النجف الاشرف/ احمد محمود شنان
ضمن الملتقيات الأسبوعية الثقافية استضافت الهيئة الثقافية العليا لمكتب السيد الشهيد الصدر في النجف الاشرف الباحث التاريخي الأستاذ الباحث حسين جويد الكندي ليقدم بحثاً عن أسلوب البحث الفلسفي للسيد الشهيد الصدر في كتابة مؤلفاته و بحوثه واستدلالاته الفقهية .
الكندي وصف الصدر بأنه أول من استخدم القواعد العامة والأدلة الاجتهادية في استنطاق الرواية أو الخبر التاريخي بين المؤرخين وكان أكثرهم جدية في التاريخ المعاصر باعتبار إدخال الأدلة الاجتهادية في استقراء الرواية أو الخبر وبهذا المسلك لم يسبقه احد لا من المتقدمين ولا من المتأخرين فكان هذا الاعتبار هو المائز الحقيقي في فلسفة التاريخ أو كما عبر عنه هو رضوان الله تعالى عليه "القواعد العامة في استنطاق الرواية التاريخية أو الخبر التاريخي".
الكندي أضاف أن الذي دعا السيد الشهيد الصدر إلى اعتماد هذا المعيار كان متأتياً من عدة أسباب من بينها أن اغلب صفحات التاريخ الإسلامي كانت قد خطت بمداد كتاب السلطان وهذا بالتأكيد لا يخلو من دس وتزييف للحقائق فضلاً عن انهماك المؤرخين الموالين والمتفقين مع خط أهل البيت عليهم السلام بيان ولايتهم وعصمتهم وسلوكهم الاجتماعي وكان التركيز على مواقفهم التاريخية والسياسية التي كانوا يعاصرونها قليلاً باعتبار الاضطهاد الذي كانوا حياتهم والتقييد في حركتهم من قبل السلطة أدى ذلك إلى اتسام مواقفهم بالكثير من السرية والكتمان،وهذا أدى في نهاية المطاف إلى أن يكون التاريخ الوارد لنا عن أهل البيت عليهم السلام مقتضباً ومقتصراً على روايات قليلة مستشهداً بموقف الإمام الهادي عليه السلام تجاه ثورة صاحب الزنج في البصرة وهي رواية واحدة على الرغم من اتساع دائرة المعارضة تجاه الدولة العباسية إثناء تلك الفترة.
الكندي أكد أن هذا الفقر في الروايات إزاء تلك الأحداث التي قادت إلى تحولات اجتماعية أدى إلى أن يكون التاريخ عنهم مقتضباً مما الجأ الشهيد الصدر إلى استخدام الأدلة العقلية في استنطاق الروايات التي تختص بسيرة أهل البيت عليهم السلام ومواقفهم السياسية .
الكندي دعا الباحثين والمؤرخين إلى ضرورة الاهتمام بالشخصيات المعاصرة بحثاً وكتابةً لكي نترك للباحثين من بعدنا إرثاً يتمتع بدقية نقل الأحداث و مصداقيتها لتكون أساساً لبحوث بحق تلك الشخصيات التاريخية المهمة كالسيد الشهيد الصدر الأول والثاني والسيد الخوئي والشيخ الكاشف الغطاء وغيرهم من العلماء الأعلام.
بدوره مدير إدارة مركز الهدى للدراسات التخصصية التابع إلى الهيئة الثقافية لمكتب السيد الشهيد الصدر الدكتور أثير كاظم بين أن الهيئة الثقافية ارتأت أن تعتمد منهاج حديث في ملتقياتها وبرامجها مستهدفةً تارةً الطبقة البسيطة وتارةً أخرى المفكرين والباحثين والعلماء تهدف فيها لتوحيد الصفوف رغم الإمكانيات البسيطة والمتواضعة وبخطوات على مستوى بسيط من المفهومية نتناول فيها مجموعة من المواضيع من اجل التمهيد للظهور لمنقذ البشرية ومخلصها من الظلم والجور.