صفحة الكاتب : عزيز الخيكاني

الكورد الفيليين بين الماضي الاسود وامل المستقبل .
عزيز الخيكاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المتتبع للاحداث التي جرت على عوائل الكورد الفيليين خلال السنوات العجاف للانظمة التي حكمت العراق في السابق وآخرها نظام البعث المقبور يجد حجم المأساة الكبيرة التي يندى لها جبين الانسانية ، والمعيب في الامر كله ، الحديث الخجول عن هذه المأساة وتوثيقها او على اقل تقدير استذكارها لتكون عبرة لحكام الحاضر والمستقبل في العراق الجديد ومحاولة تثبيت هوية هؤلاء الناس الذين عاشوا مأساة لم يتم نسياتها ابدا وخصوصا في فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الذي شهد اعتى واسوأ حملة قادتها اجهزة النظام الصدامي القمعية بتهجير الالاف من الابرياء بحجة بائسة لاتمتلك الدليل على صحتها وهي تبعيتهم الايرانية

 وكأن هؤلاء المساكين الذين شردوا وهُجِروا في عتمة الليل وابعدوا الى الحدود مع ممارسات دنيئة لايمكن وصفها الى بوصف دقيق ومعروف وهو ( سقوط الصفة الانسانية من هؤلاء المرتزقة الذين دربهم صدام واعوانه من اجل تفتيت الهوية العراقية ) هم غير عراقيين ولم يتعايشوا مع اخوتهم في السراء والضراء .
لقد عاش هؤلاء الناس في العراق منذ الاف السنين والوثائق التاريخية تثبت عراقيتهم وتمسكهم بالهوية العراقية ومشاركتهم الفاعلة في بناء البلد وجهودهم الكبيرة في دعم اقتصاده وعلى الدوام ، ولكن يبدوا ان الحقد الدفين وحب السيطرة على الثروات ، والقدرة من خلال السلطة والسيف في سرقة اموال هؤلاء لدورهم الكبير في بناء الاقتصاد وامكانيتهم المادية في ادارة مفاصل من اقتصاد البلد ،  جعلت من هؤلاء يزدادون حقدا ويوغلون في التعامل غير الانساني مع هذا المكون ومن ثم تهجيرهم وسرقة ممتلكاتهم وبيوتهم واموالهم وشركاتهم اما الفقراء منهم فقد تم استبعاد الشباب عن عوائلهم واخذهم في سجون سرية لايعلمها الا الله وعصابة البعث الصدامي المقبور وبعد سنين تم تصفيتهم في مقابر جماعية .
اليوم وبعد ان حقق العراقيون انجازهم الاكبر بالقضاء على نظام الطاغية لابد لنا ابتداءً من القادة السياسيين والاحزاب والشخصيات المؤثرة في المجتمع ان تنظر لهذا المكون الكبير الذي تستشف خلال التعامل مع الاغلبية منهم محبتهم للعراق وحرصهم على خدمته ، في ان يكون هناك موقف داعم لهؤلاء من خلال تثبيت حقوقهم العامة التي ينبغي ان تجد لها الحلول السريعة ومنها استرداد ممتلكاتهم التي نُهبت وسُرقت ، ينبغي ايضا اعادة الجنسية العراقية لمن تم اسقاطها عنه مع ضرورة العمل من خلال المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على اعطائهم الدور المستحق لهم كونهم جزءُ من هذا النسيج الاجتماعي الجميل 
اعتقد ان الاخوة الكورد الفيليين على الرغم ماعاشوا من ماض اسود وتاريخ قبيح من الاذلال والمهانة والقتل المبرمج هم اليوم ماضون بقوة لتحقيق مستقبل زاهر ومشرق من خلال الاندماج الكلي في المجتمع وازالة اثار الماضي القبيح وهم بحاجة الى جهود الجميع لدعمهم ومنحهم المزيد من القوة لتعزيز ارادتهم في خدمة العراق والمشاركة في تعزيز الديمقراطية فيه .
 
                                                                                             كاتب واعلامي 
al_aziz_su@yahoo.com
 
                     
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخيكاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/02



كتابة تعليق لموضوع : الكورد الفيليين بين الماضي الاسود وامل المستقبل .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net