد القبانجي البعيد عن المنهج العلمي والمليء بالتناقضات.
ان المدنية والحداثة يمكن ان تتحقق على اسس علمية سليمة ورصينة في حياتنا وبدون ان تتعارض مع الدين والقيم والاخلاق. فليس ملزماً من اجل التطور والتمدن والحداثة ان يتخلى الانسان عن عقيدته واخلاقه ودينه ومبادئه السامية ثم يعتنق افكاراً فوضوية متناقضة كما يفعل احمد القبانجي والذي نجده بعد ان يروج لأفكاره بين الناس يعود ليقول لهم انه ليس عنده دليل على صحة كلامه !!!
قال الله سبحانه وتعالى: ((قَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)). صدق الله العلي العظيم
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/21



كتابة تعليق لموضوع : نقد محاضرات احمد القبانجي حول الهيرمنيوطيقا والالسنيات والتفسير الوجداني – ج4
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net