في وطنِ الموتِ هذا , أما آنَ لنا أن نخططَ للحياة؟
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو

سنطوي إن شاءَ اللهُ صفحةَ داعش العسكرية , ولكن داعش لاتقتصر على هذه الكلاب المسعورة التي روضها الابطالُ برصاص بنادقهِم , فداعشُ اليومَ في العراق عبارة عن مسئولين فاسدين , ونظامٍ مؤسساتيٍّ منهار , وعصاباتٍ متنفذة تبيع الوطن , وتجاملُ على حساب المواطنين .....
نعم لقد شارفت شمسُ الجهاد الاصغر على الافول , وغداً ينتظرُ الجميعَ صباحٌ يُولَد من هممِ العراقيين لإسراج شمس الجهاد الاكبر في محاربة داعش الفسادين الماليِّ والاداريِّ ....
انتهت المعارك أو كادت , يحق لهؤلاء الابطال الذين باعوا دماءهم لله والوطن , ان يشتروا من الوطن مستقبلاً زاهراً ينتظرهم في فرصةِ عملٍ للعاطل منهم , او مضاعفة التكريم لمن كان يعمل من قبل,
يحقُ للأرامل , والأمهات الثكلى , والآباء المفجوعين , والاطفال اليتامى , ان يلاقوا تعويضاً عادلاً عن الذي فقدوا , من كدِّ زوجٍ , أو برِّ ولد, أو عون ابنٍ, أو عطف والد , من فرصٍ للتعليم , وإعانة في العيش ,
على الدولة أن تبني المدن الصناعية الضخمة , والشقق السكنية الكثيرة , وتُحسِّن وضع التعليم والصحة, وأن تُخطِّط للحياة, فقد سئمنا من التخطيط للموت,
نريد ان نسمع نشرة اخبارٍ تغرد بترانيم الحياة , ونرى تقارير عن الحدائق والجنائن في العراق ,
لانريد ان نرى جلسات البرلمان , او نسمع خطابات التحريض السياسي,
نريد أن يقوم النَّاسُ بممارسةِ عقائدِهم دون خوفٍ أو تقية, ويُشاهد الشبابُ مباريات العراق بكرة القدم , ونسمع آخر اكتشافات المواهب العراقية الشابَّة في مجالات العلوم...
بصراحة أُريد عراقاً خالٍ من السياسيين والبرلمانيين , والاحزاب الدينية والعلمانية , لان الاولى بلا دين والثانية بلاعلم , احلم بعراقٍ تلبسُ أرضُه ثياب سنابل القمح في ربيع الحصاد , وتضحك شفاهُ أزهاره لصباحات النهار , وتهدرُ مكائن مصانعهِ بأغنية الانتاج , وتصدحُ حناجرُ تلاميذه بترانيم الدروس.
فهل تحقيق هذا الحلم صعب المنال؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat