صفحة الكاتب : زاهد الخليفة

رجلٌ ولد عندما مات !
زاهد الخليفة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بداية كل سنة هجرية يستذكر المسلمون عموماً والشيعة خصوصاً 

واقعة الطف الأليمة هذهِ المجزرة التي وقعت

 على يد بني أمية استشهد فيها حفيد النبي محمد (ص)

 ابن الامام علي (ع) الحسين واهل بيته واصحابه في كربلاء العراق سنة (٦٢هـ).

 في هذهِ السنة تعاد الكثير

 من الشعارات واشكال التعزية بصورة دورية تكادُ تكون متشابه في محتواها ومضامينها

 في مختلف البِقَاع 

التي يتواجد فيها الشيعة معزّينَ أنفسهم من خلال البكاء ولطم الصدور وغيرها 

من طرق الاحتفال التأبيني متمثّلة بزيارة الضريح مشياً 

على الأقدام مطعمين النذور تقرباً لله في حبِ الامام باكينَ صارخين

 : ياليتنا كُنا مَعكُم فنفوز فوزاً عظيما. وكأنهم لايستطيعون اللحاق بهِ !

 نعم الحسين مات ظاهراً ولكنه لم يمت معنوياً .

فعندما تقول كلمة ( معكم ) يتبادر للمتلقي إن القصد منها مكاني وزماني

 ساعتئذ ، وهذا معنى صحيح لكنّهُ مستحيل 

، ويمكن أن يكون القصد معنوي ، وهذا هو المراد.

حيث ما يهم هو الجانب المعنوي في كينونة الخلود الحسيني

 التي تجسدت من خلال

 رسالتهِ الإنسانية في الوقوف بوجه الظالم رغم قلة الناصر

وضعف الامكانات المادية وبذل النفس في

 سبيل ترك تلك البصمة الأبدية في مسار الحياة على مرّ

 الأجيال باقية مابقي الليل والنهار،

 تلخصت بمقولتهِ : آلا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين

 أثنين بين السلّةِ والذلة ، وهيهات منّا الذلة يأبى الله ورسولهِ والمؤمنين 

على أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. 

فكانَ كما قال . فالأرض لم تخلو يوماً من الظالمين . وَنَحْن في العراق 

كشعب بمختلف الأديان والطوائف

 مسّنا الضرّ ولا يزال من جَور السلاطين كما قال الشاعر مظفرالنواب:

إننا في زمانٍ يزيدٍ

كثير الفروعِ

وفي كل فرعٍ لدينا كربلاء !

فمن أرادَ أن يكون مع الحسين فليكُن قطرةُ ماءٍ في صحراءِ العقول 

، كِسرةُ خبزٍ في بطن جائع ، ابتسامة في وجهِ يتيم وطلقة في جبهة الظالم .

ان نكون مع الحسين يعني ان نتكاتف روحاً وفكراً بكل مايحمل جوهر الاسلام

 من معاني إنسانية ، أن نتسامى ونرتقي بالحب ،

 أن نجود بأنفسنا لكي تعيش الأجيال القادمة بسلام . 

رأسُ الحسين مازال مرفوعاً حتى بعد موته وإن كانت برمح ، فأصبح منارة

 يهتدي بها الضالون وعين تنظر لكل مظلوم .

 فالحسين يقاتل لليوم مع كل من ينصر المظلومين وينطق بلسان كل من يقول

 كلمة حق عند سلطان جائر بما تركهُ من مبدأ

 ، فهو ولد حيثُ قتل . خلّدهُ التاريخ عندما خط أسمه بالدم فجعلهُ عنواناً

 لكل من يسأل عن معنى الثورة ، فأصبح من المستحيل نسيانهُ 

او محوه كقول الشّاعر النواب :

تأبى الذوائبُ مذ ثبتتها الدماءُ 

على غرةٍ أن تزيحَ 

ومن ثبتتهُ الدماءُ محــــالٌ يزيحُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهد الخليفة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/23



كتابة تعليق لموضوع : رجلٌ ولد عندما مات !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net