صفحة الكاتب : محمد صالح الزيادي

نداء الى القادة والزعماء.
محمد صالح الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحياة مليئة بالحكم، والتأريخ محمل بالعبر، والايام عبارة عن دروس.

كثير من بلدان العالم مرت بأزمات قاسية، وظروف صعبة مدمرة، وحروبطاحنة، أريقت فيها الدماء، وأستُهلكت فيها الاموال، فضعفت الدول وتراجعتللوراء.

أغلب هذه الدول، لم تستسلم للواقع المرير التي مرت به.. فأخذت تستنهضالهمم، وتتكاتف الايادي، وتجمع القوى، وتطرح الحلول المناسبة، وتخلقمبادرات لحل الازمات، بما يتلائم مع طبيعة ما مروا به، معتمدين على النخبوالكفاءات، والطاقات الشابة، للنهوض بالبلد وتجاوز الخلافات، والحفاظ على مابقيَّ لديهم، من أرواح وخيرات وطاقات، وأستخدامها للبناء والتطور، بالشكلالأمثل والأنجح للبلد.

العراق مر بكثير من الأزمات التي عصفت به، وسالت فيه الكثير من الدماءالغالية، وضُيعت فيه الاموال النفيسة، وتراجع للوراء كثيراً، نتيجة للسياساتالفاشلة للحكام السابقين.. فجاء الوقت لأخذ العبر من الماضي، والأستفادة منتجارب الدول الاخرى، والألتفات لما هو أنفع للوطن، لبناءه وتجاوز أزماته،والعض على الجراح، فكفى اللجوء للعنف، وخلق الفتن، والوقوع في صراعاتاخرى وخلافات لا فائدة منها.

فالنراجع حساباتنا، ولنغيير من سياساتنا، ولننتهج نهج عقلائي منطقي وطني، فيالتعامل مع الاخر، بما هو أنسب وأنفع للوطن، فالنتصالح فيما بيننا من أجلالوطن الجريح، ولنتعاهد مع بعضنا، بعهود ومواثيق شرف، معطين الفرصةللقادة الحكماء، والرموز الوطنية العقلاء، ليرسموا لنا طريقاً سوياً معتدلاً، مبنيعلى الثقة المتبادلة بين الأطراف، متجاوزين الخلافات الماضية، ناظرين الىمستقبل الوطن، جاعليه أهم شيء عندنا، مخلصين في أدائنا، مطمئنين أحدناالآخر، بأننا صادقين في العهود، متنازلين عن مطالبنا الضيقة الغير واقعيةالحدوث، مستخدمين لغة الحوار، والتفاهم مع بعضنا من أجل المصلحة العامة.

آملين أن يجلس الحكماء والقادة السياسيين فيما بينهم، عاملين على تسويةتأريخية وطنية كبرى.. لانقاذ البلد من الدمار والتشتت والضياع.

هذه التسوية الوطنية، تكون فيها خارطة طريق للبناء والنهوض، وقاضية علىالأزمات، محلحلة للصراعات، مستردة للحقوق الضائعة، حافظة للدماء منالإراقة، والأموال من الهدر، موحدة للجهود الوطنية، لحفظ هيبة الدولة، محافظةعلى أرض وسماء وماء الوطن، موحداً قوياً متقدماً،

موفرة للمواطن الخدمة والراحة.

هذا الكلام.. موجه للقادة السياسيين، وزعماء الأحزاب.. الذين هم المسؤولون عنإستقرار وبناء ونهوض هذا البلد الغالي،

كون بيدهم زمام الأمور، وأدوات القيادة والسلطة، والمسؤولية تقع على عاتقهماولاً واخيراً.

وهذه هي الفرصة الأخيرة لهم، أما أن ينجحوا ويتوحدوا،  ويخدموا الوطنوالمواطن، ويكونوا قادة حقيقيين ووطنيين، ويستردوا ثقة الشعب بهم ، أو يفشلواويتفرقوا، بتفضيلهم مصالحهم الحزبية الضيقة، تاركين مصلحة الوطن والناس،بالتالي سينالهم غضب الشارع، وينبذوا من قبل الجمهور، ويثور عليهم، وتلحقهماللعنة الى أبد التأريخ.

فالشعب وصل الى حده الأقصى، من الصبر عليهم، وهذا هو الأنذار الأخير لهم،وإلا تذهب الأمور الى مالا يحمد عقباه، وتسوء الأحوال، ويصبح الشعب عدوٌلهم..

حينها لا ينفع الندم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صالح الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/31



كتابة تعليق لموضوع : نداء الى القادة والزعماء.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net