صفحة الكاتب : عبيدة النعيمي

بكالوريا
عبيدة النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان إعلان نتائج البكالوريا للدراسة الإعدادية، مخيباً لآمال كثير من الطلبة، الذين حددوا خيارتهم من الصف الخامس، وباشروا الدراسة من العطلة الصيفية الماضية، إستعداداً للسادس بفروعه العلمية والأدبية، فيما دخل أولياء الأمور في حالة طواريء، لتهيئة مبالغ الدروس الخصوصية، في سباق محموم على حجز مقاعد عند عدد من الأساتذة الذين ارتبطت أسماءهم بالمعدلات العالية، من دون أن يكون لهم الأثر ذاته في مدارسهم الحكومية، فيما إستثمرت النسبة المئوية التي خرجت بها النتائج، من بعض السياسيين، للتسقيط، ومحاولة للعب على الوتر العاطفي، لكسب ود الطلاب، ولاسيما الذين لهم حق الإقتراع في الإنتخابات المقبلة.

لانريد تسييس ما جرى، ولا التباكي على الطالب الذي لم يترك الكتاب المنهجي، أو " الملزمة" إن صح التعبير، ولا الطعن بطبيعة الأسئلة، خصوصاً أن هناك نسبة نجاح، ومعدلات عالية، كما لانخوض بالأحاديث الدائرة عن تلاعب في الدرجات، وحصول بعض الطلبة " من الجنسين نقصد"، على درجات عالية في دروس مؤجلة، كذلك ينبغي أن لانقدم صورة وردية لأجواء الإمتحانات، ونتائجها، فنحن نسعى لتشخيص الحالة، وتحديد الخلل.

بداية، لابد أن نشير الى ظاهرة المدرس الخصوصي، الذي أصبح من أساسيات التعليم في العراق، وأفقد أي مضمون لمجانية التعليم، فضلاً على تحوله الى وسيلة تجارية، لاللتعليم وإنما للتلقين، ويصبح الهدف مرتبطاً بالإمتحان النهائي، وليس بطلب العلم، لذا سرعان ما تتلاشى المعلومة لدى الطالب، وينسى حتى ماكتبه في دفتر الإمتحان.

التداخل، مشكلة أخرى، بين المدرسة، والمدرس الخصوصي، والأخطر من ذلك، عندما يراهن المدرس في المدرسة، على مدرس الطالب الخصوصي في تحقيق نسبة النجاح المطلوبة.

الملازم، أو الملخصات، دخلت المنافسة بشكل كبير، لإستهداف الطالب، وإستنزاف أسرته مادياً، الى جانب التشويش الذهني في المعلومة التي يجري تناولها من ملزمة الى أخرى.

الإمتحان نفسه، بحاجة الى تطوير، سواء بنوع الأسئلة، أو بطبيعة الإختبار، فمن غير المعقول أن نعلق قدرة الطالب الإستيعابية، على سباق المرشحات، والإستقراء المسبق لشكل الأسئلة، تبعاً لسياقات السنوات الماضية، إضافة الى الإجراءات الإحترازية، لمنع تسرب الأسئلة، وملاحقة التقنيات الحديثة للغش، في الوقت الذي يمكن أن نطور طريقة الفحص، ونعيد تشكيل المنظومة التعليمية، بعيداً عن الرتابة، والجمود الذهني، سواء في المنهجية، أو الإمتحان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبيدة النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/09



كتابة تعليق لموضوع : بكالوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net