السيد الصافي يدعو إلى اعتماد ما جاد به أهل البيت (عليهم السلام) في التأسيس للحياة الطيبة
شبكة الكفيل
2024/03/03
جاء ذلك في كلمته ضمن فعاليات مؤتمر (معالم الحياة الطيبة عند أهل البيت عليهم السلام)، المنعقد تحت شعار (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، وتُنظّمه جمعية العميد العلمية والفكرية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ممثّلاً بالمركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية.
وقال السيد الصافي، أننا "نحتاج إلى منهج يرسم الطريق، وأن ندرّس أولادنا به في مدارسنا ومحافلنا، ونقول أنّ هذه هي الحياة الطيبة، التي تشمل الشاب والمراهق والزوج والزوجة والأب والابن، وأنّ هذه الحياة الطيبة بهذه المراحل التدريسية غير المؤلفات الجماهيرية الموجودة، لا منهج أكاديمي كما أتعلم الرياضيات في كتاب منهجي، أو الكيمياء أو التفسير، أتعلم الحياة الطيبة كيف تكون في منهج حقيقي".
وجاء في نص الكلمة:
نحييكم ابتداءً في هذه الأيام المباركة ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لاستقبال شهر الله الأعظم شهر رمضان المبارك وأن يتقبله منا ومنكم، سائلين ثانيةً بحرمة ليلة النصف من شعبان أن يكحل أعيننا بالطلعة البهية لوليه صاحب الأمر والزمان.
بدءًا أيضا نشد على أيد الأخوة في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، وجمعية العميد لهذه الباكورة الطيبة في مسألة الحياة الطيبة، وإن شاء الله تعالى يكون هذا المؤتمر نافعًا وواسعًا وتؤسس فيه وتؤصل فيه بعض القواعد المهمة لإحياء هذه الحياة الطيبة.
لا يخفى على الأخوة الأعزاء مسألة الحياة عمومًا، يعني ما دمنا في الدنيا نتكلم عن الحياة الدنيا، وكيف يمكن أن تخلو من مشاكل، في الحقيقة هي لا تخلو من مشاكل جمة، وهذه المشاكل تتفاوت سعةً وضيقًا وتعقيدًا، بحسب ما نبلغ نحن من رؤيا إزاء هذه الحياة.
في بعض الحالات قد لا تستدعي المسألة منا أن نتعب ونتشنّج فيها كثيرًا، ونحمل همها كثيرًا، لكنّنا قد لا نفهم طريقة حل هذه المشكلة، فتزداد تعقيدًا، كمن مثلاً يرفع رجله من الوحل، ثمّ يضع الأخرى في وحل، وهكذا الدوامة تستمر.
واليوم الدنيا عندما تعاني من هذه التعقيدات، فجزء مهم منها، ولعله الجزء الأهم، هو ابتعادها عما بيّنه الله تعالى من نهج يوضح كيف نعيش في هذه الدنيا.
فالذي خلقنا لم ينس حاشاه أن يعطينا رؤيا عن كيفية العيش في هذه الدنيا بحسب ما قدر لله تعالى من أعمار، ثم ننتقل إلى عالم آخر أبدي.
في هذه الحقبة، حقبة الدنيا، قد لا نعلم ولا نفهم ما هي الأسس التي يمكن أن نعيشها حتى نتجنب أكبر خسارة ممكنة في مشوارنا الحياتي، الإنسان إذا كان لا يعرف فلا شك سيكون هو في تيه، وفي ظلال، وإن خرج من مشكلة دخل في أخرى، وهكذا ينهي عمره بالانتهاء من مشاكل والدخول في أخرى إلى أن يموت، أمّا الذي يفهم كيف نتعامل مع هذه الدنيا، ما هي القواعد العامة التي بيّنها الله تبارك وتعالى لنا كي نحيا فيها؟
مع أنّنا بشر وما يحتاجه البشر هو غريزة حب البقاء، فأيضًا موجودة غريزة حب الذات، وهنا جاء الشارع المقدس وقنّنها، وفصّل الأمر، فهذا الشي يشبع حياتك، وذاك الشي ينظم أفكارك، وهكذا.. وفق ما بيّنه الأنبياء وجاء به القرآن، وبتطبيقه ستعيش حياةً طيبة.
والطيب مقابل الخبيث، والخبيث حتى المادة، لست أتحدث فقط عن الهيئة، بل حتى مادة الخبيث مقززة، هذا شيء خبيث مُنفّر لجميع الطبائع البشرية باختلاف الشرائع والأديان، فكل أفرادها تتنفّر من هذا شيء الخبيث.
والقرآن الكريم استعمل هذا المصطلح فشجرة طيبة يقابلها شجرة خبيثة، الطيب لا يتزوج إلا طيبة مقابل الخبيث ومشتقاته.
الخبث يولد حالة من النفرة، فكيف إذا كانت الحياة كلها توسم بأنها حياة خبيثة؟!، وفي المقابل تكون الحياة حياة طيبة.
الحياة الطيبة لا تعني ألا توجد مشاكل فيها، بل بالعكس الطيب ليس له علاقة بالمشكلة، قد تكون المشكلة هي عنوان الطيب، لكن هذه المشاكل كيف تواجه؟
طبعًا التنظيم الأسري كتنظيم مجتمعي قطعًا يحتاج منا إلى منهجية، وكمثال، أنا أؤمن أنّ الرسالة العملية هي منهج حياة كامل، أنا أؤمن به، لكن الصياغة صياغة الرسالة العملية ما هو؟ إذا أردنا أن نتجاوز جوانب المسائل الفردية إلى قضايا حياة عامة، فهي تحتاج إلى صياغة أيضًا، المادة باقية لا نمسها، لكن الصياغ نعم نحتاج إلى إيجادها.
عندنا كنز كبير جدًّا من المعارف التي تؤسس إلى حياة طيبة، أنا قرأت أولاً ملخصات بحوث المؤتمر بحمد لله تعالى، العناوين جيدة والمعنون إن شاء الله تعالى يكون أفضل، وكلها تريد أن تصل بنا إلى هذه الحياة الطيبة، من ولادة الإنسان إلى مماته بأن يعيش هذه الحياة الطيبة.
أنّ لدينا مواد جيدة وجديرة جدًّا بأن تكون منهجًا للحياة، نعم قد لازلنا نحتاج إلى الصياغات، ولعله مع الأخوة الأعزاء مؤسسي هذا المؤتمر يستفيدون من كلام الأئمة (عليهم السلام)، فهم يقولون نحن نلقي الأصول وعليكم التفريع.
قطعًا القضية غير خاصة بالفقه، بل هي عامة لجملة من الأشياء التي لا نعرفها، لأنّ كلامهم (عليهم السلام) بشؤون الحياة جميعها من الولادة إلى الممات، وجاء الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) وبيّنوا كثيرًا من الأمور التي يحتاجها الإنسان حتى يعيش هذه الحياة الطيبة، ولعلنا أخذنا مثالاً فيما سبق، ولا بأس بإعادته الآن بشكل يعني إن شاء الله لا نتطفل على الوقت.
لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا