صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

عصر متجدد وعقل متجمد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحياة تيار دافق , والدنيا تتغير , وما فوق التراب يتبدل , والأرض تدور ,  وإختلاف الليل والنهار لآيات لقوم يعقلون.

والأجيال تتوالد والعادات وأساليب الحياة تتوافد , وما عاشه الآباء لا يعيشه الأبناء, فذلك يعارض السنن البقائية والإرادات الإرتقائية.

وكل من عليها فان , وكل مَن عليها يحمل طاقة وقدرة وفكرة ومهارات كامنة للتعبير عما فيه.

والبشر يدرك حقيقة التفاعل المتجدد , وترافد الأجيال وتدافعها وتسابقها وجهدها في صناعة الحياة التي تتطور وتتقدم ولا تثبت على حال.

فالدنيا في الربع الأول من القرن العشرين غيرها في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.

والدنيا قبل ألف عام لا تمت بصلة قوية إلى دنيا العصر من حيث الرؤى والتصورات , والأفكار ولآليات التفكير ودرجات التحرر والتعارف والتواصلات التي نمارسها اليوم.

ومجتمعات الدنيا تدرك ذلك وتتواكب معه , إلا المجتمعات العربية التي فيها نسبة كبيرة من الناس التي تجمدت عقولها , وتعفنت أفكارها واستنقعت رؤاها وتصوراتها , فهي لا تزال تعيش بعقول الأموات وهي تمشي فوق التراب , فهم الأموات , والأموات المتماهون معهم هم الأحياء , ولكن في غير زمانهم , كأصحاب الكهف الذين ظهروا بعد قرون من الإنقطاع وإذا بهم لا يصلحون للحياة في الزمن الذي إستيقظوا فيه.

تلك حقائق دامغة ومؤلمة تعصف في  الواقع العربي وتساهم بإذكاء الصراعات المهينة المخزية , التي يتضرر منها وبها الجميع وبلا إستثناء , وتتخرب البلاد وتزداد الناس فقرا وعناء ومرارة وحرمانا وقهرا.

وبسببها صار أدعياء الدين هم الفائزون , لأنهم يصبون في الرؤوس الجامدة ما يحلو لهم من جراثيم الرؤى , ومكروبات الأمراض الخطيرة التي تتفوق بوبائيتها على الطاعون , فتفتك بالخلق المساكين أو الخانعين لإرادة تجار الدين!!

وكأن الدين يلد ألف دينٍ ودين!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/08



كتابة تعليق لموضوع : عصر متجدد وعقل متجمد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net