ملاحظات في الاستفتاء
محمد صادق الهاشمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد صادق الهاشمي

الاستفتاء على الانفصال قد تم سواء كان شرعيا ام لا . وسواء كان بالترغيب ام الترهيب , فالذي يهمنا الان ونرجوه من الكتاب والباحثيين والإعلاميين والاحزاب والحكومات في العراق والاقليم، ان يتابعوا الاعلام الكردي والتصريحات، والمواقف التي تصدر من مركز القرار في حكومة الاقليم لنرى اي خطوات لاحقة سوف تتخذ واي خطاب يقال , وفي هذا الصدد تابعنا الموقف بدقة ووجدنا كمراقبين
من المهم، على الحكومة العراقية والاحزاب ان تتخذ اجراءات حاسمة تفرض على مسعود ان يتراجع ويلغي الاستفتاء فورا , وخلافه ينال الجزاء القانوني اقتصاديا وامنيا وعسكريا وادرايا , ولكن للاسف ان موقف الحكومة الان بدل المطالبة ب(الغاء الاستفتاء) فانها اكتفت ب(الطعن بشرعيته)، مع برود وتوسل وترقب بان لايرتب مسعود الاثر .
كيف لايرتب مسعود الاثر والحكومة العراقية تمارس موقفا مسترخيا, ولم تتخذ اي اجراء رادع في الوقت الذي نجدها تمتلك عشرات السبل لرفعه،
منها الاقتصادية، وايقاف عمل الشركات الكردية، وغلق المصارف الخاصة بهم.
ومنها التهديد بالطرد للموظفين الكرد وقطع الوقود عن المدن التي صوتت والطاقة، كل هذا يمكن ويؤتي أكله، و من دون الحاجة الى الموقف العسكري
وكيف لايرتب مسعود الاثر ومن الان اخذ النفاق الامريكي يرتب الاثر: فان بيانا صدر عن الخارجية الامريكية(هيذرنوبرت) يرفض قرار الحكومة العراقية بغلق المنافذ الجوية لاقليم كردستان ويشير الى :ان عدد الكرد المشاركين في الاستفتاء كان كبيراجدا.
وهذا امر لايخلوا من اشارات مهمة من قبل الخارجية الامريكية في العرف السياسي وفي اللغة الدبلوماسية ,فإنه ترويج الى قبول الامر الواقع واعتبار ما حصل في الاستفتاء راي امة وان العدد الكثير هو مصدر الشرعية لهذا الاستفتاء, وليس الدستور العراقي والدليل قولها ((ان الاستفتاء لقي رواجا في كردستان , وعلينا ان نبحث لماذا هذا الاقبال من شعب كردستان ))، واللافت انها جعلت العدد معيار الشرعية وعلى الحكومة العراقية ان تحترم هذا المعيار وايضا لاول مرة تستعمل الخارجية الامريكية مفردة (شعب كردستان )
كيف لايرتب مسعود الاثر وهو يسمع من الجامعة العربية بيان خجول يعرب فيه ابو (الغائط) وليس ابو الغيط فقط (( عن اسفه )) فهل الاسف الذي ابدته الامة العربية على فلسطين ردع اسرائيل فلسطين ؟ حتى يردع اسرائيل كردستان، من تمزيق العراق واقامة دولتها في راسه الشامخ .
كيف يرتب مسعود الاثر، وهو في رسالته التي وجهها الى الحكومة يدعوهم الى الحوار على موضوع ترسيم الحدود، وان يكونوا جارية متسالمين ,وبنفس اليوم يصرح عضو مايسمى بالمجلس الاعلى للاستفتاء باقليم كردستان، : ان المجلس انهى مهامه بعد اجراء الاستفتاء وسوف يتم تغيير الاسم الى ( المجلس الاعلى للدولة الكرية).
المهم ان كل مراقب يجد ثمة اصطلاحات وكلمات وخطوات جديدة تدخل القاموس الكردي السياسي وتشكل بمجملها خطاب ما (بعد الاستفتاء)، الذي يريد منه التطبيع للعقل العراقي السياسي والشعبي لقبول هذا الواقع خصوصا مع ضعف ردة الفعل على المستوى السياسي والحكومي وحتى النخبوي والحوزوي ,لذا ينبغي على السياسيين اتخاذ الموقف الجدي وان يوم غدا يعد متاخرا في اعلان الموقف الرادع؛ لاشعار الاخر ان هناك دولة وقرار وعلم وشعب ومرجعية ولايمكنه تجاوزه بحال , وان لم تقولوا كلمتكم الان فان تدويلا سوف يبداء لموضوع مايسمى ب(الدولة الكردية) فيدخل مطابخ ويخرج من اخرى ,(وصاعد نازل جيب الليف ودي الليف متحس الا دولة اسرائيل البرزانية امر واقع ) كما يقول احد المدونين.
وكانما اللوبي الصهيوني قال لمسعود: لاعليك الا ان تجري الاستفتاء والباقي نحن نتولاه ونجعله من ثوابتنا ونحركه وفق طريقتنا، ولا عجالة عندنا فان الفاصل الزمني بين وعد بلفور عام 1917 وانجاز مشروع اسرائيل الخبيث بلغ ثلاث عقود ,وقيل ثلاث مئة سنة بملاحظة المخططات التي كانت قبل الوعد ,ولا تنسوا مقولة مسرور برزاني المفكر الامني الواعد لدولة ابيه (ان الثغرات في تركيبة المجتمع العراقي والعملية السياسية تمهد لاقامة دولة كردية ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat