صفحة الكاتب : احمد جابر محمد

بيوتنا الهزيلة ..
احمد جابر محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد نكون ناقمين على الوضع المزري الذي طال مدينتنا ، وقد يزداد في قلوبنا الحزن والبغض، لاننا نعيش في وطن ونحن قوتنا فيه غربة، اطفالٌ اعتادت اجسادها على المرض والبؤس والحرمان، لم يكونوا يفقهوا مما يدور شيئا، ويظنون اننا رحلنا لذات ديار، يتسابقون خلف بيوتنا الهزيلة (خيمات)، فهي لاتقي من برد الشتاء، ولا قيظ الصيف.

تتسابق الايام مع أعمارنا، فلا مواسي لنا سوى الله، هو مولانا الحق، واليه المشتكى، تئن اليه قلوبنا ليلا سرا وفي العلن، لقد طال الانتظار، ولم نجد منقذا لنا من كل ما نحن فيه، مياه اقتربت كثيرا ان تكون شراباً للدواب، وطعام اليوم قسم الى اسبوع، فكيف يكون لنا فرحة او نتذوق الحياة تحت هذا السقف من مرارة العيش.

وجوهنا باتت للناظر كاننا من الصومال، او من الغجر الذين انتبذتهم عشائرهم ولاذوا بمحافظات اخرى  هرباً من الفضيحة والعار، تفترش الارض واجسادنا نفس الرداء، وقد نظم الجسد حرارته ليتناسب مع الفصول، فالغطاء هو ذات الغطاء، والاجساد هي الاجساد،والذي سيفنى هذه الايام، ليس اغلى مما فقدنا معه كرامتنا.

وضع اقل مايقال عنه انه مأساوي، جرد من كلمة حياة، ولابصيص لامل مطلقا، عتمة في عتمة، مرت السنون تلو السنين ولم يتغير شيئا اطلاقا، كل من جاء الينا انهال علينا بوعودٍ كالمطر، التقط صوراً له بأوضاع يظنها بطولية، ليوهم الناس بانه عون المحتاجين والفقراء، ويجذب المشاعر ليس لنا اصحاب البلاء، وانما له لانه يظن في قرارة نفسه انه بطلاً مغواراً، هي مرة شاهدناه بحلاوة لسانه، وغادرنا نحو كرسيه الجديد، متناسيا وفاء الوعود.

نفوس مكسورة، مصير مجهول، تتشابه الايام مع بعضها، قد تختلف قليلا لكن نحو الاسوء، حينما يطرق بابنا المرض، او تهب علينا عواصف العوز، حينها سياكل الغم من اجسادنا واعمارنا الكثير، ولانجد ما نمضي لاجله الا حفنة ذكريات، عن ماض  ٍ جميل، وامنيات تتشابك كالاغصان لتصنع فيئا لاحلامنا كي تستقر وتنام، بقيلولة نحتاج الى صحوتها بعد حين.

يتساقط على جباهنا غيث الصبر، ولانعلم اين  سيكون مصبه ونهايته، متسائلين علنا نجد مناديل التعويض تمسح عنا ذلك العناء، حرمان كالسيوف يقطع الاعناق، لامهرب من ذلك العقاب، ولا عقاب بلا ذنوب، الا عقابنا وضع بلا ميزان، كيف تتساوى الجناة مع الضحايا،زمن العجب العجاب.

احلام وردية ..نتأمل في غد افضل، نعود كبشر الى ديارنا، نعيش كافراد من هذا الوطن،ونطوي حينها هذه الصفحة بسوادها، لنبدأ مع من بقي من احبائنا صفحة اخرى، نحفظ دروس الماضي غيبا، ونمسك ارضنا بكلتا يدينا، فالاخطاء محملةبالعبر والدروس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جابر محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/15



كتابة تعليق لموضوع : بيوتنا الهزيلة ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net