أَلْأَزْمَةُ تَشَارُكِيَّة لَنْ يَفْلِتَ أَحَدٌ مِنْهَا!
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

أَلِف؛ إِنَّ كلَّ المشاكل التي مرَّ بِها الْعِراقِ منذُ التَّغيير في التَّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن مسؤوليَّتها تشارُكيَّة يتحمَّلها كلُّ الأَطراف السِّياسيَّة خاصَّةً القادة الأَساسيِّين للمكوِّنات الرئيسيَّة الثَّلاثة ولذلكَ لن نسمحَ لأَحدٍ منهم الهرب من المسؤوليَّة بالقفزِ في الهواء أَو الهروب إِلى الأَمام بمشاريعَ مأزومة أَو رمي كلَّ المسؤوليَّة على طرفٍ وتبرِئة الذَّات منها!.
هذهِ المشاكل هي نَتاج سياسات خاطِئة تراكمت على مرِّ السِّنين شارك الجميع في خلقِها وتبنِّيها! وعليهم اليوم جميعاً أَن يتحمَّلوا المسؤوليَّة ويُصارحوا جماهيرهُم بها وخاصّةً الحزبيَّة منها! ثمَّ عموم الشَّعب العراقي!.
وبرأيي فانَّ كلَّ ما يتحدَّث عنهُ بعض قادة الكُرد من مشاكل بين الإقليم والعاصمةِ بغداد يتحمَّلون هُم أَنفسهُم نصيبهُم من المسؤوليَّة! فلا أَحدَ بريءٌ ممَّا حصلَ ويحصل اليوم!.
باء؛ مَن كانَ يتصوَّر أَنَّ الاستفتاء حلٌّ لمشكلةٍ إِتَّضح لَهُ جليّاً بأَنَّهُ هو نَفْسهُ مُشكلة! فلقد أَثار المشروع مشاكلَ عويصة داخل المكوِّن الكُردي فضلاً عن المشاكل التي أَثارها بين المكوِّنات المُختلفة ناهيكَ عن المشاكل التي سيُثيرها لاحقاً مع الدُّوَل الاقليميَّة وكذلك مع المُجتمع الدَّولي!.
جيم؛ إِنَّ القانون الذي شرَّعهُ اليوم مجلس النُّوَّاب والذي رفضَ فيه الاستفتاء هو تعبيرّ عن المسؤوليَّة الدستوريَّة التي يتحمَّلها نوَّاب الشَّعب إِزاء وحدة الْعِراقِ وحمايتهِ من عبث العابثين! ويضحكُ على ذقنهِ مَن يقولُ أَنَّ ذلك ليس من مهامِّ مجلس النُّوَّاب وهو السُّلطة التشريعيَّة العُليا في البلاد!.
وسيُعضد القانون عاجلاً بقرارِ المحكمة الدستوريَّة العُليا التي ستعتبر أَنَّ الاستفتاء ينتهك دستور البِلاد!.
بقي أَن تتحمَّل السُّلطة التنفيذيَّة [التي تتشكَّل دستوريّاً من رئاسة الجمهوريَّة ومجلس الوزراء] كامل مسؤوليَّاتها وواجباتها الدستوريَّة في تنفيذ التَّشريع النِّيابي للحفاظ على وحدة الْعِراقِ وحمايتهِ من المشاكل العويصة التي ستواجههُ بسببِ الاستفتاء!.
دال؛ على جميع القادة والسياسيِّين سَواء في العاصمةِ بغداد أَو في الإقليم تغليب المصلحة الوطنيَّة العُليا على المصالح الحزبيَّة والعشائريَّة الضَّيِّقة وذلك من خلال الدَّفع باتِّجاه الحِوار والتَّهدئة والابتعاد عن لغةِ التَّهديد والسِّلاح والتَّلويح باستخدام القوَّة! وأَنا شخصيّاً إِستغربتُ من لغة التَّهديد والوعيد التي استخدمها رئيس الإقليم المُنتهية ولايتهُ الدُّستوريَّة خلال حديثهِ للـ (بي بي سي) فمثلهُ الذي جرَّب القوَّة والعُنف سواء لَهُ [الاقتتال الكُردي الكُردي في ثمانينيَّات القرن الماضي تحديداً ولقد كنتُ شخصيّاً شاهداً عليهِ] أَو عليهِ [إِستخدام نِظامُ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين والحكومات المُتعاقبة للقوَّة المُفرطة ضدَّ الكُرد وتحديداً ضدَّ أُسرة البارزاني والتي ترقى إِلى جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الانسانيَّة وجرائمَ إِبادةٍ جماعيَّةٍ] لا ينبغي أَن يلجأَ إِلى لغة التَّهديد أَبداً!.
هاء؛ ينبغي على كلِّ الأَطراف التَّعاهد والتَّعاقد والتَّعاون من أجلِ تنفيذِ قانون مجلس النُّوّاب فذلكَ أَسلم للجميعِ من أَجْلِ حماية المُنجز وحماية الدِّيمقراطيَّة!.
لقد صبر السَّيِّد مسعود البارزاني [٣٥] عاماً على النِّظام البوليسي الدِّيكتاتوري الشُّمولي البائد! فلماذا يضيقُ ذرعاً بالنِّظام الدِّيمقراطي الدُّستوري البرلماني الفيدرالي الحالي الذي هو جزءٌ لا يتجزَّء مِنْهُ مهما كانت الذَّرائع؟!.
إِنَّ أَخشى ما أَخشاه أَنا هو أَنَّهُ يُترجم بالاستفتاء الرَّسائل أَلخطأ التي يستلمها في الوقت الخطأ والتي تشجِّعهُ على الذِّهاب إِلى خطِّ النِّهاية على الرَّغمِ من الاجماع الوطني والاقليمي والدَّولي الرَّافض لذلك! ومعَ إِنقسام الشَّارع الكُردي كذلك!.
أَتمنَّى عليهِ أَن يُغلِّب لُغة التعقُّل ليحمي المُنجز الكبير الذي حقَّقهُ شعبنا في كُردستان وإِلّا فالنَّدمُ لا ينفع بَعْدَ فواتِ الأَوان!.
١٢ أَيلول ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat