صفحة الكاتب : نسيم الحسناوي

تقارب العرب يقلق أردوغان
نسيم الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدت مدلولات زيارة وفد التحالف الوطني العراقي الذي يشكل أكبر كتلة سياسية في العراق ، واضحة وجريئة وتخطت الحدود العراقية إلى الفضاء الدولي عربياً كان أم إسلامياً  .
وبعد اللمسات الأخيرة للتحالف الوطني في العراق وما كان لها من جوانب مشرقة على المستوى الوطني ، إنطلقت الجهود اليوم إلى خارج العراق لإحداث تقاربات عربية ودولية وإقليمية تتطلبها المرحلة الراهنة سعياً لاستقرار المنطقة وسلامة شعوبها  .
فكانت إحدى محطات التحالف الوطني وأهمها مصر العروبة ، حيث كانت الهموم العربية المشتركة الحاضر الأساسي في جميع المباحثات التي جرت بين وفد التحالف الوطني من جهة والمؤسسات المصرية والعربية الموجودة في مصر سواءاً الحكومية منها أو الدينية  من جهة اخرى .
حيث أفرز لقاء شيخ الأزهر الشريف  الذي يعتبر أكبر مؤسسة دينية عربية في المنطقة تلتف حول آراءها أغلب الدول العربية شعوباً وحكومات وما لهذه المؤسسة من تأثير واسع في الأوساط العربية والإسلامية والعالمية شعبياً وسياسياً. 
وقد أبرز وفد التحالف الوطني العراقي أهمية التقارب بين الأزهر والنجف لما له من دور مهم في المساهمة في ردم الفجوات الحاصلة نتيجة رواج الأفكار المتطرفة الدخيلة على منطقتنا العربية ، كما إن أهمية إصلاح الخطاب الديني و تأثيره على الشعوب العربية لم تكن غائبة عن ذلك اللقاء .
ولم تغب الهموم العربية الكبرى عن طاولة  المباحثات التي تمت في مصر وأبرزها الوضع السوري والليبي ، ولم يغفل العراقيون عن طلب الدعم العربي والإسلامي في قضاياه وإشراك العرب في همومه المحلية وبالأخص دعم الأزهر الشريف لما له من أهمية. 
وأن موائد التحليل للأوضاع العربية لم تخلو من أهمية إعادة بناء وترميم العلاقات العربية وإمكانية استثمارها على أمثل وجه ، ودعى المصريون إلى توطيد العلاقات العراقية السعودية التي لاحت بوادرها قبل فترة من الزمن وتم طرح التحسس الخليجي من إيران الدولة وليس من إيران الشيعية ، وأوضح  الوفد العراقي طبيعة العلاقة بين العراق وإيران المبنية على الصداقة وحسن الجوار والتعاون المتبادل وطبيعة الدعم الإيراني للعراق في الوقت الذي تخلى عنه الكثير من دول المنطقة . 
كشفت لقاءات العراقيين برئيس البرلمان العربي والامين العام لجامعة الدول العربية عن ان المصريين يعتزون بالعراق لأنه عمق الوطن العربي وأنه ليس طارئاً عليه والعراق منارة الوطن العربي التاريخية ، وتم بحث الأساليب والمناطق التي سيلجأ إليها داعش مستقبلا بعد الهزائم التي مني بها في العراق. 
كل ذلك من شأنه توحيد الرؤية العربية مجدداً وما يستتبعها من توحيد للسياسات العربية بإعتبار الأخطار الداهمة تمس العرب جميعاً على حد سواء .
وأن بوادر تطابق وجهات النظر العربية بانت في القضايا المطروحة في مصر من قبل الطرفين ، الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس التركي حيث إنه أدرك واستشعر خطر إبعاده عن التدخل في الساحة العربية وإن كف يده عن البلدان العربية أصبح وشيكاً. 
وأدرك أردوغان أن تحسين العلاقات العربية -العربية ستكون لها نتائج واتفاقات والتزامات متبادلة من جميع الأطراف ، الأمر الذي سيجعل المصالح التركية إلى زوال والجهود التركية المبذولة في ذلك إلى ضياع ، وحلم الدولة العثمانية الجديدة سيبقى حبيس الأدمغة التي حلمت به ولايمكن أن يتحقق على أرض الواقع ، فالعراق اليوم يأخذ دوره الطبيعي ويغلق الأبواب بوجه المتصيدين ، وهذا ما أقض مضجع أردوغان الأمر الذي حدى به أن يصرح تصريحات خرقاء ضد الحشد الشعبي العراقي معتقداً أنه يعزف على أوتار إحياء الطائفية في العراق والمنطقة .
أردوغان لم يصحو بعد من غفلته ولم يستفق من نومه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نسيم الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/22



كتابة تعليق لموضوع : تقارب العرب يقلق أردوغان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net