صفحة الكاتب : امجد العسكري

النقطة صفر، ولقاء العشاق! 
امجد العسكري

 بينما كنت اقرأ رواية " مرايا الضرير" التي كتبها الاستاذ الجامعي والروائي "واسيني الاعرج" والمولود في شمال غرب الجزائر، وقع بصريعلى مكان اسماه الكاتب "النقطة صفر" ووصف الراوي هذا المكان قائلا: ان "آدم" الذي طرد من الجنة قد سقط في هذا الجزء من الصحراء،واسماه النقطة صفر لان "ادم" عليه السلام قد انطلق من هذا المكان بحثا عن حواء التي سقطت في الرابع الخالي، صرت ابحث عن ماهية هذاالمكان، فالبعض وصفه كمكان تتمركز فيه الطاقة الكونية على وجه الكرة الارضية، والبعض كتب عنه بانه موقع قديم قدمِ العالم، ومكان شبهمقدس، وهو في طلاق دائم مع الحياة، في صحراء حدود عدة دول. 

في الوقت الذي كنت فيه اتمتم بكلمات الرواية، دق ناقوس الذكريات، ورسم قلم مخيلتي صورة مقارنة خيالية قارنت فيها بين الابن واباه، فالابراح يبحث عن حواء والاخر راح يبحث عن حبيبته الشهادة.

ذلك الاسمر البدوي، فاتح البشرة، بعينان اختلط فيهما بؤبؤ العين بمائها فكانتا اشبه بحبة زيتون سوداء قد سقطت في اناء من شراب الرمان، يدانقد محيت بصمات الاصابع فيها، وشق نهر الفرات طريقه في راحتيها، فبانت سنين يوسف وعجاف الايام عليهما، شفتاه المتيبستان وقد غطاهماشاربه كأنه عيدان سنبل لم يحن موسم حصادها.

من بين الاخلاء والاصحاب ومن بين الوالد والمولود، انسحب كظل هارب من شمس صفراء ومعدنية تخترق غيوما كثيفة وثقيلة، بداخل ذلكالقلب يقطن الموت بجوار الحياة، سار وذرات الغبار تلتصق بنعليه كأنها تحاول منعه من الذهاب، انطلق وصورة آدم تتجلى فيه، فحبيبته قدسقطت في مكان مجهول، 

قد علم مالم يعلمه العلماء، وابصر مالم يبصره المستبصرون. من لا يفهم مدى امتلاء التاريخ باحداث العنف والقسوة والحيلة وكم هو عبثي، فلنيستطيع ان يفهم ان الامر يعود اليه، الى اندفاعته الذاتية في ان يمنح معنىً للتاريخ. 

هناك بين اشجار الحدباء ومآذن الموصل، في القرى المتناثرة البيوت كان يسمع صوت حبيبته،  كان يراها بين طفلا مذبوح وشرفاً مغتصب،بين  مياه النهر التي اختلطت بدماء الشهداء، راى حبيبته الشهادة وقد اعدت عدة الزفاف فرافقها بسراج النصر، كان المهر رصاصة تخترق قلبه،او انفجار يقطع اشلائه، يامن بقربك مر الحياة يطيبُ، طابت نفسه واعتزل اهله بجوار خالقه، فليلة زفافه قد دقت اجراسها وانحنى عيسى المسيحتقديرا، مباركا لشجاعته. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/09



كتابة تعليق لموضوع : النقطة صفر، ولقاء العشاق! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net