صفحة الكاتب : عبد الحمزة سلمان النبهاني

توابيت الصمت .. لنا العزم ننتفض منها؟
عبد الحمزة سلمان النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نتصارع مع الزمن المصحوب بالعواصف المرعبة, والرياح القوية بكل الفصول, ونحن ننحني عنها بصمت, كأننا نغلق علينا توابيت, ونصمت أمام الأفكار المحيطة بنا, فيحملنا الصراع السياسي إلى حيث هم يتجهون بنا, كجنازة بنعشها, الذي يشمئز منها ليعود فارغا بأقل وقت ممكن, للمكان المخصص له, ينتظر أمر الباري, ليصطحب جثمان آخر, يملئ جوفه صامتا مستسلما, رغم الأصوات المدوية, والعويل الذي يحيط به, وتلامسه الأيدي لكنه بعيد عنها لا يستجيب, بمسافات يقدرها صاحب الجلالة والقدرة .

أجساد صامتة, أموات أحياء, تعمها الروح, وسلب منها التفكير والإرادة, ليس هم أصحاب القرار, أجساد فقط كجذوع الأشجار, تميل مع العواصف حيثما تتجه, تسلب منها ثمارها, وتنتزع أوراقها, وتنحني الأغصان مرغمة, وقد تتهشم بشدة العزم المتسلط عليها, ثم تتطاير رمادا مع هبوب الرياح الشديدة, بعد أن تحمل حطبا, وتحرق بنار الفتن والنميمة, يدفئ منها نفرا قليلا, ورمادها يضر الكثير, كشعبنا الفقير .

كيف أصفه ضرير هو أم بصير؟ تحنطه غمامة الصمت, التي نسجوها بأفكار عكفوا عليها سنين للتحضير, أشتقت من دراسة مستشرقين وتنظير, بتعبير حديث, هل عقولنا أصابها التهكير ؟ .

يعدون عدتهم, ويعكف مرتزقتهم للتفكير, وإعداد برامج جديدة, من الذي يستحوذ على العدد الأكبر, ويكسب ميل الجماهير إليه؟ من هو الذي يتصدرهم؟ قد يصفني البعض مجنونا, يتخبط بين الكلمات, ويتعثر بالأسطر, أو كغريق وسط بحر كبير من الهواجس, يبحث عن شيء كي يعلق, أحذر من مرحلة قادمة, تدفعنا لشفا الهاوية, التي شاء الباري أن ينقذنا منها, هل ننتفض من صمتنا, ونحرق نسيج الغمامة, التي عتمت علينا بالسنين الماضية, ونتجه نحو مستقبل جديد, ستجيبنا صناديق الإقتراع, التي ترتعد عتبا علينا, لما نفعل بأنفسنا, ونولول ندما بينها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحمزة سلمان النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/20



كتابة تعليق لموضوع : توابيت الصمت .. لنا العزم ننتفض منها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net